لا تستهدف وكالة ناسا نزول البشر إلى القمر مرة واحدة، بل يعد نجاح المهمة أرتميس بداية لمشروع أكبر يتضمن تحركا مستمرا بين الأرض والقمر كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية.
تعد "أرتميس 1" جزءا من مهمة أكبر تتكون من 3 أجزاء (ناسا)
بعد أكثر من تأجيل، تسعى وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) لإطلاق مهمة "أرتميس 1"، ناحية القمر بنجاح بالتعاون مع عدة وكالات فضائية دولية أخرى يوم 19 سبتمبر/ أيلول الجاري أو الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول القادم، وهي المهمة التي تحمل مجموعة من 3 دمى تجريبية و10 أقمار اصطناعية صغيرة، في أول تحرك جدي ضمن خطة العودة إلى القمر.
وتعد "أرتميس 1" جزءا من مهمة أكبر تتكون من 3 أجزاء، تنطلق الثانية في عام 2024، أما الثالثة فمن المتوقع أن تنطلق في عام 2025، وستحمل رواد فضاء إلى أرض القمر، في عودة تاريخية للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي.
نظام الإطلاق الصاروخي لأرتيمس يمكنه إرسال حمولة تقارب 20 طنا إلى القمر (ناسا)
رحلة اختبارية
تتراوح مدة المهمة المخطط لها ما بين 26 و42 يوما منذ لحظة انطلاقها، منها 6 أيام على الأقل ستتخذ خلالها مدارا تراجعيا بعيدا حول القمر، مع سلسلة من الاقترابات.
وفي أثناء ذلك ستطلق المهمة الأقمار الصناعية الصغيرة من فئة "كيوب سات" CubeSat لدراسة سطح القمر وبناء خرائط حديثة لمناطق نزول رواد الفضاء.
بعد ذلك ستعود المركبة الفضائية إلى الأرض، ثم تدخل إلى الغلاف الجوي محمية بدرعها الحراري، وتهبط في المحيط الهادي.
وتستخدم المهمة "أرتميس 1" نظام الإطلاق الصاروخي (Space Launch System) (SLS)، وهو صاروخ جديد يبلغ ارتفاعه 98 مترا ويزن نحو 3 ملايين كيلوغرام.
وبحسب وكالة ناسا، فهو أقوى الصواريخ التي طورتها على الإطلاق، ويمكنه إرسال حمولة تقارب 20 طنا إلى القمر. وأعلى الصاروخ توجد كبسولة رواد الفضاء المسماة "أوريون"، وهي النسخة الأحدث على الإطلاق من كبسولات رواد الفضاء.
تحتوي كبسولة أوريون على نظم حماية مطوّلة من الإشعاع، ومكان متسع لراحة رواد الفضاء (ناسا)
إلى ما بعد القمر
صممت "أوريون Orion" بالأساس -وكذلك نظام الإطلاق الصاروخي- لحمل البشر إلى مسافات أبعد بكثير من القمر، حيث تحتوي الكبسولة على نظم حماية مطوّلة من الإشعاع، ومكان متسع لراحة رواد الفضاء، ومرحاض، وموضع للتمارين الرياضية حيث يمكن أن تصاب عضلات رواد الفضاء بالضمور في حالة فقدان الجاذبية لفترات طويلة، وبشكل خاص خلال الرحلات المستقبلية إلى المريخ.
تعد "أرتميس 1" اختبارا لقدرة نظام الإطلاق الصاروخي الذي يعمل لأول مرة، وكذلك قدرات "أوريون" في العمل بالفضاء والعودة إلى الأرض.
ومع نجاحها يتوقع أن تحمل الرحلة التالية رواد فضاء إلى القمر لكنهم لن ينزلوا إليه، وبافتراض نجاح الرحلة الثانية في 2024 ستنطلق الرحلة الثالثة والأخيرة عام 2025 حاملة رواد فضاء للنزول إلى سطح القمر.
ولا تستهدف وكالة الفضاء والطيران الأميركية نزول البشر إلى القمر مرة واحدة، بل يعد نجاح المهمة أرتميس بداية لمشروع أكبر يتضمن تحركا مستمرا بين الأرض والقمر كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية.
وستكون هذه المهمة جزءا من مهمة كبرى تسمى "من القمر إلى المريخ"، حيث تستهدف الوكالة إطلاق أولى رحلات المريخ المأهولة من قاعدة قمرية سيتم إنشاؤها بعد نجاح أرتميس في مهامها، ويتوقع أن يحدث ذلك في ثلاثينيات القرن الحالي.