مما يزيد الغيرة في قلب فرناند كيف لا وهو معجب بمرسيدس وهي لا تأبه له وهو ابن الأكرمين وكل ما يجول في خاطرة " لماذا كل شي يدور حول ايدموند ؟ لماذا وهو الفقير التعس ؟ "
وفي المساء عندما كان ايدموند يحتفل مع أسرته السعيدة به قائدا للسفينة يدخل الجند من دون سابق انذار ويكبلونه وهو لا يعلم السبب ومتأكد حتى اللحظه الأخيرة من وجود تفسير منطقي لكل هذا فيذهب مع الجند وهنا يقابل ايدموند البائس السيد فيلفور
الذي بدى للوهلة الأولى من مناقشتة مع ايدموند بأنه ذو قلب رحيم ويشفق على امثال ايدموند من المغفلين بإخباره لإيدموند بعد أن قرأ محتوى الرسالة وبعد أن علم أن ايدموند لايعرف القراءة أو الكتابة أن أكبر حكم قد أوجهة اتجاهك هو أنك مغفل وبريء ولكنك لست بخائن هذا ما انا متأكد منه وسمح له بالخروج وهنا ندخل في نفس ايدموند ونجده قد يتنفس الصعداء فقد كان من الممكن أن لا يكون فيلفور متفهما وطيبا إلى هذا الحد ولكن صديقنا ذو الحظ العاثر لا يعلم أن سوء حظه لم يبدا حتى الآن فعندما هم بالخروج من الغرفة يسأله السيد فيلفور سؤال طرأ فجأه وبشكل عابر ( ألم يخبرك نابليون لمن هذه الرسالة ؟) فكان الرد البريء من ايدموند وهو خارج ( إنها إلى السيد كلاريون )وهنا يبدأ وجه السيد فيلفور بالتقلب وكأنه رأى شبحا وفجأة يحدث ما لم يكن بالحسبان فيقوم السيد فيلفور بإحراق الرسالة التي هي الدليل الوحيد الذي يدين الجاسوس والخائن الحقيقي ويقول لإيدموند بإبتسامة كلها خبث: كعربون أسف مني دع رجالي يوصلوك إلى حيث تريد تعال من هذا الطريق ويتفاجأ ايدموند انهم يأخذونه لوجهة أخرى وعندما يخبرهم أن هذا ليس طريق منزله يأتيه الجواب كضربة في الوجه ان منزلك الجديد هو سجن الشاتو ديف وهنا يهم ايدموند بالهرب مسرعا دون أن يفكر بوجهته فهو يعلم أين سيذهب ومتأكد من طريقه هو لايريد والده فهو لن ينفعه , ولا يريد حبيبته فليس الحب هو ما يحتاجه في هذه اللحظه إنه يتجه إلى أقرب الناس إليه إلى من يقف معه وقت الشدائد صديقة فرناند وعندما يصل ويقابل فرناند يصاب بحزن شديد وخيبة أمل شديدة ودمعة من دم تقطر من قلب ايدموند المسكين فقد أخبره فرناند بأنه هو من وشى به وهو من أوقع به وعندما يسأله عن السبب يجيبهفرناند بكلمة واحدة بسيطة ولكنها وقعت في نفس ايدموند كأن جبلا قد انهد على صدرة الصغير المسالم : ( it's complicated )
ولكن لماذا يا فرناند لماذا لم تقل لي ولم تأتي لي قبل أن تفعل كل هذا فيأتيه الرد الأوقح ( لأنك ابن كلارك وأنا ابن الكونت مونديغو وليس من المفترض أن أتمنى أن أكون مكانك ) وهنا يصمت ايدموند وكأن لسانة قد قطع وكأني أرى الدموع في قلبه قبل أن أراها في عينيه وأعلم أني اذا تجولت في نفسة وهو منساق إلى السجن فلن أجد إلا تساؤلا واحدا وهو هل ما يحدث حقيقة أم كابوس ؟ ولكن أتاه الرد سريعا من ضربات سوط مأمور السجن ليعلمه بأنه لا أحد سيصل له في هذا المكان
وللإحتفال بيوم دخولة السجن سيزوره المأمور في بداية كل سنة ويحتفل معه بضربة بالسوط على جسمه الضعيف وهنا ينتهي مشوار ايدموند دانتيس الساذج والمغفل ذو الحظ السيء وهو يجلس في زنزانته القذرة المظلمة وليس على لسانة إلا التساؤلات الضائعة دون إجابة ( لماذا أنا هنا ؟ فقط أخبروني مالذي فعلته ؟) ويتم على هذا الحال عدد من السنين أحصى فيها عدد الحجارة التي في زنزانته وفي يوم من الأيام يبتسم الحظ لإيدموند ابتسامتا خفيفة بأن يقدم له شخص يتحدث معه يدعى
Abbe Faria
وهو مسجون في الشاتو ديف منذ احدى عشر عاما وقد قضى منها خمسة أعوام يحفر نفقا معتقدا منه أنه سيوصلة إلى طريق الحرية ولكنه أوصلة إلى زنزانة دانتيس
وهنا يخبره دانتيس متفاخرا بأن في زنزانته 72,519 حجرا وقد أحصاها كلها فيلقى ردا من صديقة الجديد يجعلة لا يتماسك نفسه ويبكي بحرقة تدمع لها العيون فقد قال له ( هل بدأت بتسميتها ؟) وهنا تبدأ مرحلة جديدة مع ايدموند الجاهل في السجن فعلى عكسه تماما فإن آبي فاريا رجل حكيم ومثقف ويتقن العديد من اللغات وفنون القتال بالأسلحة وأيضا لدية خطة للهرب من السجن
