يروى إن معروف الرصافي كان على خصومة مع الوزير توفيق السويدي، وقد عمد أصدقاء الطرفين إلى (مصالحتهما)، فأقام أحدهم وليمة كبيرة، دعا إليها الرصافي والسويدي وكبار شخصيات البلد يومها، وفي أثناء الجلسة وتبادل الأحاديث، قال أحد الحضور مخاطباً السويدي عن قصد (معالي الوزير.. شلون حال الدنيا والأصدقاء وياك؟) فرد عليه (الدنيا موخوش دنيا.. بس المهم الواحد يسوي معروف ويشمره بالشط) ونطق مفردة (معروف) بصوت عالٍ بحيث سمعها الرصافي، وأدرك أنه المعني بهذا المثل الشعبي، وإن السويدي يستفزه، وفجأة التفت الشخص نفسه، ووجّه السؤال ذاته إلى الرصافي، فما كان منه إلا أن قال (الدنيا خوش دنيا.. بس توفيقنا طايح حظة)، وكانت الدلالة واضحة في ردّه، وهنا ضجّ المجلس بالضحك، وقاموا في الحال بدفع الرجلين الى بعضهما، فتصافحا وتعانقا.. وتمت المصالحة!