النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

لمحات من تاريخ الكورد الفيليين

الزوار من محركات البحث: 583 المشاهدات : 3186 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: erbil
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 299 المواضيع: 9
    التقييم: 14
    آخر نشاط: 28/April/2013

    لمحات من تاريخ الكورد الفيليين

    لمحات من تاريخ الكورد الفيليين


    بقلم : د. زهير عبد الملك
    "ثم ركبنا البحر عند الصبح … فأشار عليّ بعض أهل البصرة بالسفر إلى أرض اللور ثم إلى عراق العرب. فعملت بمقتضى إشارته
    . ووصلنا بعد أربعة أيام إلى بلدة ماجول، وهى بلدة صغيرة على ساحل الخليج …… وسرنا ثلاثاً في صحراء يسكنها الكورد في بيوت من الشعر، ثم رحلنا منها ثلاثاً في بسيط فيه قرى يسكنها الكورد. وفى كل مرحلة منها زاوية فيها للوارد الخبز واللحم والحلواء"
    ابن بطوطة 1303-1377م

    تقع لورستان أو بلاد اللوريين وهي الجزء الجنوبي من بلاد الكورد في جنوب غربي جمهورية إيران الإسلامية، وتشمل المنطقة الجبلية التي تحدها من الشمال محافظتا كرمنشاه وهمدان. ومن الجنوب محافظتا فارس والأهواز، ومن الشرق محافظة اصفهان ومن الغرب حدود جمهورية العراق.

