اتّصلتْ بي لتذكرني بحبي الأول.. في البداية أنكرت من تكون وكأنها مترددة ، وبعد إلحاح قالت هل نسيت حبيبتك الأولى؟
أنا لم انسى ولكنكِ الآن مرتبطة بآخر غيري. تأسّتْ وتأسّفتْ لأن الأقدار لم تشأ ان تجمعنا تحت سقفٍ واحد.. كانَ جوابي لها، وماذكرك بي بعد كل هذه السنوات؟
كانت اجابتها مرتبكة.. وقالت بأن ابنها تعرض إلى حادث افقده عينه واحترق وجهه وزوجي اصابته نوبة قلبية وهو طريح الفراش ومن شدة يأسي من الحياة استنجدت بذاكرتي لأنكَ تملأها املاً وحباً نقياً وأنا بحاجة إلى براءة حبي الأول لتضيئ عتمة معاناتي ووحشة ايامي.
قلت لها و بأي صفة سأكون بقربكِ وكيفَ سأسمح لصدري ان يمسده راسكِ الذي وضعتيه على صدر رجل آخر وشفتاي أن تقبلكِ
قالت.. لاتكن هماً آخر مضافاً لهمومي بل اكبر همومي.. لكونكَ سلوى الروح حين تتفاقم عليّ الأحداث واكون نائيةً عن الدنيا.
وأنتِ لاتعلمين بانكِ جرحي الغائر كلما تذكرت ليلة زفافكِ ولاتعلمينَ ليلتها عن حديثي مع النهر ومع حزمة خيوط متدلية من على السقف، ومع الشارع وأنا افكر بالهلاك حين أنوي
اجتياز الاسفلت ، ليلتها أنتِ متباهية وسعيدة تتلاقفكِ القبلات والتهاني وانا بت مرمياً على الأرصفة ومدمراً وحيداً، وحين مر عليكٍ اليوم الثالث كنتِ الأميرة والمدللة لانكِ العروس، أما أنا فقد قضيت اليوم الثالث متسكعا كالمجنون واصابني الشلل النصفي لأسبوع كامل حتى شفيت،
أنتِ قلبتي حياتي إلى الجحيم وانتِ من قسم قلبي إلى نصفين.. كيف سأعيد ذلك الألم بعد سنين من مغادرته لي، كيف كيف؟
وقبل ان اكمل اغلقت السماعة وتركتني أحدث نفسي لساعة كاملة من ذلك الألم وذلك الجرح الغائر