رسـالـة قـلب
ها أنا الآن أرسم تضاريس هذه الرسالة
إليك التي ربما تكون الألف بعد الأخيرة
فكلما كتبتُ رسالة قُلتُ أنها الأخيرة
وما ان اختمها برحيق النهاية
حتى أشعر برغبة ملحة في كتابة رسالة جديدة
وأعد نفسي بأنها تكون الأخيرة
تُرى..لماذا لا أملك الجرأة على كتابة الرسالة الأخيرة إليك؟
ولماذا مازلتُ عاجزة عن الأعتراف
بأننا انتهينا وبأن الطريق أصبح طريقين
وبأن الحلم الجميل إنقسم
وبأن اماني العمر تبخرت كالسراب
وبأن الحكاية أصبحت إطلال..و****ا!؟
لماذا الى الآن يا سيدي اقف امام حقيقة الفراق
عاجزة عن إستيعابها وفك رموزها وفهم طلاسمها
والتأقلم مع تفاصيلها
على الرغم من انني اعيش في أعمق أعماق تفاصيلها؟
لماذا أحتاج الى الكثير من الوقت
والكثير من العمر
والكثير من القوة والكثير من النضج
حتى أتمكن من إغلاق أبواب الحكاية بقفل الفراق
الحكاية التي كنت انت بطلها الخرافي
الذي ظننتُ ذات لحظة حالمة أنك شيء مختلف
شيء لا يشبهه إّلا هو..
شيء لا ينال الفراق منه ولا يقضي الواقع عليه!؟
فهل كان لزاما عليّ ان اختنق برائحة الحب الميت
في اعماقنا كي اتجرأ على إعلان نبأ الوفاة؟
فها قد إنتهينا وهاأنذ أعترف بالنهاية
وأفسح للفراق في حياتي واعماقي كل الامكنة الممكنة
فهل آن الآوان ان أضع اطفال احلامي
وأجمل سنوات عمري ورجلا احببته بجنون
في قارب الواقع وألوّح إليهم مودعة؟
فهل آن الآوان ان افتح الدفاتر وامسح أطفال دفاتري
وأشطب تواريخ ذكرياتي
وأمزق الصفحات الحالمة وأطعم نيران الواقع تاريخي؟
هل آن الآوان ان انسلخ من رومانسيتي
وأكفر بالورد الأحمر وأسخر من قصائد العشق
واقذف الحب بأبشع الالفاظ؟
هل آن الآوان ان اتوقف عن عادة الحنين عند المساء
وعادة البكاء عند الحنين
وعادة مناجاتك عند البكاء؟
هل آن الآوان ان اتخلص من ميراث حبك ..بقاياك المؤلمة..قصائدك
مما راق لي