أن تقوم الفصائل المنضوية مع الأطار التنسيقي بقتل أكثر من 30 قيادي من سرايا السلام وقتل العشرات وجرح المئات من المتظاهرين تعتبر من أبشع الإعمال الإجرامية بحق اخوتهم الصدريين لإنّهم أيضاً شيعة ! ولكن بما أنّ تلك الفصائل تسليحها قوي ودعمها خارجي وتمتلك القناصين على البنايات فبذلك هي قد صارت أقوى من سرايا السلام ومن جيش المهدي حتّى ! إذ تمتلك ترسانة كاملة من الصواريخ والمدرعات والمسيرات وجميع أنواع الأعتدة ! نحن بصراحة نفخر بوجود هكذا قوات شيعية تقاتل داعش وتحارب جيش السفياني اللقيط ، لكن أن يقوم بعضهم بقتل إخوتهم الشيعة وينجر إلى الفتنة فهذا الأمر لا يبشر بخير أبداً وسيولد ثارات مستقبلية ما لم يدفعوا دية الموتى ويراعون الجرحى منهم ، كما أنّ صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) المرتقب ظهوره لن يرضى أبداً عن من فعل ذلك .
ومن أجل ذلك فأنّ قيام مقتدى الصدر بإعلان انسحاب المتظاهرين من البرلمان وارجاعهم إلى أهلهم كانت خطوة موفقة جداً جداً في إخماد نار الفتنة وإيقاف نزيف الدم ! هذا ونستغرب جداً من سكوت المرجعية عن جميع هذه الأحداث الشديدة التي قد تمتد إليهم مستقبلاً لا سامح الله ، فهي التي قالت إنّ ما بعد الانتصار على داعش أقوى من أحداث ما قبل داعش . هذا ونذكّر الشيعة بقول قائدهم الأوحد وأميرهم الإمام علي بن أبي طالبٍ (عليه السلام) : «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا عَلَى غَيْرِ سُنَّةٍ فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ . فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قَالَ لِأَنَّهُ أَرَادَ قَتْلَهُ» . وقال (عليه السلام) : «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ ، لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ» . (مصدر الحديث الأول : بحار الأنوار، ج97، ص21، عن علل الشرائع : ص462 . مصدر الحديث الثاني : نهج البلاغة، ص469، طبعة صبحي الصالح.)
هذا وينبغي المعرفة أنّ السفياني القادم للعراق سيأتي من أمريكا وسوريا ، فأمّا السفياني الأمريكي القادم للعراق هو ظهور صدام حسين من جديد للعلن بحجة أنّ أمريكا قد أعدمت الشبيه وسجنت الحقيقي في سجونها ، ولكن الواقع غير ذلك إنّما هي حيلة شيطانيّة سيصدقها الناس رغماً عنهم ويأتي مع صدام حسين الجديد حزب البعث اللقيط مرّةً أُخرى للعراق . وأمّا السفياني السوري فهو قديمٌ ومعروفٌ عند الجميع منذ زمن معاوية بن أبي سفيان وحربه مع عراق الإمام علي العظيم (عليه السلام) في حرب صفين والنهروان وحتّى الجمل وقتله للحسن المجتبى (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) ، فهو منبثق من بني أُميّة وعائلتهم وأحفادهم الأرجاس .
أمّا السيد مقتدى الصدر ، فهو ليس الشيصباني كما روّج لذلك البعض للأسف ؛ لأنّ الشيصباني هو صفة تطلق على رجل الدين الذي ظاهره شيعي وباطنه ناصبي يعادي الشيعة في الخفاء ، وهذا اللقب يستحقه الصرخي بكل جدارة .
وإنّما مقتدى الصدر هو الرجل الذي سَـ«يُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الحَسَنِ أَوِ الحُسَيْنِ يَدْعُو إِلى أَبِيهِ» . وتعبير هذه الرواية دقيق جداً في توصيف مقتدى الذي هو سيّد من أحفاد الحسين (عليه السلام) يدعو دائماً إلى أبيه المرجع محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) .