4 دراسات علمية تثبت نجاح زواج الصالونات المدبر (بيكسلز)
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، اتجه الشباب إلى وسائل مختلفة للتعارف بهدف الزواج، وارتبطت تلك الطرق بنزول الفتيات إلى ميدان العمل، مما أتاح للطرفين التعارف والبحث عن السمات المشتركة بينهما، ومن ثم اتخاذ خطوات جادة نحو الزواج.
حتى أن البعض بات يرفض ما يعرف بالزواج التقليدي، أو ما كان يطلق عليه "زواج الصالونات"، أو اللقاءات المدبرة من قبل أسرة الشاب والفتاة بهدف التعارف والخطبة، بل يعتبر هذا النوع من اللقاءات دعما لتسلط الأبوين وتحقيقا لرغبتهما في زواج مثالي، وفق وجهة نظرهما فقط.
معايير الزواج المثالي
اللافت أن شروط الآباء في العقود الماضية التي قد يرفضها الشباب والفتيات، باتت اليوم معايير مثالية لزواج ناجح بحسب دراسات اجتماعية لجامعات مرموقة.
وتتضمن هذه الشروط معيار المستوى التعليمي، والالتزام بالتعاليم الدينية، والخلو من العلاقات العاطفية السابقة. كما ربطت تلك الدراسات بين مواصفات الزوج/ـة المثالي/ـة ومستوى الرضا بين الزوجين وانخفاض معدلات الطلاق.
مستوى التعليم
وكانت دراسات عدة قد أشارت إلى تمتع الحاصلين على مؤهلات تعليمية متقدمة بصحة عامة أفضل من غيرهم، لكن لم يتخيل أحد امتداد الأثر الإيجابي إلى المحيطين بهم وخاصة الأزواج.
وأثبتت دراسة أجراها باحثون في جامعة إنديانا مطلع عام 2022، ارتباط تعليم أحد الزوجين بصحة الآخر. واستخدم الباحثون بيانات لأجيال مختلفة منذ عام 1957، لأفراد وأزواجهم وإخوتهم وأزواج إخوتهم، ومعلومات حول صحتهم وتحصيلهم العلمي.
وقارن الفريق بين صحة الأشقاء الذين يتمتع أزواجهم بمستويات مختلفة من التعليم، مع التأكد من عدم تدخل مؤثرات أخرى أو معاناة أحد الأشقاء من مرض قبل الزواج.
وكان تأثير تعليم أحد الزوجين على صحة الآخر إيجابيا وملحوظا، مما يشير إلى أن البشر يستفيدون من الزواج بشريك ذي مستوى عال من التعليم، وقد استفادت النساء من تعلم أزواجهن العالي أكثر من الرجال.
تأثير تعليم أحد الزوجين على صحة الآخر كان إيجابيا وملحوظا (بيكسابي)
الزواج قبل سن 25
رغم أن البعض يعارضون رغبة الأهل في الزواج المبكر بين 20 و24 عاما، ويرون أن السنّ المناسبة للزواج مرتبطة بتحقيق النجاح المهني أولا؛ لم تظهر أية دراسة صحية ذلك الافتراض، على عكس نتائج تقرير مشروع الزواج الوطني البحثي في جامعة فيرجينيا عام 2022.
جمع مشروع الزواج الوطني بيانات عينات تمثيلية ضخمة على مستوى الولايات المتحدة، وخلص التقرير إلى أن الزواج المبكر قد يكون حجر الزاوية الصلب الذي يبني عليه الزوجان حياة سعيدة. فبالرغم من أن العمر ليس المؤشر الأقوى على نجاح الزواج، فإن العديد من الذين تزوجوا أوائل ومنتصف العشرينات من عمرهم يتمتعون بعلاقة ناجحة وناضجة وقد أفادوا برضاهم عن زواجهم بنسبة 81%، كما كانوا أقل عرضة لطلب المساعدة المالية من عائلاتهم.
الزواج من ملتزم دينيا
تحترم الديانات السماوية الإخلاص في الزواج وتحظر الخيانة بصورة واضحة، وفي نفس السياق، تعتقد الغالبية أن ضعف الإيمان تحذير خطير من زواج فاشل. لكن هل للتدين أثرا حقيقيا على زواجنا؟
أظهرت الأبحاث باستمرار ارتباطا بين درجة التدين وقوة العلاقة الزوجية، حتى أكدتها دراسة من جامعة "هارفارد" عام 2016.وبحثت الدراسة عن العلاقة بين التردد على المؤسسات الدينية والصحة والرفاهية، بما في ذلك العمر الأطول ومعدل الإصابة بالاكتئاب والانتحار.
وتوصل الباحثون إلى أن الأزواج المترددين على المعابد والكنائس والمساجد بانتظام كانوا أقل عرضة للطلاق بنسبة 50%، كما قل احتمال تورط المتدينين في خيانة أزواجهم مقارنة بالأقل تدينا.
وعزت الدراسة الأسباب إلى أن دور العبادة مكان مثالي للقاء المتدينين بمجموعة من الرجال والنساء المستعدين للالتزام، ومشاركة رؤيتهم لحياة تركز على الأسرة وتنبذ الطلاق والعلاقات غير المشروعة.
وإذا حاولنا التأكد من النتيجة على المؤمنين بالإسلام حصرا، فسنجد دراسة نشرتها مجلة "الصحة العقلية والدين والثقافة" عام 2018، اختار الباحثون فيها عينة من المسلمين بطهران، وطلبوا منهم ملء استبانتين إحداهما عن الصلاة والأخرى عن الزواج.
فأظهرت نتائج الدراسة أن تقديس الزواج والالتزام بالصلوات مرتبطان سلبا بالخيانة الزوجية، ويمكن اعتبارهما عوامل لتقليل نسب الطلاق.