الى ساسة الفساد في العراق

بسم الله الرحمن الرحيم
"،،،،،،،، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (البقره 203)

وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (البقره 204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (البقره 205).

رسالة مفتوحة من كاتب شيعي عراقي

'حسن كريم الراضي'

الى / ساسة الشيعة كافة..

بعد التحية : بعد كل الذي جرى خلال عقدين من الزمن. وبعد كل هذه الأخطاء الكارثية التي لو جرت في غير زماننا وقرأناها في كتب التاريخ لقلنا
انكم خوارج ولستم بشيعة... وبعدما تبادلتم الأدوار فمنكم من حكم مباشرة وافسد ومنكم من شارك ومنكم من دعم ومنكم من صمت.. وبعد أن اهدرتم فرصة تمثل حلم اسلافنا منذ أكثر من قرن.. وبعد أن ضيعتم مستقبل اجيالنا التي كانت تائهة خائفة فاضحت أشد خوفا من المستقبل الذي رسمته اياديكم الآثمة.. اقول لكم انكم جميعا بلا ضمير.. بعد أن تركتمونا بلا مستشفى ولا مدرسة ولا شارع نظيف.. تركتمونا نسكن الحواسم بعد أن شحت نفوسكم حتى على أرض الله نسكنها بكرامة... انتم جميعكم بلا ضمير.. لأنكم انشغلتم بأنفسكم وانسباؤكم واولادكم... كنا نموت على السواتر وابناؤكم ينامون في فنادق المدن الحمراء... كنا نقاتل لأجل وطن لا نملك فيه شيء وكان أولادكم يقاتلون من أجل غانية وداعر... كانت قرانا العطشة ومدننا البائسة تعلق صور شهداؤها على أعمدة الكهرباء الممتدة على الطرقات لمئات الأميال.. وكان وادي السلام قد ضاق بأبناء الفقراء ولكنا لم نجد صورة ولا قبر لأبن مسؤول واحد منكم ... واحد فقط!!!
كنا نبحث عن وظيفة فلا نجدها فهي حكرا لمتملقيكم يتقاضون منا آلاف الدولارات ثمن لها ندفعها كرشوة بعد أن نبيع مصوغات امهاتنا وزوجاتنا... هكذا عشنا وهكذا عشتم!! عشنا كعبيد وعشتم كملوك... ولم تواسونا بشيء إلا عندما نمشي للحسين في الأربعين فتمرون علينا بجكساراتكم تحث علينا تراب الطريق فنتسائل :
أين هؤلاء من ابن ابي طالب ع؟؟
ثم جعلتمونا أحزابا وتشظينا شيعا وتفرقنا مجاميع وقطعانا... توعدونا وتخلفون... تقسمون لنا وتحنثون.. نلهث خلفكم ونردد لكم : علي وياك علي.. وما ان تضع الانتخابات أوزارها حتى تهملونا فتنتقون اولاد الرفاق وازلام النظام نجدهم جلسوا بجنبكم على المنصات وتقاسمتم معهم المناصب والمسؤوليات.. ولا نحظى منكم حتى بلقاء أو بضعة دقائق تسمعون فيها شكوانا ونبث لكم فيها سوء أحوالنا... فالقائد مشغول... و الحجي ما عنده مجال... والمعالي دائم السفر... فنعذركم ونصمت... فنحن حمقى منذ الأزل... نحن من كان اباؤنا يزرعون وازلامكم من يحصدون وانتم من يأكلون!!! واليوم وعلى مدى عقدين نحن من نقاتل ونحن من نتظاهر ونحن من ننتخب ونحن من نموت ونحن من نختلف ونحن من نشتم بعضنا بعضا ونحن من يبصق بوجه بعضنا لاجلكم وانتم من تجلسون في القصور.... لم نسمع لصوت الحكمة الذي كان يصدح من الزقاق القديم حتى بح ولم يعد يصدح!! ولم نغلق بوجوهكم ابوابنا بعدما أغلق بابه وقال : كفى فقد آيست منكم ولا خير يرتجى منكم!! ضيعتمونا بعد ان تنازعتم بالأمر وكل أراد منكم أن يكون هو الربان فغرقت المركب وغرقنا ولم تغرقوا... فلم تقطع عنكم الكهرباء في تموز ولم تفتك بكم كورونا فتموتون في الشوارع
ولم تجوعوا بعد أن قطع (زنيمكم) عنا الرواتب!! ومازلنا نهتف لكم ونتصارع على أيكم تاج لرؤوسنا وقائد لقطيعنا... فضاع الأمل وانتهى الحلم ونهب التراث وبيع الحكم... سلمتمونا لعدونا من جديد بغضا ببعضكم وتناديتم أن تعطوها لكل افاك على أن لا يتسلمها أحدكم تحاسدا وتباغضا.. واليوم هذا حالنا.. لم نتفق على حال ولا نستظل براية كمال ولا تضمنا عباءة عقيدة ولا يوحدنا مذهب ولا دين... فماذا تريدون أسوأ من ذلك؟؟؟ وهل بعد هذا الحضيض حضيض؟؟ ولكنا مازلنا نأمل خيرا... فنحن نفس حمقى الأمس!!!
مازلنا نأمل أن تتداركوا هذا العار وتتركوا غدركم وخيانتكم وتتحدوا...
مازلنا نتعلق ببصيص امل ان تتعضوا... وقد بلغتم من العمر ما يستوجب التوبة عما اقترفتم... توبوا إلى الله واعتذروا لنا واتفقوا على رجل منكم وازيحوا عن كاهلنا هذا العار... فاعمارنا تمضي واعداؤنا تخطط لأمر مهوول والوطن مستباح والرويبضة تسلقوا والتيه بان ونحن في وسط المجهول الذي حذركم منه القران الكربم والا فأن لعنة الله عليكم وعلى من يدعمكم ويؤيدكم ويحبكم فأنتم حكام سوء وقادة ضلال...