وَبَناتُ نَعشٍ يَستَدِرنَ كَأَنَّها
بَقَراتُ رَملٍ خَلفَهُنَّ جآذِرُ
وَالفَرقَدانِ كصاحبَينِ تَعاقَدا
تاللَهِ تَبرَحُ أَو تَزول عَتايرُ
وَالجَديُ كالرَجُلِ الَّذي ما أَن لَهُ
عَضدٌ وَلَيسَ لَهُ حَليفٌ ناصِرُ
وَتزاوَرَ العَيّوقُ عَن مَجداتِهِ
كالثَورِ يُضرِبُ حينَ عافَ الباقِرُ
وَتَرفَّعَ النِسرانِ هَذا باسِطٌ
يَهوي لسقطَتِهِ وَهَذا كاسِرُ
وَالنَطعُ يَلمَعُ وَالبطَينُ كَأَنَّهُ
كَبشٌ يطَرِّدُهُ لحَتفٍ تائِرُ
وَالحوتُ يَسبَحُ في السَماءِ كسِبحِهِ
في الماءِ وَهوَ بِكُلِّ سبحٍ ماهِرُ
وَكَواكِبُ الجَوزاءِ مِثلُ عَوائِدٍ
تَمري لَهُنَّ قَوادِمٌ وأَواخِرُ
وَكأَنَّ مَرَزمَها عَلى آثارِها
فَحلٌ عَلى آثارِ شَولٍ هادِرُ
وَتَعَرَّضَت هادي السُعودِ كَأَنَّها
رَكبٌ تأوَّبَ بَطنَ تَبعٍ مائِرُ
وَبَدا سُهَيلٌ كالشِهابِ مُشَبِّهٌ
راعٍ عَلى شَرَفِ العَرينَةِ سائِرُ
وَبَدَت نُجومٌ بَينَ ذاكَ كَأَنَّها
دُرٌّ تَقَطَّعَ سِلكُهُ مُتَنـــاثِرُ
ابن هرمة