الغيرة الإيجابية هى أن يحفزك حماس المتحمسين لأن تبذل المزيد من الجهد لبلوغ أهدافك كما بلغوهاأما الغيرة السلبية فهى أن تضيق بما حققه الآخرون لأنفسهم بكفاحهم وعرقهم دون أن تبذل قطرة عرق واحدة فى سبيله
وهذه الغيرة الإيجابية هى التى كان يقصدها الفنان الأسبانى العظيم
سيلفادوردالى
حين قال: الغيرة من الفنانين الآخرين كانت دائماً دافعاً قوياً لنجاحى
وفى كتابه الممتع "سجن العمر" يروى توفيق الحكيم أنه كان يستذكر دروسه
فى كلية الحقوق فى الليل فيشعر بالتعب ويهم بغلق كتابه والذهاب إلى فراشه ,فينظر من نافذته
فيرى نافذة زميل له بنفس الكلية مازالت مضيئة برغم تأخر الوقت..ومازال الزميل منكباً على دروسه
فيستعيد على الفور بعض نشاطه ويقاوم التعب ويواصل استذكار دروسه
ويقول إنه لو كان زميله هذا متكاسلاًأو مهملاً لواجباته , لقدّم له الإغراء المعنوى بأن يكتفى هو أيضاً
بما حصّل من دروس ويستسلم لإغراء الراحة والكسل
لكن زميله هذا لم يكن من هذا النوع , بل كان أحد نوابغ القانون الذين عرفتهم مصر, فقد كان هو
الدكتور حلمى بهجت بدوى أستاذ الحقوق , وأول من شغل منصب رئيس شركة قناة السويس بعد تأميمها
الغيرة السلبية أعزائى هى أن يعمى الإنسان عن قدراته الحقيقة ويطلب لنفسه مالا ترشحها له إمكانياته
مدفوعاً فى ذلك بتطلع الإنسان المحموم لأن ينال ماناله غيره من حظوظ فى الحياة بغير أن يتوقف أحياناً ليسأل نفسه
هل تسمح قدراتى وملكاتى حقاً بما سمحت به الحياة لهؤلاء الفائزين؟
هل عانيتُ أنا بعض ماعانوه قبل أن يحققوا نجاحهم لكى أطلب لنفسى جوائز الحياة مثلهم ؟
وهل تكفى الرغبة العارمة وحدها لنيل الأشياء بغير أن تساندها القدرات واللإمكانيات والظروف المواتية التى تسمح ببلوغ الأهداف
الموضوع مطروح للمناقشة وأنتظر مداخلاتكم ومناقشاتكم لنكمل الموضوع سوياً