.
تدور احداث هذه القصة في احدى القرى البعيدة في الصين ، وكعادة اغلب القرى النائية تكون اغلب الحرف التي يعمل بها السكان اما الزراعة او صيد الاسماك وربما ايضا صيد الحيوانات وبيعها في السوق ، و كان في القرية رجل يدعى ( مينج ) وكان لمينج ابنان وهما ( داي ) و ( ساي ) ، كان الاخوان متحابان جدا في صغرهما ولا يوجد بينهما اي عداوة او بغضة ، وكان مينج يعمل صيادا للسمك و خلال حياته تمكن مينج من جمع الكثير من المال ، ولكن فجأة وبدون سابق انذار مرض مينج ولم يعد قادرا على صيد السمك ، وعندما احس مينج بان ايامه في الحياة باتت معدودة قرر ان يقوم بتقسيم كل ما يملك على ابنيه ولكن حدثت المفاجأة الكبيرة
كانت المفاجأة تتمثل في ان مينج قام باهداء ( داي ) جميع الاموال التي كان يمتلكها ، اما ( ساي ) فقد اعطاه والده شبكة الصيد التي كان يستعملها في صيد الاسماك في النهر ، عندها شعر ( داي ) بالسعادة الكبيرة وقرر ان يقوم باخذ هذه الاموال والتجارة بها من اجل كسب الكثير من المال متناسيا اخاه الاصغر ( ساي ) ، اما الصغير ( ساي ) فعلى الرغم من انه كان حزينا بسبب ما فعله والده ( مينج ) الا انه كان راضيا بقدره وبدأ ساي في استعمال شبكة الصيد واصطياد الاسماك ولم يكن يصطاد ساي سوى سمكة واحدة فقط تكفيه هو فقط ، و بعد فترة مات ( مينج ) وترك ( داي ) المنزل لاخيه ( ساي ) وانتقل الى منزل آخر بعد ان اصبح ثريا واهمل اخاه الذي جلس في منزل والده لوحده يصطاد السمك كل يوم من اجل اطعام نفسه
في يوم من الايام كان ( ساي ) جالسا على ضفة النهر ينظر الى القمر وفجأة وجد امامه رجلا عجوزا ذو لحية بيضاء وبيده جرة ، فقال له الرجل العجوز : خذ هذه الجرة يا ساي ، فقال ساي للرجل : ما هذه الجرة ؟ ، فرد الرجل عليه قائلا : هذه الجرة تصنع الملح فكل ما عليك قوله ( اريد الملح من فضلك ) ، واذا اردت ان تتوقف عن انتاج الملح فقل ( هذا يكفي شكرا ) ، تعجب ( ساي ) من الامر ولكنه اخذ الجرة وشكر الرجل واتجه بها الى المنزل لكي يختبرها ، وبالفعل قام ( ساي ) بتجربة الجرة وانتجت له كمية كبيرة من الملح وباعه ( ساي ) في السوق وكسب الكثير من المال واصبح شخصا ثريا جدا
علم ( داي ) ما وصل اليه اخيه الاصغر ( ساي ) فقرر ان يراقبه ، وتعرف ( داي ) على سر الجرة وتعرف ايضا على الجملة التي ينبغي له قولها من اجل ان تقوم بانتاج الملح ولكنه لم يعرف ان هناك جملة اخرى لكي يوقف انتاج الملح ، وقام ( داي ) بالتخطيط لسرقة الجرة واختار ليلة مظلمة من ليالي الشتاء وقام بسرقة الجرة وهرب بها الى مركب كبيرة سوف تبحر الى بلاد اخرى حتى لا يتمكن ( ساي ) من العثور عليه ، وعندما وصل ( داي ) بالمركب الى منتصف المحيط قام باعطاء الامر للجرة ان تقوم بانتاج الملح ، ولكن الجرة ظلت تنتج الملح حتى شارف المركب على الغرق ولم يتمكن ( داي ) من جعل الجرة تتوقف
استمرت الجرة في انتاج الملح دون توقف حتى بدء المركب يغرق ، ولم يعد ( داي ) قادرا على انهاء مفعول الجملة التي نطقها وادت الى جعل الجرة تقوم بانتاج الملح بغزارة ، وفي النهاية لم يصمد المركب وغرق في النهر و مات معها ( داي ) وغرقت الجرة وكان ذلك هو نهاية الطمع وانه يجب على الشخص الا يتصف بصفة الطمع لان الطمع دائما ما تكون نهايته محزنة.