كانت موانئنا بالورد عامرةً
واليوم ضاقت بما يُبكي موانينا
لا تحسبوا الدمع ماءً سال من وجعٍ
إنّ الدموعَ لهيبٌ بات يكوينا
كانَ الزمانُ شهيَّ الشهدِ يطعمنا
واليوم بات شراب المرِّ يسقينا
كانت موانئنا بالورد عامرةً
واليوم ضاقت بما يُبكي موانينا
لا تحسبوا الدمع ماءً سال من وجعٍ
إنّ الدموعَ لهيبٌ بات يكوينا
كانَ الزمانُ شهيَّ الشهدِ يطعمنا
واليوم بات شراب المرِّ يسقينا
مَن يَصدُق الحُبَّ يَستَعذِبْ مَرارَتَه
كَأَنَّهُ يَحتَسـي كَأسَ الجَفــا عَسَـــــلا
فَكَيفَ يَصنَعُ إِنْ في وَجههِ ابتَسَمَتْ
وَكَيفَ يَصنَعُ إِنْ مَحبوبُهُ وَصَـــلا
أيام أُنسٍ بكم عشنا نعومتهالكنها بعدكم صارت سكاكينا
إنّ الفراق الذي أدمى محاجرَنا
قد أحرقَ اليومَ في صدري الشرايينا
يا رب جئتك قلباً فاض مِن كَمَدٍ
فالبُعدُ أشعل نارا في نواصينا
يا ليتني لو رُزقتُ رؤيته
ثانيةً علَّ الشوقَ يجتمعُ
كم كنتُ أدعوهُ للقاءِ و قد
أبَى فللْوصلِ كانَ يمتنعُ
ما زلتُ أهواهُ من تغلغلَ في
صدري فليتَ القلوبَ تُنتزعُ
في ظلهم نبتتْ آمالُنا ونمتْ ورقرق الماءُ عذباً في سواقينا
واليوم فرَّتْ عصافيرٌ لنا وبكتْ
وراح يشكو جفافَ الكفِّ وادينا
لن نقطفَ السعدَ والأيامُ مُدبرةٌ
ولا الهدوءَ ولو كنا سلاطينا
إلا بعودةِ مَنْ كانوا لنا سَكَناً
كي يزهر الحبُّ في شتى روابينا
أضْرَمَ الدَّمْعُ فِي الحُشَاشَةِ نَارَا
حِين قَالُوا شَطَّ الحَبِيبُ وسَارا
سَارَ عَنِّي وَلَمْ أجِدْ لِيَ صَبْراً
كَيْفَ حَالِي وَلَمْ أجِدْ لِي اصطِبَارا
حين التقيتك عاد قلبي نابضا و جرى هواك بداخلي مجرى دمي
و شعرت حضنك دافئا و رأيتني
رغم الحياء أذوب فيه و ارتمي...
قل لي أيا رجلا لأي قبيلة...
و لأي عصر أو لجنس تنتمي ..
و لمن تعود أصول عينيك التي...
أضحت قناديل الضياء بعالمي .
مُتَلَهِفاً جِئتُ الدِّيارَ يَسوقُني
شَوقٌ يُحبُّ مِن الدِّيارِ غَزالَها
ويُحِبُ مِن فَرطِ الهَوى صَحراءَها
وغُبارَهــا ووِهادَهــا وجِبالَهــا
وإذا التَقت عينُ الخَليلِ خَليلُهاوَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطـقِ ثمَنُ
تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كَأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجنِ
حبيبي أسمر مخنكر
مَعُو عِينْ سُوداً تَنْحَرْ بْخَنْجَرْ
وفيها السّحْرْ سَطِّرْ
حروفْ نَارِيَّةْ تسْحِرْ وتسْجُرْ