جولة أمريكية "مكوكية".. هل تفك شيفرة الانسداد السياسي في العراق؟
المصدر:
السومرية نيوز
لا يخفى على أحد، أن الولايات المتحدة الامريكية تصب كل اهتماماتها وتتجه بوصلة أنظارها نحو الصراعات الدولية لاسيما بين روسيا واكرانيا، بالإضافة الى أزمة الصين وتايوان، لكن هذا لا يعني أن واشنطن تركت "الحبل على الغارب" في الشرق الاوسط، وخصوصا انها تعول كثيرا بالحفاظ على مصالحها في "بوابة العرب الشرقية".
مساعدة وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى، باربرا ليف، وصلت الى العراق، وأدت زيارات عديدة مع الرئاسات الاربع، بالإضافة الى مقابلة شخصيات سياسية ورؤساء أجهزة امنية؛ للحفاظ وتكريس سياسة امريكا في العراق، وبيان دورها في العملية السياسية بشكل ظاهري واضح، أما الهدف المخفي وراء هذه الزيارات، فلا يعلمه سواء البيت الابيض.
رحلة الزيارات بدأت من لقاء باربرا ليف برئيس حكومة تصريف الاعمال مصطفى الكاظمي، يوم الاحد 4 ـ 9 ـ 2022 لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وذكر المكتب الاعلامي للكاظمي في بيان ورد لـ السومرية نيوز، ان "اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأحداث في العراق، ودور الحكومة في مواجهة التحديات، وجهودها لاحتواء الأزمة السياسية الراهنة عبر إطلاق مبادرات عدّة لحوار وطني شامل بين جميع القوى الوطنية السياسية".
وأكدت ليف دعوة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن جميع القادة العراقيين إلى "تعزيز الحوار الوطني بين القوى السياسية؛ لتجاوز الأزمة، والمضي في ترسيخ أمن العراق واستقراره، وجددت التأكيد على مواصلة الإدارة الأميركية دعم العراق، وتعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين".
وبذات اليوم، توجهت مساعدة وزير الخارجية الامريكية نحو رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لتكرر ما أبدته للكاظمي، وضرورة تعزيز العلاقات والشراكة بين العراق وامريكا.
رحلتها لم تتوقف، لتصل بعد ذلك، في نفس اليوم الاحد، الى رئيس الجمهورية برهم صالح، محملة بذات الرسائل التي أوصلتها للكاظمي والحلبوسي، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة بدعم أمن واستقرار العراق وسلامة شعبه، ودعم الحوار لمعالجة الأزمة السياسية وبما يُرسخ الاستقرار ويحقق التقدم للعراقيين.
في اليوم الثلاثاء المصادف 5ـ 9 ـ 2022 ، حضرت ليف طاولة مستديرة عقدت بحضور عدد من وسائل الإعلام، من بينها السومرية وأكدت إن “أولوية بايدن وخصوصاً الخارجية مهتمة باستقرار العراق وأمنه”، مشيرة الى أن “السيادة عبارة عن مؤسسات يتطلع اليها المواطن والنخب، والسيادة في اتخاذ القرار بشكل بعيد عن التدخلات الخارجية".
وأردفت، أن ““واشنطن والأمن القومي ووزارة الخارجية والدفاع وآخرين، تتابع المشهد العراقي بدقة، وما جرت من احداث في الاسبوع الماضي تدل على وصول المشهد السياسي الى حافة الهاوية".
واضافت، ان “الصراع بين النخب السياسية لا يُحل الا من خلال الحوار والوصول الى نتيجة وحلول وهذا إذا اراد السياسيون ذلك”، داعية “قادة العراق إلى اتخاذ القرار وجلوس جميع القيادات سواء أكان الحل من خلال حكومة انتقالية أم انتخابات جديدة أم حكومة جديدة".
بعد إنهاء مهمة الرئاسات الثلاث، توجهت باربرا ليف نحو الطبقة السياسية، والتقت، الثلاثاء الماضي، برئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وبينت أهمية تعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطوير البنى التحتية وإعادة الإعمار، بالإضافة الى تجديد التأكيد بأن الأزمة السياسية في العراق قابلة للحل إذا تمتع الجميع بإرادة الحل والتنازل للمصلحة العراقية.
بعد بغداد، واتمام إيصال الرسالة المطلوبة منها بحذافيرها الى رئاسات العراق الثلاث، ذهبت باتجاه مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، بنفس اليوم الاحد، للبحث بأبرز القضايا والمستجدات السياسية في العراق والمنطقة، فضلا عن بحث ملف مخيم الهول السوري، ومكافحة الإرهاب والمخدرات، كما جرى بحث تعزيز أطر التعاون والشراكة بين بغداد وواشنطن، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
واليوم، كان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في استقبال باربرا ليف، إذ بحثا سبل تعزيز العلاقات بين الإقليم والولايات المتحدة، فضلاً عن مناقشة آخر مستجدات الوضع السياسي وتطوراته في العراق. كما أكدت التزام بلادها في مواصلة مساندة كردستان ودعم البيشمركة.
بعد اختتام جولة مساعدة وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى، الـ"مكوكية"، تتبادر تساؤلا حول إمكانية واشنطن من تحقيق الاهداف المرجوة من هذه الزيارات، لاسيما في ما يخص الانغلاق السياسي المستمر منذ نحو 9 أشهر.