المزارع الفلسطيني سلمان النباهين ينظف أرضية فسيفساء اكتشفها في مزرعته تعود إلى العصر البيزنطي (رويترز)
عثر المزارع الفلسطيني سليمان النباهين على أرضيات فسيفسائية تؤرخ للعهد البيزنطي عليها أشكال مجموعة من الطيور الملونة والحيوانات الأخرى، أثناء تأدية أعماله الزراعية في أرضه الواقعة بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وقالت وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة، السبت، إن الكشف الأوّلي لهذا الموقع الأثري أثبت وجود "أرضيات فسيفسائية تضم أيقونات لحيوانات تؤرخ للعصر البيزنطي، ورسوما تُجسّد الحياة الاجتماعية آنذاك".
سلمان النباهين ينظف الفسيفساء الأثرية المكتشفة (رويترز)
وأضافت في بيان "هناك أيضا مجموعة أخرى من الأرضيات ذات الأشكال الهندسية وبعض المعالم والشواهد العمرانية للجدران الأثرية"، وذكرت أنه عُثر على "مقتنيات فخارية وقوارير زجاجية في مكان البحث".
وأوضحت الوزارة أنها تعمل "بالشراكة مع خبراء وعلماء آثار دوليين من المدرسة الفرنسية للآثار لمعرفة مزيد من الأسرار والقيم الحضارية، في مختلف الحقب التي مرت بها أرض غزة".
وأشادت الوزارة بدور المزارع الفلسطيني و"حسّه الوطني العالي الذي دفعه إلى إبلاغ الجهات المختصّة".
الأرضيات الفسيفسائية تضم أشكالا مختلفة من الحيوانات كالإوز والبط والثعالب والأرانب (الأناضول)
وقال النباهين لرويترز إنه حاول أن يتبيّن السبب في أن بعض الأشجار التي غرسها لم تثبت جذورها في التربة كما ينبغي، مضيفا أنه وابنه شرعا في الحفر للكشف عن السبب، وخلال الحفر ارتطم فأس الابن بجسم صلب شكله غير مألوف.
الأرضيات الفسيفسائية وسط المزرعة التي يملكها المزارع سلمان النباهين (الأناضول)
وأضاف النباهين، وهو أب لـ7 أبناء، بينما يجلس بجوار الأثر المكتشف "بحثت بالإنترنت… فعرفنا أن هاي (هذه) فسيفساء تابعة للعهد البيزنطي". ومضى قائلا "باعتبارها كنزا وأغلى من كنز… هذا مش (ليس) شيئا شخصيا، هذا لكل فلسطيني".
وأضاف النباهين للأناضول "اكتشفنا وجود هذه الأرضيات خلال بحثي في عمق الأرض الزراعية حول سبب موت الأشجار منذ نحو 6 أشهر"، وأردف "فوجئنا بهذه الرسوم، ووسّعنا أعمال الحفر حتّى ظهرت لنا أرضيات واسعة تضم أشكالا مختلفة من الحيوانات كالإوز والبط والثعالب والأرانب".
المزارع الفلسطيني سلمان النباهين ينظف أرضية فسيفساء اكتشفها في مزرعته تعود إلى العصر البيزنطي (رويترز)
آثار غزة
وفي الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت الوزارة عن "كشف أثري كبير لأرضيات فسيفسائية تعود للعصر البيزنطي شرق مخيم البريج".
وقال وكيل وزارة السياحة محمد خلّة في مؤتمر صحفي عقده آنذاك "هذا الكشف سيُضفي هيبة ووقارا ويؤرخ للحضارة الفلسطينية".
الفسيفساء البيزنطية ليست الآثار الأولى التي تكتشف في غزة هذا العام (رويترز)
وتعدّ مدينة غزة من مدن العالم القديمة، وخضعت لحكم الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والمسلمين، ولهذا تعدّ غنية بالآثار إذ كانت موقعا تجاريا مهما لحضارات ترجع إلى قدماء المصريين والفلسطينيين المذكورين في الكتاب المقدس، مرورا بالإمبراطورية الرومانية والحروب الصليبية.
وتشكل قضايا الآثار موضوعات سياسية في الأراضي الفلسطينية، ولدى إسرائيل ترسانة من علماء الآثار يكشفون عن عدد لافت من الكنوز القديمة، أما في غزة فلا يزال هذا القطاع متأخرًا إلى حد كبير.
وكان هناك عدد من الكشوف الأثرية في غزة في السنوات الماضية، لكن بسبب ضعف التمويل وعدم وجود متخصصين، عادة ما تدعو غزة منظمات دولية للمساعدة في عمليات التنقيب والترميم.