إنشاء مركز مستوطنة الفضاء يهدف إلى دراسة سلوك رواد الفضاء قبل الانضمام إلى الرحلات الفعلية


مركز مستوطنة الفضاء يهدف لدراسة سلوك رواد الفضاء قبل الانضمام إلى الرحلات الفعلية (وكالة الأنباء العمانية)

خطوات متسارعة اتخذتها سلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة، لدخول عالم الفضاء وعلومه، من خلال الانضمام إلى عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وإنشاء المراكز المتخصصة ودعم التجارب والأبحاث، والسعي لإطلاق أول قمر اصطناعي.
وكانت آخر الجهود في هذا المجال، إنشاء مركز مستوطنة الفضاء، الذي يهدف إلى دراسة سلوك رواد الفضاء قبل الانضمام إلى الرحلات الفعلية، فضلا عن خدمة العلماء والباحثين والمهتمين الراغبين بإجراء تجاربهم في قطاع الفضاء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
ويقدم المشروع المهام التناظرية، وهي مهام المحاكاة الحيوية لاستكشاف الفضاء واختبار تأثيراته على الصحة النفسية والفسيولوجية لرواد الفضاء، حيث يعيش المتطوع في عزلة لفترة زمنية لأداء مهمة فضائية تجريبية، في مركز يقام على مساحة 20 ألف متر مربع في المنطقة المخصصة لتجارب الذكاء الاصطناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وفي إطار الاهتمام بهذا المجال، وقعت السلطنة عددا من الاتفاقيات والمعاهدات، أبرزها الانضمام إلى معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، والانضمام إلى اتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، وإلى اتفاقية إنقاذ الملاحين الفضائيين وإعادتهم ورد الأجسام المطلقة إلى الفضاء الخارجي.
كما أقرت بالموافقة على الانضمام إلى اتفاقية المسؤولية الدولية عن الأضرار التي تحدثها الأجسام الفضائية.



شركة عُمانية توقع مذكرة تفاهم لتصنيع قطع للأقمار الاصطناعية بالسلطنة مع شركة إيطالية (وكالة الأنباء العُمانية)


إطلاق أول قمر اصطناعي

وكانت سلطنة عمان قد وقعت في يناير/ كانون الثاني 2022، اتفاقية تعد الأولى من نوعها، مع مجموعة من الشركات الأجنبية، لتهيئة منصات إطلاق أقمار اصطناعية، ليكون بذلك تكملة لعدد من المشاريع اللوجستية الفضائية.
وجرت الاتفاقية بين شركة التقنيات العالمية الصاعدة "إتكو"، وهي شركة عُمانية تأسست عام 2020، وشركات "فيرجن أوربت" الأميركية الرائدة في إطلاق الأقمار الاصطناعية، و"سات ريفلوشن" البولندية لتصنيع وتشغيل السواتل النانوية، و"تواتارا" الأميركية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي المتقدم وتحليلات البيانات وحلول التقنية المعرفية.
وتهدف الاتفاقية إلى إطلاق أول قمر اصطناعي عُماني على المدار الأرضي المنخفض لإجراء البحوث العلمية، والمساعدة في التنبؤ بالآثار الناجمة عن تغير المناخ أو الكوارث الطبيعية.
كما سيتيح المشروع فرصا استثمارية أمام الجامعات لفتح آفاق جديدة للجيل القادم من مستكشفي الفضاء والمبتكرين في قطاع الفضاء، والاستثمار في المواهب الوطنية، وهذا ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة التقنيات العالمية الصاعدة (إتكو) عبد العزيز صادق الحاج جعفر لصحيفة أثير العمانية، أن المشروع يأتي ضمن الجهود لاستقطاب أحدث التقنيات لبناء اقتصاد معرفي مستدام، عبر نقل المعارف والخبرات وتوطين المعرفة من خلال الدفع بتأهيل وتطوير الكفاءات العمانية.


قطاع متنام

وأضاف جعفر أن المشروع يفتح المجال أمام المؤسسات المحلية والدولية للاستثمار في هذا القطاع المتنامي والاستفادة من موقع سلطنة عُمان الإستراتيجي كوجهة لإطلاق الأقمار الاصطناعية وخدمة أبحاث وأنشطة قطاع الفضاء في المنطقة.
يذكر أن "إتكو" المتخصصة في التقنيات الحديثة، والمكونة من كادر عُماني، وقعت مذكرة تفاهم عام 2021، لتصنيع قطع للأقمار الاصطناعية بالسلطنة، مع شركة دي أوربت الإيطالية، وذلك على هامش مشاركة سلطنة عُمان في المؤتمر الدولي للفضاء بإمارة دبي بدولة الإمارات.
وخلصت مذكرة التفاهم إلى تأسيس منشأة لتصنيع قطع للأقمار الاصطناعية الصغيرة والمتوسطة واللوجستيات الفضائية في سلطنة عُمان، ونقل المعارف والخبرات الإيطالية وتوطين المعرفة للكفاءات العُمانية الشابة.
ويساهم هذا المشروع -الذي يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان- في تأسيس قاعدة وطنية من الكفاءات في صناعات الفضاء وعامل جذب لاستثمارات في هذا القطاع.
هذه الشراكة مع الشركة الإيطالية -التي تعتبر واحدة من أبرز شركات التصنيع الفضائي في العالم- ستسهم في تغطية جزء من احتياجات السوق في المنطقة للأقمار الاصطناعية المتوسطة والصغيرة وإيجاد خطوط تصنيع مساعدة لتقنيات الفضاء المرتبطة بها، حسب ما أكده المهندس عمار بن سالم الرواحي المدير العام لقطاع تقنيات الفضاء بشركة التقنيات العالمية الصاعدة (إتكو) لوكالة الأنباء العمانية.



عُمان توقع اتفاقية إطلاق أول قمر اصطناعي عُماني على المدار الأرضي (الصحافة العُمانية)


سطح المريخ في صحراء عُمان

تعتبر صحراء عمان بيئة مثالية للمحاكاة والتجارب والأبحاث الفضائية، حيث يجري العديد من العلماء والمختصين والباحثين عدة تجارب فضائية فيها، لتشابه خواصها مع كوكب المريخ.
ففي 2018، توجه طاقم من رواد الفضاء الدوليين لمنطقة مرمول لإجراء تجارب محاكاة العيش على المريخ، ضمن مشروع محاكاة العيش على المريخ (أمادي 18) الذي استضافته السلطنة كأحد إسهاماتها الدولية في البحوث والدراسات الفضائية في مجال ارتياد الإنسان للفضاء والاستكشاف.
وقضى الطاقم المكون من 16 شخصا من دول سلطنة عمان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإسبانيا وهولندا والبرتغال 3 أسابيع في عزلة شبه كاملة، أجروا خلالها محاكاة في عدة جوانب مثل اختبارات لعجلات المركبة الفضائية والروبوتات لجمع العينات وحركاتها على السطح وقدرتها على أخذ العينات والمعلومات وإرسالها الى مركز المعلومات الموجود في النمسا.
ويأتي توجه سلطنة عمان في مجال الفضاء والاستثمار فيه، لأهميته في تنمية القطاعات التقنية والابتكارية بما يحقق مستهدفات رؤية عمان 2040، من خلال خلق اقتصاد تنافسي متنوع ومتكامل قائم على استشراف المستقبل والابتكار وإيجاد بنية أساسية وتقنية متطورة.