بعد عامين من الغياب بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) أقيم يوم أمس الأربعاء في مدينة بونيول بإقليم فالنسيا شرقي إسبانيا المهرجان السنوي للتراشق بالطماطم، الذي أثار جدلا كالعادة خاصة أنه يأتي هذه السنة تزامنا مع أزمة غذاء عالمية، ورغم غرابته وطرافته فإن هذا المهرجان لا يعد الأقل غرابة في العالم.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تشارك الآلاف صور الإسبان وهم يحتفلون وسط الشوارع بالطماطم وعصيرها، في حين أظهرت مقاطع الفيديو كيف رشق نحو 20 ألف شخص بعضهم البعض بالطماطم وتكدّس آخرون وسط شاحنات مليئة بالطماطم وتمرغوا فيها.
نحو 130 طنا من ثمار الطماطم استخدمت للاحتفال (غيتي)
وتحت وسم "La Tomatina" (الطماطم بالإسبانية) انتشرت هذه المقاطع على موقع تويتر، وبينما استمتع عدد من المتابعين بالاحتفال، انتقده آخرون معتبرين أنه إهدار للطعام في حين يعاني مئات الملايين في العالم من الجوع.
ورشق آلاف المحتفلين بعضهم البعض بنحو 130 طنا من ثمار الطماطم الناضجة في النسخة الـ75 من المهرجان، بعد انقطاع لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
معركة التراشق
وبدأت معركة التراشق -وتعرف بأنها "أكبر موقعة بالأطعمة في العالم"- في منتصف النهار بالتوقيت المحلي، عندما شقت 6 شاحنات طريقها في الشارع الرئيسي، ووزعت على مدى ساعة الثمار التي تحولت إلى مقذوفات في أيدي المحتفلين يرشقون بها بعضهم البعض ليغرقوا جميعا في بحر من العصير الأحمر.
وعلى مدى ساعة يتراشق المشاركون الذين يرتدي كثير منهم ملابس بحر ونظارات سباحة، ويتمرغون في طبقة سميكة من اللب الأحمر.
المهرجان حافظ على خصوصيته منذ عشرات السنين (غيتي)
وقبل يوم المهرجان، غطى سكان مدينة بونيول واجهات المتاجر والمنازل لحمايتها، وقال أحد السكان لوكالة رويترز إن "الشوارع ضيقة للغاية. وهناك نحو 20 ألف شخص، وعندما تصل الشاحنة (التي تحمل الطماطم) يقف الناس على أطراف الشارع مما يشكل ضغطا على الجدران. وإذا لم تكن الأبواب والنوافذ قوية بما يكفي فسيكون هناك خطر أن تتحطم تحت وطأة الضغط".
نحو 20 ألف شخص شاركوا في المهرجان (غيتي)
جذور وقيود
وتعود جذور المهرجان الشهير إلى مناوشات عشوائية بين القرويين عام 1945. وتم حظره لفترة من الوقت خلال الخمسينيات في ذروة دكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو، لكنه عاد واكتسب شعبية بجميع أنحاء إسبانيا في الثمانينيات وأصبح يجتذب اليوم حشودا ضخمة من الزوار الإسبان والأجانب.
ومنذ ما يقرب من 10 سنوات، اضطر المنظمون إلى فرض قيود على العدد وبدؤوا في بيع التذاكر، بعد أن أصبح المهرجان مزدحما للغاية.
سباحة في عصير الطماطم (رويترز)
وفي هذه السنة، يأتي المهرجان المقام في إسبانيا في وقت يحذر فيه الاتحاد الأوروبي من أزمة غذاء وشيكة، بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، حيث أشار في بيان إلى أن أول الضحايا هم البسطاء في الدول الفقيرة.
