بقلم: عبير المنظور
في لحظاتِ الوداعِ
تتلعثمُ الكلمات..
أمامَ سيلٍ من الأحاسيس
وتُترجمُ المشاعرُ حينَها بشكلٍ فطريٍ إلى رؤيةٍ وعِناق..
في وداعِ أبي الفضلِ العباس (عليه السلام) الأخيرِ مع الإمامِ الحُسينِ (عليه السلام) تناءتِ الرّوحُ لرؤيةِ الحبيبِ واعتناقِ إمامِ الزمان.. وهفا القلبُ لاحتضانِ الأخِ الذي لم يُنادِه بـ(أخي) إلا هذه المرة، إكبارًا وإجلالًا له...
هي تلك اللحظةُ التي رامَ بها أبو الفضلِ (عليه السلام) رؤيةَ أخيه واعتناقِه
ولكن...
أيّ رؤيةٍ تتمُّ بلا عينين؟!
وأيّ عِناقٍ يتمُّ بلا أذرع؟!
لقد رآهُ ببصيرتِه، وهو النافذُ البصيرة...
واعتنقَه بلا أذرُعٍ.. اعتنقه بروحه..
فلعِناقِ الأرواحِ لُغةٌ أعمقُ بكثيرٍ من عِناقِ الأذرُع .
لو تأمّلنا هذا المشهدَ وتوغّلنا قليلًا في عالمِ المعنى مع إمامِ الزمان ...
إنْ بذلتَ كُلَّ الجهدِ والوسعَ في قضيةِ إمامِ زمانك (عليه السلام)، وتقطّعتْ بك السُبُلُ في نهايةِ المطاف، وبادرتِ المنونُ على عَجَلٍ...
تطلّعْ إلى إمامِ زمانِك ببصيرتِك
وعانِقْه بروحِك لتفيضَ إلى بارئها وأنتَ بحِجرِ إمامِ زمانك.