"اللحم المرسل اليك ، ضعه في الملح"
كُتبت هذه الرسالة في بلاد الرافدين قديماً ، اذ يعود تاريخها الى الالف الاول قبل الميلاد ، وتسلط الضوء على استخدامات سكان الرافدين للملح المعروف لديهم ليس فقط لاضافة نكهة جيدة للاطعمة ، بل ايضا استخدموه كعامل للتعقيم والتجفيف والحفظ.
اذ حفظ الرافدينيون القدماء لحم الضان ، والسمك في الملح.
حتى الاشخاص الذين يتعرضون للموت بعيدا عن بلادهم ، يتم حفظ جثثهم بالملح لضمان وصولها لبلادهم سليمة !
وقد عرف سكان بلاد الرافدين ايضا عملية تجفيف اللحوم المعروفة بسرعة تلفها ، باستخدام الملح (التقديد) ، حيث تُرش كمية كبيرة من الملح على تلك الاطعمة و تعلق عدة ايام حتى تجف تماما
ولا تزال عملية تجفيف الاطعمة معمولاً بها في بعض مناطق العراق ، وخصوصاً بالنسبة للاسماك في الجنوب ، المعروفة بأسم (المسموطة)
واللحم المفروم مع الثوم و التوابل في الشمال المعروف بأسم (الباسطرمة).
لقد توارث العراقيون هذه الاساليب في تجفيف وحفظ الطعام من اجدادهم العظماء المبتكرين.