ورغم غرابته، فإن مهرجان الطماطم لا يعد المهرجان الوحيد العجيب في العالم، وفيما يلي قائمة بأكثر المهرجانات غرابة في العالم:
كوريون جنوبيون يستمتعون بالمشاركة في مهرجان الطين (غيتي)
مهرجان الطين في كوريا الجنوبية
هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة القائمة على الطين، بما في ذلك المصارعة الطينية والسباقات والحمامات، وينتظم خلاله عدد من الفعاليات الترفيهية الحية مع بعض نجوم الكي بوب الأكثر شهرة في كوريا الجنوبية، ويشارك فيه الزائرون للمتعة والانتفاع بفوائد الطين للبشرة.
جانب من احتفالات سابقة بهرجان هولي في أحد المعابد الهندية (غيتي)
مهرجان هولي في الهند
هو مهرجان هندوسي قديم معروف أيضا باسم مهرجان الربيع أو مهرجان الألوان، ويحتفل فيه السكان في كل من الهند ونيبال وبعض البلدان المجاورة لهما بوصول الربيع في مارس/آذار.
ويتواصل المهرجان طيلة يومين وتضيء النيران السماء في اليوم الأول، بينما تكسو الشوارع في اليوم الثاني الألوان الزاهية للملابس والبخاخات.
المشاركون في مأدبة القرود يقومون بإطعام أكثر من 500 قرد مكّاك (الأناضول)
مهرجان مأدبة القرود في تايلند
لدى التايلنديين بمحافظة لوبوري تاريخ طويل في عبادة القرود، ويقال إن القرد الملك هانومان ساعد الأمير المقدس راما في إنقاذ زوجته من براثن أحد الشياطين.
ولا تزال مشاعر تقديس القردة قوية حتى اليوم مما يشكل مصدر جذب دائم للسياح، ويتم الاحتفال سنويا بالقرود في معبد "فرا برانغ سام يوت" خلال الأحد الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني.
ويرتدي السكان المحليون خلال الاحتفالات أزياء القرود ويبدؤون بالرقص ثم يطعمون أكثر من 500 قرد مكّاك (نوع من القردة القديمة) حوالي طنين من اللحوم والفاكهة والمثلجات.
جذور مهرجان الموتي تعود إلى حضارات أميركا الوسطى (رويترز)
مهرجان الموتى
يتم الاحتفال بمهرجان الموتى في اليومين الأول والثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني في المكسيك. وتعود جذور الاحتفال إلى حضارات أميركا الوسطى والجنوبية مثل حضارة "المايا".
وكان السكان الأصليون لأميركا اللاتينية يحتفظون بجماجم أجدادهم، ويبرزونها في هذه الاحتفالية لتخليد ذكراهم. وقام سكان المكسيك بتطوير الفكرة، فهم يحتفلون في هذا اليوم بطريقتهم، فيقومون بتنظيف المقابر وتزيينها، ويقومون بعدها بالاحتفال والرقص في المقابر، لأنهم يعتقدون أن أرواح الموتى تعود إلى الأرض في هذين اليومين، وبذلك فهم يحتفلون مع موتاهم دون حزن أو خوف، كي لا تصل إليهم الأرواح الشريرة، وفق اعتقادهم.
وفي السنين الأخيرة، تطور الطقس، فأصبح المكسيكيون يرسمون على وجوههم في محاولة منهم لجذب السياح الذين أعجبوا بالمهرجان التاريخي.
مشاركون في نسخة سابقة من مهرجان الشعر الأحمر (الفرنسية)
مهرجان الشعر الأحمر
قبل أيام (26-28 أغسطس/ آب الماضي) تجمع المئات من ذوي الشعر الأحمر من جميع أنحاء العالم في بلدة تيلبورغ جنوب هولندا للاحتفال بمهرجان الشعر الأحمر، ويكسر المهرجان الرقم القياسي لجمعه أكبر عدد من ذوي الشعر الأحمر في مكان واحد.
ويذكر أن بدايات هذا المهرجان ترجع إلى عام 2005، عندما استدعى الرسام الهولندي "برت رونهورست" نماذج من الشخصيات بشعر أحمر، لأنه أراد رسم 15 شخصا بشعر أحمر، وبعد إعلانه، قدم أكثر من 150 شخصا للمشاركة، فتحول مع مرور السنين إلى مهرجان تحت رعاية الحكومة الهولندية.