اهتمام متزايد بين الشباب والسياح بقصر البارون إمبان الذي أعيد افتتاحه عام 2020 بعد ترميمه
لم يتوقف قصر البارون -أحد أبرز القصور الأثرية في مصر ذات الطراز المعماري الفريد الذي لا تغيب عنه الشمس- عند استقبال السياح، بل امتد نشاطه في الفترات الأخيرة إلى تنمية مهارات الأطفال والكبار في الفنون والوعي الأثري والصحة النفسية والتنمية البشرية، مع استمراره في استقبال الزائرين والسائحين من مصر والعالم للتعرف على أسطورة الأثر.
وأكدت المديرة العامة للقصر الأثري الدكتورة بسمة سليم -في تصريحات صحفية- أنها تهدف وفريق عملها إلى تسليط الضوء على حالة القصر قبل الترميم وبعده، مما يساهم في إبراز الجهود الرسمية في إنقاذه وتوجيه الأنظار نحو القصر في الوقت الراهن وجعله مقصدا سياحيا، نظرا لأهميته التاريخية والمعمارية.
بدوره، قال مصدر مسؤول في القصر -للجزيرة نت- إن الأنشطة تهدف إلى جذب مزيد من الانتباه إلى القصر وزيادة عدد الوافدين إليه، مع الحرص على التعامل معه ومع مقتنياته تحت متابعة المشرفين المعنيين.
ويضيف أن الخرافات التي تتداول عن المكان، نسمعها من الضيوف والزوار كثيرا، لكن لا نشعر بها، غير أنها باتت ملتصقة بالمكان وسببا في جذب فضول الكبار والصغار لزيارته.
أثر الأساطير
وارتبط قصر البارون -الذي بدأ بناؤه عام 1906- باسم المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان (20 سبتمبر/أيلول 1852-22 يوليو/تموز 1929)، الذي قرر تشييده في ضاحية مصر الجديدة على طراز العمارة الهندوسية الأوروبية وافتتحه عام 1911، إلى أن قررت الحكومة المصرية شراءه من ملاكه عام 2005 بعد أن سُجِّل أثرا عام 1993.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تعرّض القصر للإهمال في حقبة ما بعد الملكية، ونسج مصريون حوله الكثير من الأساطير، حتى اشترته الحكومة المصرية عام 2005 تقديرا لقيمته الأثرية والمعمارية، وبدأت وزارة الآثار ترميمه عام 2017 وافتتحته عام 2020، ليصبح متحفا ثريا يضم تاريخ القصر والضاحية الأبرز في البلاد "مصر الجديدة".
ولاحق القصرَ عدد من الشائعات والأساطير والخرافات التي ترتبط بالأشباح والعفاريت والجرائم السرية المزعومة، وهي خرافات تغذت على بعض معالم القصر مثل غرفة المرايا الكثيرة.
وعام 1997، ألقت الشرطة المصرية القبض على مجموعة من الشباب مجتمعين في الطابق السفلي من القصر يمارسون طقوس غريبة، ضمن ما عرف إعلاميا بـ"عبدة الشيطان".
ترام مصر الجديدة من معروضات قصر البارون
ولا يغفل مديرو القصر حاليا عن استغلال تلك الخرافات في زيادة الترويج للأثر، حيث نظم القصر لأول مرة مؤخرا معرضا فنيا تحت عنوان "البارون.. بين الواقع والأساطير"، بمناسبة مرور عامين على إعادة افتتاحه نهاية يونيو/حزيران الماضي. وضم المعرض 45 عملا فنيا مستوحى من الحكايات والأساطير المرتبطة بالقصر لعدد من الفنانين.
تنمية البشر
وتنوعت الأنشطة في قصر البارون في الفترات الأخيرة، وشملت أنشطة للأطفال والكبار واحتفالات بمناسبة الأيام الدولية والأعياد المصرية وفعاليات فنية.
ودشن قصر البارون معسكرا تدريبيا صيفيا للأطفال من عمر 12 حتى 16 عاما في الفترة بين 24 يوليو/تموز و31 أغسطس/آب تحت عنوان "البارون الصغير.. أطفال اليوم رواد الغد"، في محاولة لنشر الوعي الثقافي وتفعيل دور النشء الصغير للنهوض بالمستقبل واكتساب المهارات في الورش الفنية المختلفة.
سطح القصر يحتوي على تحف معمارية من طراز فريد
وحاول القصر دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في برامجه، واستقبل في مارس /آذار الماضي -على هامش الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة دوان- 35 طالبا من ذوي الهمم، في جولة داخل القصر وعدد من الورشات الفنية المناسبة.
الاهتمام بالمرأة لافت في فعاليات القصر، يتصدره البرنامج التدريبي الصيفي للسيدات المقام حاليا تحت عنوان "هوانم مصر الجديدة"، والذي يتضمن ورشات عن الصحة النفسية والتجميل والتربية والأمومة وتعليم الحلي والإكسسوارات التراثية.
وفي فبراير/شباط الماضي، نظم القصر ورشة دعم نفسي لمحاربات مرضى السرطان.
وفي الشهر نفسه، نظم القصر معرضا ومهرجانا في اليوم العالمي للحب، تحت عنوان "فى حبّ مصر الجديدة"، ضم فقرات فنية ومجموعة من اللوحات الفنية والصور الفوتغرافية للمعالم والشوارع والممارسات المجتمعية التي يتميز بها حي "هليوبوليس" قديما وحديثا، وعددا من الورشات الفنية للأطفال.
كما ينظم القصر في الفترة من 27 أغسطس/آب حتى 24 سبتمبر/أيلول سلسلة ندوات مفتوحة للجماهير حول أعلام الثقافة المصرية، يلقيها نخبة من كبار الأساتذة في التاريخ والأدب، وفق بيان رسمي.
ويشارك القصر في العديد من الأعمال الفنية المصرية قديما وحديثا، فقد صورت داخله عدة أعمال فنية منها:
- فيلم "حبي الوحيد"، (1960).
- فيلم "الهارب"، (1974).
- فيلم "آسف على الإزعاج"، (2008).
- فيلم "حياتي مبهدلة"، (2015).
- أغنية "أول مرة"، لمحمد حماقي ودنيا سمير غانم، (2015).
- فيلم "منطقة محظورة"، (2016).