.
جلست الحماة تتفحص عروس ابنها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها ، ثم قالت في فخر وقد وجهت كلماتها للعروس :
-يعمل ابني خارج البلاد ... شقته جاهزة من كل شيء لا ينقصنا سوى العروس ويقام الزواج سريعًا .
لترد أم العروس في تعجب :
=وأين هو يا أم سالم ؟ .... فقد أخبرتنا الجارة أنكم ستحضرون جميعًا لرؤية ابنتي ...
ضحكت الحماة وهي تقول :
-ابني يثق في رأيي تمامًا ... أرسلني لرؤيتها فإن أعجبتني فحتمًا ستعجبه طالما هي متأدبة قليلة الكلام هادئة الأفعال متعلمة بنت أصل ، فلنحدد الخطبة نهاية هذا الأسبوع مثلًا .
قالت أم العروس وقد أشارت لابنتها بالدخول لغرفتها :
=لا نستطيع القبول إلا بمجيئه والجلوس للتعارف حتى أعرف رأي ابنتي أيضًا .
عبس وجه الحماة ولوت شفتيها حتى نهايتها وهي تقول :
-وهل للفتيات رأي ؟
أجابت الأم في هدوء :
=ليس الزواج مجرد حفل وزفاف هو عقد للأبد فيجب أن يتم برضا واقتناع من الطرفين ، فكما تريدين لابنك فتاة خلوقة نريد لابنتنا ماتتمناه أيضًا وها نحن لم نره حتى ! .
أم العروس واثقة تمامًا أن عريس كهذا لن يناسب ابنتها طالما يعتبر رأي أمه في عروسه كافيًا لاتمام الزواج فلو كان رأي مبدئي ريثما يتعرف هو الآخر عليها كطبيعة زواجات الصالونات فالأمر مقبول لكن بناءً على حُكمها دون حكمه فبالطبع تسري حياته دائمًا بهذا الشكل مما سيجعل ابنتها تُعاني كثيرًا ، أين شخصيته من ذلك ؟
قامت الحماة من مكانها مستنكرة تفكيرهم وهي تقول داخل نفسها أن الفتاة غير ملائمة وأهلها يشجعنها على أن تكون صاحبة زمام الأمور وستأخذ ابنها منها بطريقتها هذه ! تشكر الله على أن الرفض منهم من البداية .
عادت للبيت بقلب سعيد وبوجهٍ يتظاهر بالحزن ليستقبلها ابنها الذي انتظر عودتها بفارغ الصبر :
-هل أخذتِ موعدًا لقراءة الفاتحة والخطبة ؟
=لم يوافقوا بنا .... لديهم كبرياء عظيم يا ولدي ... الحمد لله أن الرفض منهم .
امتعض وجه الابن كثيرًا لما قالته خاصةً أنه رأى الفتاة منذ أسبوع بحجابها وجمال حيائها وهي عائدة لبيتها فتمناها زوجة ، لتكمل الأم الحديث :
=صدقني ... لا تناسبك سوى ابنة خالتك ... والحقيقة هي أولى بك من غيرها .
نكس رأسه لأسفل مجيبًا بالموافقة على رأيها .
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
كما يريد الرجل فتاة بكامل الأخلاق الحسنة تتمنى الفتاة أيضًا رجل خلوق واضح الشخصية صاحب القرار ..