    واللوريون أكراد، إذ يذكر الأمير شرف خان البدليسي مؤلف كتاب الشرفنامة في تاريخ الدول والإمارات الكوردية (1596م) أن الشعب الكوردي أربعة فروع كبيرة تتخالف لهجات لغتهم وسحنتها وآدابها، وأولهم كرمانج وثانيهم اللور وثالثهم كلهور ورابعهم كوران.
    ويذكر المؤرخ والجغرافي ياقوت الحموي في معجم البلدان، تحت مادة اللور: هم قوم من الكورد يسكنون في الجبال الواقعة بين إقليم اصفهان وإقليم خوزستان (عربستان) ويطلق على موطنهم هذا اسم "لورستان" أو بلاد اللور.
    وأورد المحامي عباس العزاوي في مؤلفه عشائر العراق (1947م) -الجزء الثاني- العشائر الكوردية- ذكر عشائر اللور من الفيلية وغيرهم ضمن العشائر الكوردية. ونوه بأنه أفرد لعشائر اللور ولإماراتها كتابا خاصا بعنوان إمارة اللر-الفيلية.
    لكن بعض الدراسات والمقالات التي نشرت خر القرن التاسع عشر وقبيل الحرب العالمية الأولى وما بعدها شككت في كوردية اللور متخذة من الفوارق الظاهرية بين اللهجة اللورية واللهجات الكوردية الأخرى ذريعة في اعتبار اللور فرسا أو عربا أو عنصرا مستقلا.
    ومن المؤكد أن لهجات اللوريين قد تأثرت بالفارسية والعربية بحكم عدد من العوامل السياسية والتجارية والثقافية والدينية، حتى بات الحكم على الأصول الكوردية للهجات اللورية ولاسيما لهجة الفيلبين أمرا يبدو صعبا للوهلة الأولى.
    يقول العلامة محمد أمين زكى "انتدبت سنة (1916م) في مهمة رسمية إلى (لورستان) حيث أقمت لدى والى (بشتكو) ردحا من الزمن فانتهزت الفرصة وقمت بعدة أبحاث قومية واجتماعية في تلك الجهات. وكان أغلب محادثاتنا مع الوالي المذكور وحاشيته باللغة الكوردية. وكانوا بكل سهولة يفهمون كلامي وما أرمى إليه وكنت أفهمهم بكل سهولة. فثبت عندي أن الفرق بين اللهجة الكرمانجية الشرقية وبين لهجة اللور الأصلي هذه، ليس أكبر من الفرق بين اللهجتين الكورديتين الشرقية والغربية".
    اكتسب اللوريين اسمهم من اسم جبل يكثر فيه الأيك في ولاية مانرود، ومعنى الكلمة باللغة اللورية الجبل الذي تكسوه غابات كثيفة. وهكذا تكون قد تطورت الدلالة الجغرافية إلى دلالة عرقية شأن غالبية أسماء القبائل الكوردية، ومن كلمة لور اشتقت كلمة لورستان أي بلاد اللور.
    أما كلمة فيلي فتعني المتمرد أو العاصي، وتعني كلمة لورى في الفارسية الحديثة الفظ أو الريفي الساذج. واللوريون معروفون بلباقتهم وطاعتهم وبساطة سلوكهم. والفيليون قوم رقيقو القلب يميلون إلى الغناء والمرح، وهم عموما أقصر قائمة من البختياريين، ويميلون إلى ارتداء الملابس ذات الألوان البراقة. والمرأة الفيلية جميلة، شأن اللورية، وغير محجبة. وتفضل ارتداء الملابس الفضفاضة. وحياة المرأة الريفية شاقة فهي تعني بتربية الحيوانات وتساعد الرجل في الأعمال الزراعية بالإضافة إلى قيامها بتدبير المنزل وتربية الأبناء.
    من المؤكد أن هجرة الفيليين أفراداً وأسراً نحو المدن العراقية واستقرارهم فيها بدأت منذ قرون عديدة، وهو أمر يعزى - بكل تأكيد - إلى قوة العلاقات التجارية والدينية والسياسية التي كانت تربط إمارة الفيلية بمركز الخلافة العباسية في بغداد، وبسائر المدن الشيعية المقدسة في العراق، كما يعزى إلى تلك العلاقات الوطيدة التي نشأت بين الفيلية وأبناء القبائل العربية على الطرف المقابل للحدود، تلك العلاقات التي أثمرت في ما بعد عن نشوء منطقة اختلاط حضاري فيلي - عربي ونمو علاقات اجتماعية واقتصادية ومن ثم سياسية وتطورها عبر السنين، الأمر الذي يفسر الكثير مما له علاقة بشخصية الكوردي الفيلي المقيم في العراق.
    ولربما اشتدت الهجرة باتجاه المدن العراقية على أيام حكم الوالي حسين قلى خان الفيلي، فقد عُرف هذا الوالي بقساوته ونزعته الدموية في الحكم، مما دفع الكثير من رعاياه إلى عبور الحدود والاستقرار في المدن العراقية. كما عرف حفيده غلام رضا خان آخر ولاة بشتكو بعنفه واستبداده أيضا. واشتهر بابتزازه للمزارعين الفيلية وفرض ضرائب تعسفية عليهم، مما دفع أعداداً كبيرة من الفيليين إلى الهجرة. وكانت بغداد أقرب مدينة كبيرة إليهم. إذ تكفى بضعة أيام للوصول إليها على ظهور البغال.
    كما كانت المناوشات العسكرية في منطقة لورستان خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الأولى بين الجيوش العثمانية والقوات الروسية سببا آخر لهجرة الفيليين. ومما شجع على تدفق هجرة الفيليين دخول القوات البريطانية واحتلالها البصرة، ومن ثم حدوث انتعاش اقتصادي في المنطقة من خلال إتاحة فرص كثيرة للعمل في مجالات النقل والمواصلات. يضاف إلى ذلك عامل آخر شجع على هجرة الفيليين نحو المدن العراقية يتمثل بوصول رضا بهلوى إلى رأس السلطة في إيران وسياساته في القضاء على رؤساء القبائل اللورية ومن ثم محاصرته إمارة اللور - الفيلية وإسقاطها والقضاء على غلام رضا خان آخر ولاتها عام 1927.
    ويجدر التنويه بأن الكورد الفيلية هم السكان الأصليون لبعض القرى والقصبات الحدودية. كما يلاحظ أن المناطق التي استوطنها المهاجرون الفيليون على الحدود بين إيران والعراق أصبحت عراقية بحكم إعادة رسم الحدود بين البلدين. وأن هجرة الفيليين لم تتخذ طابعا عشائريا وإنما فردياً كما أن تمركزهم في مدن بغداد والكوت والعماره والبصرة والقصبات الحدودية في مندلى وجصان وبدرة وخانقين… الخ لم تكن تجمعات قبلية، وقد لعب هذا العامل دوراً مهما في تطوير الوعي السياسي لدى الفيليين الذين استوطنوا في العراق قبل وبعد تأسيس الدولة العراقية في العشرينات، وسهل إلى حد كبير عملية اندماجهم في المجتمع العراقي.
    وقد ذكر الأستاذ عباس العزاوى عن تاريخ مدينة العماره قائلا "هذه المدينة تكونت عام 1278 هـ - 1860م، وكانت تسكنها عشيرة (دوزاوه) من اللر الفيلية، وجملة عشائر بدوية، فأقامت الحكومة البلدة. وكانت بيوتها من الطين، وأن متصرفها مراد، وهو أبو كذيلة أنشأ جسرا له حساريات (دوريات) وبتشويق من قائمقامها حسين بك شرع الملاكون في بناء بيوتهم من الآجر. ومضت البلدة في التقدم في الأبنية والعمارات بسرعة.
    لقد ظلت لورستان متمتعة بما يشبه الاستقلال عن الخلفاء العباسيين وعن شاهات الفرس على مّر العصور. ولم يكن إلحاق لورستان بإيران إلا نتيجة للتنافس بين السلاطين العثمانيين وشاهات الفرس. فقد اشتد الصراع بينهما في منتصف القرن التاسع عشر على الحدود الفاصلة بين الإمبراطوريتين. ولما كان النفوذ الاستعماري قد استقر في المنطقة، فقد ضغطت كل من روسيا التي وقفت بجانب الإيرانيين، وبريطانيا، الوريثة المنتظرة لأملاك العثمانيين، على الدولتين المتنازعتين، وأرغمتهما على قبول الوساطة لحسم ما بينهما من خلافات، وعلى تشكيل لجنة رباعية لهذا الغرض.
    وضع لايارد البريطاني أول مشروع للحدود يتفق ونوايا دولته الاستعمارية في المنطقة، فجعل المحمرة (عربستان) تابعة للدولة العثمانية واعتبر نهر بهماشر المنفذ المائي الوحيد للفرس على الخليج (خليج البصرة). إلا أن روسيا عارضت مشروع لايارد لكي تفتح منطقة نهر كارون وجنوب شرقي إيران لمشروعاتها الاستعمارية بالوصول إلى المياه الدافئة. وقد أصّر العثمانيون على المطالبة لا بعربستان وحسب، وإنما بالمنطقة الكوردية الجنوبية الشرقية (بلاد اللور) - من شهرزور حتى شط العرب. وأخيرا قضت معاهدة أرضروم التي عقدت في سنة 1847م بترك الأراضي المنخفضة في القسم الجنوبي من منطقة زهاب للعثمانيين، وترك القسم الشرقي من جميع الأراضي الجبلية في المنطقة المذكورة لإيران. وهكذا أصبحت معظم لورستان جزءا من الدولة الإيرانية.