أخيرا بعد كل هذه السنوات التي قضيناها بالعذاب وفقدان الأمل في السجن أخيرا وُجد الأمل الصغير جدا ولكنه يظل أمل
في هذه المرحلة يبدأ ايدموند بصناعة نفسة وتنمية عقلة بالتعلم وكلما إزداد علما بدأت ملامح السذاجة تختفي وبدأ يستوعب بعض الأمور وأخيرا يأتي الوقت الذي يصبح فيه إيدموند شخصا ناضجا ذوعقل راجح وفي هذه اللحظة بالذات يجد الإجابة على تساؤلاته الساذجة (لماذا أنا هنا ؟وماذا فعلت؟)
الموضوع لا يتوقف عند فرناند فقط فالقاضي فيلفور متواطىء وهو رجل خبيث لا تهمه العدالة فهو مستعد أن يظلم في سبيل مكانته الإجتماعية لقد إتضحت الصورة الكاملة لدى إيدموند وهنا نرى عواقب الإحساس بالظلم فقد تولد لدى إيدموند الرغبة العمياء في الإنتقام فبعد ثلاثة عشر عاما من التعذيب والكبت ينفجر في صدر ايدموند بركان يغطي العالم بأسرة بالحقد والكره ولذة الانتقام لقد أصبح ايدموند شخصا آخر فهو لم يعد ذلك المغفل الساذج الذي لا يرى أبعد من أنفه ومع تولد رغبته في الإنتقام تتولد الرغبة أولا بالخروج من هذا السجن بأي وسيلة فهل سيتمكن من حفر النفق ؟ وهل سيحقق مبتغاه بالإنتقام
المشهد الأول :
مشهد لقاء ايدموند مع السيد فيلفور الذي يبين مدى الظلم الذي قد تصل إليه السلطة لتحقيق المصالح الشخصية فرغم اعتراف فيلفور ببرائة ايدموند إلا أنه يصر على حبسة بعيدا حفاظا على نفسه
المشهد الثاني :
لقاء ايدموند بمأمور السجن والحوار الذي دار بينهم
ايدموند : صدقني أنا بريء
الجميع : يضحكون
ايدموند : أعلم أن الكثيرين قالوا هذه الكلمة لكن صدقني إني بريء
المأمور: أنا واثق أنك بريء
ايدموند: أتستهزء بي
المأمور: لا ياعزيزي ايدموند إعلم لو انك لست بريئا لما كنت هنا فهناك مئات السجون في فرنسا لتسجن بها لكن الشاتو ديف ليسجنوا فيه من لا يريدون ظهورهم .
المأمور: هل نذهب لنريك زنزانتك ؟
ماهو شعورك عندما تكون بمثل هذا الموقف؟ حتى الذي يسجنك يعلم أنك بريء هنا يدرك ايدموند انه لا مفر من السجن فتهمته أنه بريء فلو كان مذنبا لكان في مكان آخر أكثر رحمة من هذا المكان
المشهد الثالث :
عندما يتأمل ايدموند في قصته ويسترجع الأحداث بما فيها احراق السيد فيلفور للرسالة وعندها يمسك بخيوط القضية ليجمعها مع بعضها البعض ويرتب الأوراق ليكون صورة كاملة عن السبب الرئيسي لوجوده في السجن
فقد بين لنا المشهد كيف تطور ايدموند بتفكيره وعقلة
المشهد الرابع :
عند ايجاد الكنز وتحميل جزء صغير منه في القارب الصغير يأتي إليه مساعده فرحا متناسيا كل مشاكله فبإعتقاده أن مع كل هذا الكنز والأموال تذهب المشاكل لكن صديقنا ايدموند في واد آخر فيسأله المساعد في هذا الحوار
المساعد : زتارا ماذا تود أن تشتري بكل هذه النقود
ايدموند : بكلمة واحدة يجيب ( الإنتقام)
المساعد:لا مشكله ..ممن؟
ايدموند: دانغلار, فيلفور,فرناند ومرسيدسالمساعد:جميل نقتل هؤلاء الأشخاص ونتفرغ بعدها في إنفاق الكنز
ايدموند:لا سندرسهم ونعرف نقاط ضعفهم
المساعد:لماذا لا نقتلهم ونتخلص منهم...أنا سأفعلها عوضا عنك...سأذهب إليهم وأقتلهم في باريس كيف لهذه أن تكون خطتا غير ناجحة؟!!!
ايدموند:الموت قليل جدا في حقهم , يجب أن يعانوا مثلما عانيت , كل شيء غال عليهم في هذا العالم يجب أن ينتزع منهم كما انتزعوه مني
المساعد: ستحتاج اسما أفضل من زاتارا لتكمل هذه المهمه
ايدموند: إذا يجب أن أصبح كونت
في هذا المشهد المعبر ندرك كمية الحقد الأعمى الموجود لدى ايدموند حتى على حبيبته التي اكتشف أنها تزوجت من عدوه فرناند فهو ليس سعيد بإيجاد هذا الكنز لأنه سيصبح أغنى أغنياء العالم بل إنه سعيد بالكنز لأنه سيساعده في الوصول إلى انتقامه
المشهد الخامس :
عندما ينزل من المنطاد ويمشى إلى الحضور ويرحب بهم بكلمة واحدة فقط
في هذا المشهد نرى شخصا جديدا كليا إنه متكبر غامض وفاحش الثراء إنه القناع الذي إختارة ايدموند لنفسة وياله من قناع مرعب إنه يدعى Count of Monte Cristo مشهد يحبس الأنفاس .