لم يُعثر في الآثار الاشورية على اي اثر للورق او جلود الكتابة ، رغم ان الآشوريين كانوا يعرفون جيداً هذه المواد ، ولا سيّما ورق البردي ، نظراً لعلاقاتهم الكثيرة بالبلدان المجاورة ، ولكنهم لم يستعملوه الا في احوال قليلة.
ان السبب يكمن في ان الكلدانيين و الآشوريين كانوا يهتمون كثيراً للمستقبل ، كأنهم كانوا يعملون للاجيال القادمة ، وكثيراً من المواد التي استعملوها في كتابة اسفارهم تدل على شدة شغفهم بتخليد اعمالهم لتصل الى اجيال المستقبل ، وان لا تمتد اليها يد التلف.
لذلك وجدوا ان الآجر هو الاصلح لهذه الغاية ، واقل عرضة للتغير ، من الحجر والمعدن .. لأن رمل الصحراء الناعم يغطي تلك الالواح فيصونها.
وهكذا خلد سكان بلاد الرافدين اعمالهم وانجازاتهم ، لتبقى رسائل تصلنا وتصل اجيال المستقبل ، من زمن موغل في القدم.