ولكن لماذا تهتم شركة مثل غوغل بزيادة المحتوى العربي على الإنترنت؟
قد يرجع اهتمام غوغل باللغات بصفة عامة –ومن بينها العربية- إلى طبيعتها كشركة تربح من العمل في مجال الإعلان المرتبط ببعض الخدمات التي تقدمها، ومن أهمها البحث على الإنترنت (محرك غوغل للبحث)، والبريد الإلكتروني (جيميل)، واليوتيوب، والخرائط، وغيرها.
ولذا فكلما زاد عدد مستخدمي تلك الخدمات في البلدان المختلفة في أرجاء العالم، وباللغات المختلفة، عاد ذلك على الشركة –بلا شك- بربح أكبر.
ومن هنا سعت الشركة إلى جلب المستخدمين من متحدثي العربية.
فأتاحت لهم منذ بدايات نشأتها في أواخر التسعينيات إمكانية بحث محتويات شبكة الإنترنت باللغة العربية، مستفيدين في الوقت نفسه من الميزات التي عُرف بها محرك غوغل من سرعة فائقة في عرض النتائج.
ولم تكتف غوغل بذلك، بل أتاحت للعرب وسائل أخرى تشجعهم على استخدام الإنترنت بلغتهم دون الحاجة إلى الإلمام بلغة أجنبية، كان منها خاصية البحث الصوتي بالعربية الفصيحة، أو بإحدى لهجاتها، وإطلاق خاصية الإكمال التلقائي للكلمات خلال الكتابة بالعربية، وتعريب واجهة يوتيوب، وتعريب خرائط غوغل، وموقع التواصل الاجتماعي غوغل بلس، وتعريب متصفح “كروم”، وبريد جيميل.
وشاركت الشركة أيضا في محاربة ظاهرة آخذة في الانتشار في بعض دول الخليج، خاصة الإمارات، تعرف بـ”العربيزي”، وهي خلط العربية بالإنجليزية عند استخدام وسائل التقنية الحديثة، مثل الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية، أو الكمبيوتر، وفي الأحاديث اليومية التي تكاد تغيب عنها الهوية العربية شيئا فشيئا.
وهنا قدمت غوغل ميزة تعرف بـ”التعريب” التي يمكن عن طريقها استخدام لوحة مفاتيح اللغة الإنجليزية، كأن تكتب مثلا “kaifa haluka” فيحولها نظام غوغل إلى المقابل العربي “كيف حالك”.
ويهم غوغل -بطبيعة الحال- باعتبارها شركة تعتمد على الأرباح الواردة من الإعلانات، أن يزيد عدد من يكتبون بالعربية، ففي ذلك زيادة للمحتوى العربي الذي سيساعد بدوره على جلب المزيد من الإعلانات، في منطقة تعرف بكثرة رجال الأعمال والأثرياء الذين ينفقون ببذخ على ما يهوون وما يحبون.
“الكتابة الرومانية”
وموضوع “العربيزي”، يعيدنا إلى قصة علاقة اللغة العربية وتقنية الإنترنت بصفة عامة، والعربية وغوغل على وجه الخصوص.
فعندما ظهرت الهواتف المحمولة، في أوائل التسعينيات لم يكن بها لوحة مفاتيح للحروف العربية.
لكن أبناء العربية تفتقت قريحتهم عن فكرة ذكية للتغلب على هذا القصور، يمكن أن نسميها طريقة “الكتابة الرومانية”، وذلك باستخدام لوحة المفاتيح “الرومانية” بصفة عامة لكتابة محتوى عربي.
مجلة مع الله