    • د. زهير عبد الملك، الأكراد وبلادهم كوردستان بين سؤال وجواب، آبيك،استوكهولم 1999، ص93-101

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,587 المواضيع: 1,824
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5212
    مزاجي: عادي
    أكلتي المفضلة: حاليا ً ولا شي
    آخر نشاط: 28/April/2016
    واللوريون معروفون بلباقتهم وطاعتهم وبساطة سلوكهم. والفيليون قوم رقيقو القلب يميلون إلى الغناء والمرح، وهم عموما أقصر قائمة من البختياريين، ويميلون إلى ارتداء الملابس ذات الألوان البراقة. والمرأة الفيلية جميلة، شأن اللورية، وغير محجبة. وتفضل ارتداء الملابس الفضفاضة. وحياة المرأة الريفية شاقة فهي تعني بتربية الحيوانات وتساعد الرجل في الأعمال الزراعية بالإضافة إلى قيامها بتدبير المنزل وتربية الأبناء

    الله كل هاي الصفات الحلوة بالفيليه
    طبعا الاكراد بكل عشائرهم يميلون للالوان والملابس الفضفاضه لانه هو طبيعه لبسهم هالشكل
    لازم لماعي واحمر واخضر واصفر
    واحب انوه انه اللغه اللوريه تختلف تقريبا عن الفيليه بغض النظر عن التشابه الكبير بيناتهم

    شرح رائع ويجنن على كوله الفيليه

    زور ريينه

    شكرا لك

  3. #3
    صديق نشيط
    شكرا على الملاحظات الجميلة واللورية والفيلية لهجات واللهجات بكل اللغات موجودة وطبعا تكون الفرق قليلة لان الاساس والاصل واحد

  4. #4
    مؤسس
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: كوكب الارض
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,708 المواضيع: 240
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 443
    مزاجي: برتقالي
    المهنة: مهندس زراعي
    أكلتي المفضلة: تنتوني
    موبايلي: سمبيان !!!!
    آخر نشاط: 4/December/2024
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Ali Onger
    مقالات المدونة: 109
    تقرير رائع اخي الغالي تستحق التقيم على الجهد المبذول

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال