تبيّن أن مشاهدي الأعمال التلفزيونية الروائية عام 2021 في دول أوروبية عدة يفضّلون حضور تلك المنتجة محليا، وفق دراسة أجرتها هيئة تنظيم وسائل الإعلام ونُشرت نتائجها الخميس الماضي.
وأوضحت الهيئة في دراسة أجرتها استنادا إلى بيانات من خدمة "غلانس" الدولية لقياس أداء وسائل الإعلام أن المراكز العشرة الأولى في فرنسا في العام الفائت "لم تشمل سوى أعمال روائية منتَجة محليا"، تماما كما هي الحال في إيطاليا وألمانيا وبريطانيا، التي تطغى فيها أيضا أعمال أُنتجت في هذه الدول.
وكانت أعمال أميركية وبريطانية تمثّل حتى 2016 نصف الإنتاجات العشرة الأولى الأكثر استقطابا للمشاهدين.
وبين 2017 و2019، انخفض عدد المسلسلات الأميركية في هذه اللائحة إلى نحو 3، وفق الهيئة.
ويقول نقاد إن الروائي عندما يكتب أعمالا عالمية فإنه يتجاهل "العوائق المحلية" حتى لا تقف أمام الانتشار العابر للحدود ويعتمد لغة مبسطة وسهلة بنحو مبالغ فيه، وهذا يعني أن الأدب العالمي يتضمن نوعا من نفاق الثقافة "النيوليبرالية" السائدة في العالم، ومجاملة الناشرين الكبار ذوي التوجهات الرأسمالية الذين يحصلون على التمويل من الشركات الكبيرة، وهكذا تفقد الرواية العالمية كثيرا من إبداعها وتفردها.
وينصح الشاعر الأميركي آدم كيرش مؤلف كتاب "الرواية العالمية.. التناول الروائي للعالم في القرن الحادي والعشرين"، الأدباء بالتخطيط لكتابة التجربة المحلية بروح كونية.
الإنتاجات الروائية التلفزيونية
وفي سائر أنحاء أوروبا "لا تحتل الأعمال السمعية-البصرية الروائية المكانة نفسها" وفق دراسة أجرتها مؤسسة "أركوم" وحللت أداء الإنتاجات الروائية الأكثر استقطابا للمشاهدين على شاشات التلفزيون في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وتبدو هذه الإنتاجات "أقل جاذبية" في إسبانيا؛ وهذا استثناء مقارنة بالدول الأخرى التي شملتها الدراسة، حيث تتكون الأعمال العشرة الأولى بشكل أساسي من أفلام تلفزيونية أجنبية قديمة نسبيا بثت في عطلات نهاية الأسبوع خلال فترات ما بعد الظهر.
وبالتالي، اجتذب العمل الروائي الأفضل أداء العام الماضي 6% من المشاهدين مقارنة بمتوسط 15% في البلدان الأخرى التي شملتها الدراسة.
وثمة نقطة مشتركة بين الدول الخمس التي شملها التحليل تتمثل في العودة إلى الانخفاض في أوقات مشاهدة التلفزيون الفردية بعد ارتفاع لافت في هذه المعدلات في الأشهر الأولى للجائحة عام 2020.
بينما يتجاوز هذا المؤشر بقليل مستوى 2019 في إيطاليا (4 ساعات و9 دقائق) وفرنسا (3 ساعات و39 دقيقة) وألمانيا (3 ساعات و33 دقيقة)، والحال ليس نفسه في إسبانيا (3 ساعات و30 دقيقة، بتراجع 27 دقيقة) ولا في المملكة المتحدة (ساعتان و53 دقيقة بتراجع 19 دقيقة) وهما البلدان اللذان يسجلان أدنى معدلات لمشاهدة التلفزيون.
الرواية والسينما
وسلطت حلقة (2019/12/20) من برنامج "عن السينما" في قناة الجزيرة؛ الضوء على الجدل الفني بشأن تحويل الروايات الأدبية إلى أفلام سينمائية.
ففي كل مرة يخرج إلى السينما فيلم مقتبس من عمل أدبي ترافقه مقارنة بين الكتاب الذي قد تصل أوراقه لمئات الصفحات والمنتج الفني الذي لا يتجاوز ساعتين، فهل هي مقارنة منصفة؟
وعلى عكس ما يتصوره الجميع فقد بدأت علاقة الأفلام بالأدب قبل السينما الناطقة بكثير، فكانت أول محاولة لاقتباس عمل أدبي في عام 1896 عندما تحول فصل من رواية فرنسية إلى مشهد صامت.
وحظيت أعمال الأديب البريطاني وليام شكسبير باهتمام مخرجي الأفلام السينمائية. فلم تترك السينما مسرحية له إلا وقدمتها بأكثر من معالجة، وهو ما يمكن أن يحدث مستقبلا مع روايات هاري بوتر وكتب القصص المصورة والأبطال الخارقين.
وفي العالم العربي اقتبست أفلام شهيرة أجنبية قصصها من أعمال أدبية عربية، فحكاية "مغامرات سندباد" لكاتبها محمود قاسم نالت حظا كبيرا من الشهرة في السينما العالمية، حيث قدمتها شركة كولومبيا في 3 أفلام.
ووجدت حكاية علاء الدين والمصباح السحري من تأليف أحمد سويلم طريقها للسينما من خلال شركة ديزني مرتين، الأولى في فيلمها الشهير بالرسوم المتحركة عام 1992، والثاني الذي أنتج مؤخرا بنسخة حية كانت من بطولة الممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود.
وتحولت رواية "زقاق المدق" للأديب المصري نجيب محفوظ إلى فيلم (Midaq Alley) أي "زقاق المعجزات"، ودارت أحداثه في العاصمة مكسيكو بدلا من القاهرة، وفاز الفيلم بجوائز دولية عديدة، كما يعد أحد أفضل الأفلام المكسيكية بكل القوائم وترشيحات النقاد.
وقد اعتبر الطبيب والروائي السوداني أمير تاج السر أنه من غير المنصف مقارنة الوصف الأدبي في الرواية بالرؤية الإخراجية للفيلم، موضحا أن المخرج يستخدم أدوات ورؤية جديدة للتعبير عن الفكرة المعروضة في الرواية.
وأشار تاج السر، إلى صعوبة تعبير الفيلم بشكل دقيق عن المشاعر الداخلية أو عكس التشبيهات البليغة الدقيقة التي سبق أن عبر عنها الكاتب في روايته أو عمله الأدبي.