( و رحتَ كالغيث)
حـرّرتَ بـالدّيـنِ أرواحـاً مُـكبّلةً
وصغتَ بالحقّ أجيالاًمن الجلَدِ.
ورحتَ كالغيثِ هـتّانـاً بمـقـفـرةٍ
و فيضُ جُودِكَ لا يَعيَا بَرِيِّ صَدِي.
يا جوهرَ اللّينِ في بأسٍ يخالطُهُ
لأنتَ في لحظاتِ البأسِ كالبَــرَدِ
إليكَ أشكو و ضياعاً طالَ موقفُهُ
فخـيلُكَ اليومَ في تيهٍ منَ الكمَـدِ
و سيفُكَ اليـومَ أنـفـالٌ مُـبـعـثـرَةٌ
علـى المـرابينَ لمْ يصدرْ ولـم يردِ
و جندُكَ اليـومَ في ذلّ تـخَطفَّهُم
قرعُ النواقيسِ في صَحْوٍ وفي سَهَدِ
مُـسْتَـعـبَـدونَ لعـبدٍ كـلّما رفـعُـوا
هـامـاتِهـم قـالَ: لـم أُولـدْ و لـم ألِـدِ
و دعوةُ اليومِ تغريبٌ وقد سفَهتْ
تدعوا إلى الغيّ بعدَ الرّشْد و الرّشَدِ
تلـكَ البقاعُ التي أضْحَت مُضَرَّجةً
تـودُّ من يـومِـها فـجْـراً لكـلِّ غَــدِ
بُـوركـتَ أنَّ دَمَ الأحـرارِ مُـتَـقـدٌ
عـلى الطـريـقِ يُجـلّي كـلَّ مُـعـتـقـدِ
علـى الطغـاةِ فتـىً يسعى لرفعتِهِ
حبـلٌ من النّـورِ أو حَبلٌ من المَسَدِ
مُـذبـذبـونَ كـأنَّ الخِزْيَ شيمتهم
يُـستـنـفـرونَ على شَلْـوٍ منَ البـدَدِ
يسترسلونَ إذا ما البغيُ جاذَبَهم
لهْوُ الحديثِ وفي الصيحَاتِ كالزَّبدِ
... ... ...
للأديب و الشاعر البحراني: جعفر الجمري