هيو جاكمان أدى شخصية وولفرين لأول مرة عام 2000 (رويترز)
يعود الممثل الأسترالي البريطاني هيو جاكمان إلى شخصية "وولفرين" الشهيرة في الجزء الثالث من سلسلة أفلام "ديدبول" (Deadpool 3)، وذلك بعدما اعتزل هذا الدور عام 2017 في فيلم "لوغان" (Logan).
إذ أعلن بطل فيلم "ديدبول"، الممثل الكندي ريان رينولدز، الخبر عبر الحساب الرسمي لجاكمان على تويتر، وكذلك موعد عرض الفيلم القادم في السادس من سبتمبر/أيلول 2024، ومن المعروف أن كلا النجمين تجمع بينهما صداقة طويلة، وهذه هي المرة الثانية التي تجتمع فيها الشخصيتان الخياليتان معا في فيلم سينمائي.
وولفرين يعود للحياة
ولعب هيو جاكمان شخصية "وولفرين" لأول مرة عام 2000 في الجزء الأول من أفلام "إكس-من" (X-Men) الذي حوله من ممثل شهير إلى نجم سينمائي عالمي.
وبعد 17 عاما من تقديم الشخصية في 9 أفلام، قرر جاكمان اعتزالها في واحد من أفضل أفلام الأبطال الخارقين على الإطلاق، وهو "لوغان" الذي ترشح لجائزة أوسكار أفضل سيناريو، وفيه ماتت الشخصية بشكل أثر في ملايين المشاهدين.
وكذلك فعلت شخصية "ديدبول"، في مسيرة ريان رينولدز الفنية، فقد أُعيد إطلاقها بعدما تراجعت شهرته إلى حد كبير، وظل لفترة طويلة في منطقة الأفلام الرومانسية الكوميدية التي أفل نجمها.
وعام 2009، قدم رينولدز أول ظهور لـ"ديدبول" في فيلم "إكس-من أوريجينز: وولفرين" (X-Men Origins: Wolverine)، وفيه كان ديدبول وولفرين أعداء، فهل ستتغير هذه العلاقة في الفيلم القادم؟
نجاح وتوقعات
حقق الجزء الأول من أفلام "ديدبول" نجاحا غير متوقع؛ فرغم أنه أتى بتصنيف "آر" (R) أي للبالغين فقط -الأمر الذي من المفترض أن يقلل من شعبيته- فإن إيراداته وصلت إلى 782 مليون دولار، وجعل رينولدز واحدا من أهم نجوم السينما في العالم.
وسيقوم شون ليفي بإخراج "ديدبول 3″، وهو المخرج الذي صنع مع رينولدز ثنائيا ذهبيا في السنوات القليلة الماضية، بعدما أخرج له فيلمين ناجحين للغاية، وهما "فري غاي" (Free Guy) و"مشروع آدم" (The Adam Project).
وقد أسهمت هذه الأعمال في إخراج ليفي من عزلته الإخراجية، وقد كان آخر فيلم أخرجه قبل ذلك عام 2014.
ويشكّل فيلم "ديدبول 3" تحديا كبير لليفي، خاصة أنه يشكّل دخوله عالم الأبطال الخارقين، بعيدا عن الكوميديا والأكشن، مع توقعات بأن يجلب ذلك بعض التجديد على عالم مارفل.
ديدبول ومارفل
استحوذت شركة ديزني على "توينتيث سينتشري فوكس" (20th Century Fox) عام 2019، وبذلك حصلت على حقوق أفلام "إكس-من"، ومنذ هذه الصفقة الكبيرة، يحلم محبو أفلام الأبطال الخارقين بعودة "وولفرين" مرة أخرى للشاشة ضمن أبطال مارفل، لكن ظهر سؤال مهم للغاية، من هو وولفرين القادم في ظل اعتزال جاكمان؟
سيصبح هذا الفيلم أول أفلام "ديدبول" تحت مظلة استوديوهات مارفل، وكذلك هذه المرة الثانية التي سيعمل فيها هيو جاكمان مع كيفن فيغ، الأب الروحي لمارفل وصاحب الفضل في تطوير عالم مارفل السينمائي الممتد ورئيس الأستوديو، الذي بدأت مسيرته بإنتاج أول أفلام "إكس مِن".
تخوفات وميزات
وغم كل هذه الأخبار السعيدة لمحبي هذا النوع من الأفلام، فإن هناك بعض التخوفات المنطقية لدى البعض؛ فأفلام "ديدبول" حصلت على تفردها الخاص من تصنيفها للبالغين فقط الذي أطلق لصناعها العنان على الشاشة، واستفاد فيلم "لوغان" بعد ذلك من هذا التصنيف، فجاءت هذه الأعمال عنيفة ودموية ومختلفة بشكل كبير عن أفلام مارفل المعتادة التي تميل إلى كونها عائلية ولطيفة.
بالإضافة إلى العنف، تميزت هذه الأفلام كذلك بمستوى أعلى من النضج عن أفلام الأبطال الخارقين الأخرى في الأزمات التي تعانيها الشخصيات، من غضب "ديدبول" العارم بسبب التشوهات التي حدثت له رغمًا عن إرادته؛ فقد تحول لخارق عندما أقنعه أحد الأطباء بتجربة طبية تشفيه من المرض القاتل الذي يعانيه، فأزالت التجربة المرض، لكن كذلك غيرت من مظهره، وأكسبته قدرات لا يبالي بها، فتحول إلى "مناهض البطل" (Antihero) فهو لا يبالي بمساعدة الآخرين، بل يرغب فقط في النجاة.
في المقابل، فإن "وولفرين" عانى الحزن لفقد كل المقربين منه نتيجة لطول عمره في آخر أفلامه، وقد أصبح مقاتلا مسنا، لا يبالي بحياته، يسعى لإنهائها لولا الصلات البسيطة التي تربطه بالفتاة التي تشي قدراتها بأنها وولفرين القادمة.
تغيرات وتساؤلات
فهل تتمكن "ديزني" و"مارفل" من الإبقاء على روح الشخصيتين كما هما من دون المساس بهما ومحاولة إدخالهما في القالب المثالي لشخصيات مارفل المعتادة التي تجمع بين طيبة القلب، والمأساة الشخصية وخفة الظل، وحب البشر؟
ولا تزال أمام المشروع سنتان تقريبًا حتى العرض، مما يعني أن هناك الكثير من التغييرات التي ستحدث على الشخصيات على عالم مارفل نفسه الذي بدأ يفقد وهجه بالتدريج، مما يطرح تساؤلات إذا ما كان فيلم "ديدبول 3 " سيصبح قبلة الحياة لهذا العالم، أم تنتهي مارفل وتقتل المشروع قبل ولادته؟