جاء الشتاء
والصيفُ ولّى القهقرى
كأنه طيفٌ سرى حين الكرى
والزيزُ كان ابداً لا ينثني
عن الغِنا بصوته المستَحسنِ
حتى إذا قرصه بردُ الشتا
أيقنَ أن شملَه تشتتا
جاء إلى النملَةِ يشكو جوعَه
بحرقةٍ مسترسلاً دموعَه
قال لها بذلَّةٍ يا جارتي
حني علي وارفقي بحالتي
أرجوك يا صاحبة الفضل الكثير
أن تقرضيني بعض حبّات الشعير
أعيشُ فيها زمَنَ الشتاءِ
وقد تخلَّصتُ من العناءِ
حتى إذا الصيفُ أتى يا ماجدة
أَعَدتُها بأَصلها والفائدة
وكان عيبُ النملة الأقلُّ
أن لا ترى في الدَينِ ما يحلُّ
ماذا فعلتَ زمن الحصائد
كنتُ أُغنِّي للورى قصائدي
قالت لقد أحسنتَ فعلاً يا فتى
غنيتَ فصل الصيف فارقص في الشتا