قلبي منكم خائفٌ خافقُ
ودمعُ عيني سائلٌ دافقُ
أموتُ إذ تحكى أحاديثكم
شوقاً لأَني عاشقٌ صادقُ
ومن نواحيكم ونوحي لكم
أحيا متى ما لألأَ البارقُ
يطرقُ قلبي خوف هجرانكم
وربَّ وقتٍ أزعج الطارقُ
كلي لمجلي برقكم ناظرٌ
ولمعاني ذكركم ناطقُ
ولم تزل تشرقُ بي شمسكم
ما ذرَّ مني أبداً شارقُ
فليس لي سيرٌ إلى غيركم
آناً ولا لي عنكم عائقُ
عن أنكر المخلوق وجدي بكم
عن حسدٍ صدَّقهُ الخالقُ
يا من لكم روحي ومن في خفا
روحي إليكم مجهدٌ سائقُ
أنتم ضياءُ القلبِ في طيِّهِ
إذا دجا من سمكه الغاسقُ
سابقُ عزمي في هواكم لقد
عزَّ فلا يلحقُهُ لاحقُ
برزتُ من طمس خفائي بكم
ومسك طوري في الورى عابقُ
وذقتُ ماء الوصلِ من حانكم
والماءُ يدري بردخُ الذائقُ
ذكرتكم ذكر ولوهٍ لكم
هيامه عن طينه سابق
مهيَّمٍ في كلِّ جزءٍ له
من جسمه سرٌّ لكم عاشقُ
قد ذكرتكم باطلاً عُصبةٌ
وإنما باطلهم زاهق
في حضرة الذكر وأحوالها
قد يعرفُ الكاذبُ والصادق