إذا واجه الطفل مشاعر أكبر من قدرته على الاحتمال أو التعبير، مثل الخوف أو الارتباك أو الغيرة، فقد يبدأ في ضرب نفسه
من الصعب دائما رؤية الأطفال الصغار وهم منزعجون، وقد يصبح الأمر أسوأ بكثير عندما تراهم محبطين أو غاضبين لدرجة أنهم يبدؤون في ضرب أنفسهم.
عادة، يضرب الأطفال الصغار شخصا آخر عندما يكونون غاضبين، لكنهم أحيانا يوجهون إحباطهم إلى أنفسهم، ما قد يصيب الآباء والأمهات غير المعتادين على هذا المشهد بالتوتر والقلق حيال صحة طفلهم النفسية.
على الرغم من أن هذا النوع من الغضب ليس شائعا للغاية عند الأطفال، فإنه قد يكون مخيفا عند حدوثه. ومع ذلك، ليس هناك ما يدعو إلى القلق. فمن خلال معرفة مشاعر الطفل التي تدفعه لمثل هذا السلوك، يمكنكِ علاج المشكلة الأصلية ومساعدة طفلك على التعبير الصحي عن مشاعره والشعور بالاستقرار والأمان النفسي والاكتفاء.
يمكنكِ مساعدة طفلك على التعبير الصحي عن مشاعره والشعور بالاستقرار والأمان النفسي والاكتفاء (غيتي)
لماذا يضرب طفلك نفسه؟
- تعبيرا عن الغضب
عندما يتجاوز الأطفال من مرحلة الرضاعة إلى ما بعدها من مراحل الطفولة المبكرة، سيبدؤون في استكشاف محيطهم واستطلاع رغباتهم واحتياجاتهم لأول مرة.
ووفقا لموقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية، فإن هذا الاستكشاف لا يعني بالضرورة أنهم يعرفون كيف يتصرفون مع الأمر.
نتيجة لذلك، فإن عدم قدرتهم على التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، علاوة على كفاحهم للتأقلم مع تغيراتهم الجسدية، يمكن أن يكون سببا لنوبات الغضب، الأمر الذي قد يدفعهم لضرب أنفسهم كطريقة للتعبير عن سخطهم.
- قلة بمهارات الاتصال
إذا واجه الطفل مشاعر أكبر من قدرته على الاحتمال أو التعبير، مثل الخوف أو الارتباك أو الغيرة، فقد يبدأ في ضرب نفسه لأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يعرفها لإيصال رسالة بأنه يعاني من خطب ما ولا يرغب في الشعور به.
كذلك قد يشعر الصغير بحالة من الإحباط والانزعاج الشديد من نفسه لعدم قدرته على التعبير عما يشعر به في المناسبات المختلفة، وبالتالي يكون رد فعله على ذلك هو أن يرطم رأسه في الحائط من الحنق وقلة الحيلة.
- وسيلة لتهدئة نفسه
يتوق بعض الأطفال إلى اختبار المشاعر الحسية من خلال جسدهم بشكل عام، أو عندما يعانون من الألم الجسماني الذي لا يستطيعون التعبير عن وجوده بصورة خاصة.
نتيجة لهذا الاحتياج الجسدي، أو الشعور بالألم، قد يلجأ طفلك إلى ضرب نفسه أو رطم رأسه في الأشياء من حوله لأنه يعاني ويحتاج إلى المساعدة، لكنه لا يعرف كيف يطلبها أو يعبر عنها.
- جذبا للانتباه
لأن الطفل الصغير ينمو وينضج عقليا من خلال رؤية رد فعل والديه على كل ما يقوم به، فإن الأطفال عموما يحبون للغاية جذب انتباهك الكامل، وسيفعلون كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك.
وبحسب موقع "بارنتس" (Parents) للتربية، إذا بدر منكِ ردة فعل حادة وقوية على أي سلوك بدر منه، فقد يكرر هذا السلوك مرارا وتكرارا لتحقيق تلك النتيجة.
وبالتالي إذا كان لديك رد فعل كبير في المرة الأولى التي ضرب فيها طفلك نفسه، فقد يكرر هذا السلوك للحصول على رد فعل أكبر في المرة التالية.
هناك طرق فعالة للتعامل مع نوبات الغضب والرغبة في لفت الانتباه (غيتي)
كيف تتعاملين مع سلوك الطفل؟
عندما يكون الآباء غير قادرين على منع أطفالهم من ضرب أنفسهم، فهناك طرق فعالة للتعامل مع نوبات الغضب والرغبة في الحصول على الانتباه.
فيما يلي عدد من الأشياء التي يمكنكِ القيام بها للحفاظ على سلامة طفلك، بحسب موقع "فري ويل فاميلي" (Very Well Family) للتربية:
- تعزيز شعوره بالأمان: عندما يجد الطفل طريقة لكي يؤذي نفسه، مثل رطم رأسه بلعبة قاسية أو في الحائط، قومي بإبعاده عن الحائط وأزيلي الأشياء بعيدا عن متناوله حتى يهدأ في المقام الأول.
- المساعدة بلطف: على سبيل المثال، قومي بحمل طفلك بين ذراعيك وامنعيه برفق من ضرب نفسه. قد يكون هذا الإجراء مريحا، وقد يكون كافيًا لتهدئة طفلك تماما. وعموما، الهدف هنا هو خلق بيئة آمنة ومُحبة للأطفال لتخفيف الألم أو الإحباط الذي يشعرون به.
- تهدئة الطفل بصبر: قد يكون حديثك مع الطفل وتأكيد أن انتباهك معه بالكامل أمرا مريحا له. ويمكنك أيضا إعطاؤه شيئا مثيرا للانشغال به عن تلك النوبة والإحساس المزعج، مثل دمية أو قطعة طعام ملائمة لعمره.
- تعليم الطفل في الوقت المناسب: بمجرد أن تمر اللحظة، يمكنك البدء في تعليم طفلك كيف يعبر عن مشاعره بالطريقة الصحيحة. ويكون ذلك من خلال الحديث عن كيفية تحديد المشاعر والتعبير عنها بالكلام، أخبريه مثلا "أستطيع أن أرى أنك تشعر بالغضب، دعنا نرى كيف نصلح تلك اللعبة"، وغيرها بما يلائم كل موقف.
الاستيعاب هو الحل السحري
عندما يعرف الأطفال أن والديه يستوعبان تماما شعورهم بالإحباط أو الغضب أو الرغبة في الحصول على تواصل حسي، فقد يكونون أقل عرضة لمواجهة تلك النوبات التي تفضي بهم إلى ضرب أنفسهم.
وبشكل عام، بعد نوبات ضرب الطفل نفسه احرصي على تدوين أي محفزات أدت إلى نوبة الغضب عند صغيرك، وقومي بمراعاة ذلك في المستقبل مع إيجاد طرق عملية للتعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بشكل صحي وسليم.