كذب اضطراري
بواسطة : سوزان آل حمود
لماذا يكذب الناس؟ وما الدافع وراء كذب الإنسان، سواء كان هذا الكذب بسبب أو من غير سبب.
الجميع يدركون أن الكذب شيء خاطئ من الناحيتين الأخلاقية والدينية، ومع ذلك يكذبون. مع الأسف الشديد أصبح الكذب خطأ شائعا، وغريزة طبيعية بالنسبة للبشر، على الرغم من أن عواقبه عادة ما تكون وخيمة.
الكذب فعل محرم في أغلب الشرائع، والثقافات الاجتماعية والمعتقدات الدينية. وبالنسبة للإسلام فإن الإسلام يحرم الكذب. يقول الله تعالى: ﴿إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب﴾ [ سورة غافر: 28]
الكذب وعلم النفس.. مهارة أم تكتيك!؟
يدرس روبرت فيلدمان، أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، ما يسميه “الخداع اللفظي”، ويحاول الإجابة عن سؤال: لماذا يكذب الناس؟ ويقول: إن أكبر سبب لعدم نزاهة الناس هو اعتقادهم أن “الكذب تكتيك اجتماعي فعال للغاية”. ويضيف قائلًا: “لا يتوقع الناس أن يكذب عليهم الآخرون، ويظنون عادة أنهم يسمعون منهم الحقيقة، مما يمنح الفرصة للأشخاص الذين يكذبون أن ينجحوا في كذبهم”.
وللكذب دوافع عديدة، منها: الرغبة في الحصول على متعة ما، والخوف من فقدان بعض المكتسبات، ورغبة الإنسان في الوصول إلى القمة والتفوق على منافسيه.
ما المقصود بالاضطرار؟
الاضطرار في اللغة العربية كما ورد في لسان العرب لابن منظور (ج19 ص 483) معناه الاحتياج إلى الشيء، وقد اضطر فلان إلى كذا أي حملته الضرورة على فعل ذلك الشيء.
بعض الأمثلة على تبريرات الكذب:
1- كذبت حتى أتجنب التشكيك في مضطرًا!
الطيبون لا يؤذون أحدًا، لكنهم يؤذون أنفسهم كثيرًا وهم لا يشعرون.
2- كذبت لتجنب الإحراج أمام الناس مضطرًا!
عسى رَبُّكُمْ أَن يُبدِلَ أَحزانَكُم فَرَحًا قريبًا.
3- كذبت للتأثير على الآخرين للترويج لسلعتي
كل ألم تعيشه، هو جرعة زائدة للنضج.
4- كذبت حتى أفلت من العقاب لتأخري عن الدوام
أحيانًا لا يتوجب عليك سماع أعذارهم، لأن أفعالهم قالت كُل الحقيقة.
5- كذبت حتى لا تكشف كذبتي السابقة مضطرًا لحفظ ماء وجهي.
وغيرها من الأمثلة كثير
أتفهم جميع تلميحاتك لكنني أعشق الصراحة.
يقول علاء علي عبد، في كيفية تجنب مجادلة الشخص الكذاب: “لا يوجد أي فائدة من مجادلة الشخص الكذاب، طالما أنك لن تصل للحقيقة مهما طال الجدال، لذا فمن الأفضل عدم خوض نقاشات طويلة معه وتجنبه قدر الإمكان. ولو كان ذلك الشخص قريبك أو صديقك حاول أن تشعره -بطريقة لبقة- أنك تحترمه وأنك تتقبل الحقيقة مهما بدت صعبة وأن الأفضل مواجهتها والسعي لحلها بدلًا من تزيينها موقتًا وتركها تكبر إلى أن تصبح عصية على المجتمع”.
يقول فريق القافلة أن الكذب شرُّ الحياة..
ويقول الشاعر في هذا السياق:
لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو عادة السوء أو من قلة الأدب
لا عذر للسيد حين يكذب
إذ ليس يرجو أحدًا أو يرهب
الكذب عار وخير القول أصدقه
والحق ما مسّه من باطل زهقا
الصدق أفضل شيء أنت فاعله
لا شيء كالصدق لا فخر ولا حسب
للتخلص من داء الكذب:
الطُّفولةُ هي صانعة المستقبل؛ فطفل اليوم هو رجل الغد، وما تزرعه اليومَ سوف تجني ثمارَه في المستقبلِ، والوسيلة الوحيدة لإصلاحِ الجيل المقبِل من الشَّبابِ، والنُّهوض به هي العنايةُ بالطُّفولة في الجيلِ الحاضر.
كما أشارت كثيرٌ من الدِّراساتِ والبحوث إلى أنَّ معظم الأمراضِ النفسيَّة لدى البالغين هي امتدادٌ للاضطراباتِ النفسيَّة التي بدأَتْ في طفولتِهم، ولكنَّها أُهمِلَت، ولم تُعالَج في حينها.
يقول غاندي: “خيرٌ لك أن تتَراجع من أن تَمضي في دربٍ باطل حتَّى النهاية”.
قال تعالى “يَا أيُهَا الَّذين أَمَنوا اتًّقوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين” التوبة (١١٩)
ختامًا
اللهم اجعلنا من الصادقين الذين يتحرون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ومن الذين ينصحون لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا