ظهور سماح أنور في شخصية الأم المتسلطة فاجأ الجمهور (مواقع التواصل الاجتماعي)
لم تأت مشاركة نجوم التسعينيات العائدين بعد غياب في الأعمال الفنية -سواء السينمائية أو الدرامية- في الفترة الأخيرة مجرد ظهور شرفي، بل على العكس، فقد جاءت مختلفة ومميزة وأثرت الأداء الفني، فقدموا أدوارا استطاعت أن تكون محركا في الأحداث من خلال أداء تمثيلي أشاد به الجمهور، ليؤكدوا أن الغياب كان مجرد استراحة ولا تزال لديهم القدرة على العطاء الفني، بل إن أغلبهم ظهر في شخصيات بعيدة عن الصورة النمطية التي كان يظهر بها خلال تاريخه الفني.
إعادة اكتشاف
من خلال مسلسل "الليلة وما فيها" -الذي يعرض على منصة "شاهد" حاليا- استطاعت الفنانة سماح أنور أن تخطف الأضواء من أبطال العمل زينة ومحمد شاهين ورشدي الشامي ومؤدي الراب أبيوسف.
وعلى الرغم من غيابها لمدة 4 سنوات فإن عودتها جاءت متميزة، فأجادت تقديم شخصية الأم المتسلطة التي تحاول التحكم في حياة أبنائها وزوجاتهم وأن تسيّر حياتهم وفقا لأهوائها الشخصية.
ظهور سماح أنور في هذه الشخصية فاجأ الجمهور الذي اعتاد منها تقديم نماذج لشخصيات نسائية مختلفة، لتقدم دور الأم لأول مرة، وقد تمكنت من تقديم الشخصية من خلال تعبيرات الوجه والأداء الحركي للشخصية واللزمات المصاحبة لها، إلى جانب تخليها عن الماكياج وارتدائها الحجاب ليكتمل الشكل الخارجي مع الأداء.
وفي لقاء تلفزيوني، قالت سماح أنور إن المخرج هاني خليفة اختارها لأن الجمهور لن يتوقع الشخصية منها لكونها بعيدة تماما عن الصورة النمطية للحماة المتسلطة والأم المتحكمة، ولذلك طلب منها ألا تقدم الشخصية بشكل نمطي تقليدي، وأوضحت أنه في كثير من الأحيان كانت تتم إعادة التصوير أكثر من مرة لتقديم ما يريده المخرج من الشخصية.
كما اعتبرت الناقدة ماجدة خير الله ظهور سماح أنور في "الليلة وما فيها" بمثابة إعادة اكتشاف لم تقدم من قبل خلال رحلة فنية تزيد على 30 عاما.
نقاط تميز
أما بشأن مشاركة الفنان علاء مرسي أيضا فقد قدم شخصية مليئة بالمشاعر والأحاسيس المختلفة، وعبر شخصية "طه" نجح مرسي في استعراض قدراته التمثيلية وقدم مزيجا من المشاهد المختلطة والمتناقضة، بين الحزن والندم والفرح والشماتة والانتقام من خلال تعبيرات الوجه والعين والجسد، وهو ما نقله بصدق على الشاشة مستخدما أدواته كممثل، وجمع بين الاتقان الفني ونقل أحاسيس بشرية مختلطة وتركيبة نفسية معقدة.
وكان علاء مرسي قد غاب عن جمهوره اضطراريا رغم محاولاته المشاركة في أدوار من وقت إلى آخر، مثل مشاركته عام 2014 في "جبل الحلال" مع الممثل الراحل محمود عبد العزيز.
مسلسل "الليلة وما فيها" من تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة.
علاء مرسي ظهر في "الليلة وما فيها" بشخصية مليئة بالمشاعر والأحاسيس المتناقضة (مواقع التواصل الاجتماعي)
رهان على التغيير
عودة الممثلين الكبار للشاشة مرة أخرى جاءت أيضا في مسلسل "وش وضهر" الذي شهد ظهورا مميزا للممثلة ميمي جمال والفنان محمود قابيل بعد غياب.
في المسلسل الذي حقق نجاحا منذ وقت قريب وقامت ببطولته ريهام عبد الغفور وإياد نصار وثراء جبيل استطاعت المخرجة مريم أبو عوف أن تستغل قدرات الممثلة القديرة ميمي جمال التي اشتهرت بالشخصية النمطية للسيدة الأرستقراطية الجميلة، وقررت الرهان عليها وتقديمها لأول مرة في نموذج الراقصة المعتزلة التي تعيش مع نجل زوجها، والذي قامت بتربيته منذ صغره، ولكنها في الوقت نفسه ورغم اعتزالها الرقص تدافع عن الراقصات وعن حقهن في الحياة بشكل طبيعي، وظهرت ميمي جمال وآثار التقدم في العمر بادية عليها، ونجحت في تجسيد الشخصية ببعد إنساني وجد تفاعلا من الجمهور.
كما غيرت المخرجة مريم أبو عوف أيضا جلد الفنان محمود قابيل الذي ظهر في العمل نفسه طبيبا معتزلا بعد أن تقدم بالعمر، وكان مرجعا للبطل في حياته ومهنته التي انتحلها، ليقدم قابيل شخصية جديدة ومختلفة عن اللون الرومانسي الذي اشتهر به في الدراما.
وشكّل مسلسل "وش وضهر" عودة للفنان محمود قابيل إلى المسلسلات بعد أن شارك قبل سنوات في "لعبة النسيان" أمام دينا الشربيني وأحمد داود وأحمد صفوت وعلي قاسم، والمسلسل من إخراج أحمد شفيق.