ريم ضياء.. مُمرّضة ترتدي خوذة الـ “بايكرز”

القطيف: شذى المرزوق
من بين مئات المشاهد الجميلة التي ميزت احتفالات القطيف باليوم الوطني الـ92 للمملكة، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، كان هناك مشهد آخر، لم تُخطئه عيون المحتفلين في كورنيش المجيدية، وهو رؤية ممرضة بزيها الأبيض الناصع، تدعى ريم ضياء، تمتطي صهوة دراجة نارية، وتقودها ببراعة ومهارة عاليتن، وسط دهشة الحضور وفضولهم لمعرفة من تكون هذه الفتاة.
وقادت ريم الدراجة برفقة زوجها، الذي أبدى سعادته بتمكن زوجته من قيادة الدراجة النارية، وسط 1220 دراج، شاركوا في الاحتفال بيوم الوطن. وجاءت مشاركة الدرّاجة ريم ضياء، أو “ريم البايكرز” كما يطيب لها مناداتها، منفردة عن فريق الدراجات المشارك. وتعلن أن في هذه المشاركة رسالة عاجلة إلى مرضاها.

وتتحدث ريم عن نفسها، وتقول لـ”صُبرة” “اسمي ريم، وأفضل مناداتي ريم بايكر، أعمل اختصاصية تمريض، حاصلة على البكالوريوس من كلية سعد للتمريض في العام 2019، وأعمل في المستشفى السعودي الألماني في
الدمام.

مهارة وفن
وتضيف ريم “بدأت قيادة الدراجات في سن مبكرة، وإلى الآن، وكنت أمارسها في الأعياد والمناسبات، عندما كنا نذهب إلى شاطئ نصف القمر، وهناك أؤجر الدراجات الصحراوية ذات العجلات الأربع، وأقودها بمهارة وفن، واستمتع بها كثيراً”.
وبتفصيل أكبر تكشف ريم عن سبب الشغف بقيادة الدراجات، وتقول “هذا الشغف يظهر عندما يكون هناك شعور قوي تجاه شيء ينال منك الاهتمام، فينبض القلب بالحب والحياة، وتكون مولعاً به، وتسير باتجاهه دون توقف”. وتقول “حقيقية، أنا مولعة بالدراجات النارية وبأصواتها العالية بشكل لا يمكن لأحد أن
يتصوره”.

أعباء الحياة
وتُكمل “تجربتي في قيادة الدراجات كانت من أمتع وأجمل التجارب، فكنت أشعر كأنني طائر يطير بالسماء، ويحلق بجناحيه عالياً، ليتخلص من أعباء هذه الحياة، وزاد الاهتمام وتطور الشغف مباشرة بعد التخرج عام 2019، حيث بدأت التدريب على قيادة الدراجة النارية والممارسة الفعلية والتمكن واكتساب المهارات”.
ولا يتوقف عشق ريم على الدراجات النارية وحدها، وتقول “بجانب هواية قيادة الدراجات النارية، فأنا أعشق قيادة السيارات الرياضية، و”الدرفت” بسرعة عالية، وأميل إلى هذا النوع من الرياضات، وأدعمه بقوة، وأشجع كل الهوايات والمواهب فيها، كما أنني محبة للفنون، ولكل شيء يجلب السعادة، والطاقة الإيجابية لهذه الحياة”.


الصوت الجميل
وتُكمل ريم الحديث عن بقية هواياتها “لدي هوايات ومواهب كثيرة ومتعددة ومتنوعة، بالإضافة إلى الدراجات، فأنا أهوى الدرفت، واللعب الحر للسيارات والدبابات، وأيضاً أحب ركوب الخيل، وأجيد الغناء، وأمتلك صوتاً جميلاً ورائعاً من وجهة نظري، وأسعى إلى تطوير هذا الحس الفني بداخلي أكثر، بالإضافة إلى اهتمامي بالأزياء والمكياج، ولدي ميول لممارسة رياضة كرة السلة، وباختصار، أنا أهوى كل ما هو جميل ومميز وممتع
”.

مسيرة الدراجات
ولريم مشاركات رسمية. وتقول في هذا الصدد “شاركت في عدد من المهرجانات والفعاليات تلبية لدعوات وصلتني، وخرجت في مسيرات الدراجات النارية سنوياً احتفالاً باليوم الوطني، كما شاركت في أعمال تطوع، وهنا أتقدم بجزيل الشكر إلى القيادة الحكيمة، فالفضل لله، ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين سمحا لنا نحن النساء بممارسة العديد من الرياضات، ولا أنسى أن أوجه شكري إلى الجهات الحكومية على مجهودها، وتنظيمها ودعمها الكبير لهذه المناسبات”.
أبي وأمي
ولا تنسى ريم الحديث عمن دعموها في ممارسة هواياتها، وتقول ” الداعم الأول لي هي زوجي، وهو بمثابة أبي وأمي وأخي،لقيت منه تشجيعاً متواصلاً، جعلني أعشق هذه الرياضات المختلفة، وبخاصة قيادة الدراجات النارية”.


توعية المرضى
ولا ترى ريم في مهنتها عائقاً أمام هواياتها، وتقول “أصبحت مهنتي تعزز لي ممارسة هذه الرياضة بحب أكبر، فدوري كممرضة هو علاج المرضى والاعتناء بهم، والمحافظة على صحتهم، وسلامتهم، وكذلك دوري أيضاً في مجال الرياضة، حثّ الناس على ممارسة كل ما هو ممتع وجميل، ولكن يجب الحذر والتركيز، واتباع القواعد الصحيحة السليمة، فالسلامة أولاً، بالإضافة الى الفائدة الصحية الكبيرة التي تعود عليهم بممارسة الرياضة بشتى أنواعها، وهي العلاج الأقوى لمحاربة الاكتئاب والقضاء عليه بالكامل
.