ليس في الغابات وعلٌ
كلُ من فيها ضباع
لبسوا جلدًا رقيقًا
فوق أجساد السباع
إنما الغابات فٌلكٌ
سائرٌ نحو الضياع
يجهل المسرى ويمضي
دون صارٍ أو شراع
أعطني الناي وغني
فالغنا أيضًا بكاء
وأنين الناي يبقى
بعد أن يمضي الهباء
ليس في الغابات شيء
ماخلا هذا الظلام
وذوي الأرواح فيها
محض جلد وعظام
صح ما قالوا قديمًا
إنما الناس نيام
نحن قطعان خضعنا
دون سوط أو لجام
أعطني الناي وغني
علّهُ يصحو القطيع
أو اذا نحن عزفنا
باكرا يأتي الربيع
ليس في الغاب كبيرٌ
كل من فيها صغار
ودمىً تعلو وتزهو
وهي في الأصل غبار
مسرحٌ فيهِ مُعَدُّ
سلفًا كلّ مسار
والدمى تأتي وتمضي
مثل ليلٍ ونهار
إنما الغاب شخوصُ
مثل رسمٍ في إطار
أعطني الناي وغني
فلقد باء الرهان
إنما نحن مرايا
حُبِست في الزَمكان
أيها الحيُّ الموارى
قم بنا نعلو السحاب
لكَ بيتٌ في الثريا
وضريحٌ في التراب
أنتَ ألآف المعاني
لست سطرًا في كتاب
أيها الماء المُقفّى
حان وقت الإنسياب
قم بنا نجلو اللماذا
عزَّ في الغاب الجواب
أعطني الناي وغني
واعزف اللحنَ الحزين
فالصَّدَى يبقى طويلًا
بعدَ نوم العازفين
ليس في الغاب مجازٌ
فاكتب المعنى الصريح
جوهرُ الحربِ سلامٌ
قام من نحر الذبيح
فهنا حملٌ مُعافى
وهنا ليثٌ جريح
وهنا ديكٌ ويعوي
وهنا كلبٌ يصيح
أيها المُرهف سمعًا
طبّلَت دفُ المديح
اعطني الناي وغني
يختفي صوت الطبول
وصفاء الماء يبقى
والفقاقيعُ تزول.