تدور احداث هذه القصة في احدى الغابات البعيدة حيث كانت الغابة موطن لانواع عديدة من الطيور ، من بين الطيور كانت هناك بجعة جميلة جدا ، لها لون ناصع البياض ، بالاضافة الى سرب من الحمام ، من بين الحمام الكثير في الغابة كانت هناك حمامة مقربة الى هذه البجعة ، كانت البجعة تعتبر تلك الحمامة صديقتها المقربة ، الحمامة ايضا كانت سعيدة جدا بصداقتها مع تلك البجعة خاصة ان البجعة معروفة بجمالها بين جميع الطيور في الغابة ، كانت الحياة سعيدة و جميلة جدا في تلك الغابة وكانت جميع انواع الطيور يعيشون في سعادة و هناء.
في يوم من الايام اتى الى الغابة صياد ، كان الصياد يعيش في القرية القريبة من الغابة ، بدأ الصياد يبحث عن حيوان يمكن له اصطياده ولكن الغابة كانت شبه خاوية من الحيوانات ، بعد ساعات و ساعات من البحث الذي لا فائدة منه شعر هذا الصياد بالارهاق الشديد ، لان الجو كان حارا جدا و الشمس كانت حارقة قرر هذا الصياد ان يستريح تحت شجرة لفترة قبل ان يعود الى القرية ، عندما كان الصياد جالس اسفل الشجرة رأته البجعة التي كانت فوق نفس الشجرة ، كان يبدو على الصياد علامات التعب و الارهاق الشديد.
حينها قررت البجعة ان تقوم بمساعدة هذا الصياد ، قامت البجعة بفرد جناحيها و تحريكها بسرعة من اجل توفير الهواء للصياد الذي كان يشعر بالحر الشديد ، شعر الصياد بنسمات من الهواء ومن شدة تعبه غط في نوم عميق ، عندما رأت الحمامة صديقة البجعة هذا الموقف شعرت بالغيرة الشديدة ، فالبجعة صديقتها فقط و لا يمكن لها ان تساعد اي مخلوق آخر ، على الفور انطلقت الحمامة نحو البجعة و حذرتها من ان الصياد سوف يقوم بقتلها اذا رآها ، قالت البجعة : انه انسان مسكين وهو الآن نائم بكل تأكيد عندما يستيقظ لن يؤذيني وسوف يعود الى قريته.
ازدادت الغيرة و معها الغضب الذي كانت الحمامة تشعر به فقررت الانتقام ، كانت الشجرة التي ينام اسفلها الصياد مليئة بالثمار ، تعمدت الحمامة ان تقوم باسقاط واحدة من تلك الثمار على الصياد النائم ، استيقظ الصياد وكان يشعر بغضب شديد لانه ظن ان هناك بعض الحيوانات التي تحاول السخرية منه ، نظر الصياد الى الاعلى فرأى تلك البجعة التي ترفرف بجناحيها الكبيرين ، حينها لم يتردد الصياد وقام بتصويب احدى سهامه الى الاعلى وتمكن من اصابة البجعة اصابة قاتلة ، على الفور سقطت البجعة على الارض.
حينها قال الصياد : في النهاية لم يكن يومي سيئا لقد تمكنت من الحصول على وجبة لذيذة ، هيا ايتها البجعة الجميلة لنعود الى المنزل ونحصل على بعض الحساء ، بينما كانت البجعة تلفظ انفاسها الاخيرة رأت صديقتها الحمامة و هي تحلق بعيدا حتى تنقذ نفسها ، حينها ادركت البجعة ان ليس كل من نقابلهم يصلحون ان يصبحوا اصدقاء بل علينا ان نختار اصدقائنا بعناية ، ندمت البجعة على كل ما قامت به مع الحمامة و تمنت لو انها لم تقابلها ، و لكن هذا الندم لا ينفع في الوقت الحاضر فالصياد قام بربط البجعة و وضعها على ظهره وعاد بها الى قريته.
ماالذي تعلمنــاه من هذه القصة ؟
يمكن للاشخاص الذين يشعرون بالغيرة من صديقهم او اي شخص آخر يقدم المساعدة للآخرين ان يتسببوا في ايذائه ، و لذلك علينا ان نعلم ان الصداقة مع هذا النوع من الاشخاص ليست صداقة حقيقية هي صداقة تجذب المشاكل ، و نجد هذا واضحا من خلال احداث قصتنا ، فالبجعة لم تكن تنوي ابدا اغضاب ذلك الصياد و اسقاط الثمرة على وجهه ، و لكن صديقتها الحمامة و بسبب غيرتها هي من تعمدت القيام بذلك بغرض الانتقام من البجعة التي كانت تساعد الصياد على الاستراحة قليلا ، في النهاية على كل شخص ان يختار اصدقائه بعناية كما ان المواقف وحدها هي من بامكانها ان توضح لنا الفرق ما بين الصديق المخلص و الصديق المزيف ..