تجمع العشرات من أهالي محافظة السليمانية داخل مبنى مديرية الأمن القديم للنظام السابق في مدينة السليمانية، رافعين أعلام كردستان ومرددين النشيد القومي، لإحياء ذكرى الهجوم على أكبر مقرات الأجهزة القمعية لذلك النظام.
وقال أحد المعتقلين السابقين في المبنى قبل أن يتم تحريره على أيدي الثوار في انتفاضة العام 1991، ويدعى عثمان هورامي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، "حلقوا رأسي وأبلغوني بأنني محكوم بالإعدام، وذلك قبل يومين من اندلاع الانتفاضة".
وأضاف "كنا لا نعرف ماذا يجري، لكن بعد أن اقتحمت قوات البيشمركة والجماهير المبنى عرفنا بأن الثورة قد نجحت".
وكان أهالي مدينة السليمانية قد انتفضوا صبيحة السابع من آذار عام 1991 ضد النظام السابق، وحرروا المدينة من القوات العسكرية والأجهزة القمعية التابعة للنظام، بالتعاون مع المسلحين الكرد الموالين للنظام السابق الذين التحق الآلاف منهم بالمنتفضين.
بدوره، أشار سلام صالح لـ"السومرية نيوز"، وهو أحد السجناء السياسيين المشاركين في الاحتفال إلى أن "الحياة الحقيقية لكردستان ومواطنيها بدأت بعد سقوط هذا المبنى الذي كان مكانا للتعذيب والإعدام وانتهاك كرامة الإنسان"، مضيفاً "ها أنا احتفل وأغني وأردد النشيد القومي داخل المبنى، يجب أن يدرك جميع المستبدين على الأرض بأن السجون والإعدامات لا تحميهم".
أما جمال كريم، الذي يطلق عليه في السليمانية (جمال جاوشين)، وهو من قوات البيشمركة القدامى التابعة للاتحاد الوطني، فأكد لـ"السومرية نيوز"، "جئنا هنا نحن المشاركون في سقوط أحد أكبر قلاع النظام البعثي الذي هاجمته جماهير السليمانية صبيحة السابع من آذار عام 1991 وسقطت بيديهم في اليوم التالي، لتسقط معها جميع الأجهزة العسكرية والأمنية في مدينة السليمانية".
وأضاف كريم "صمود هذا المبنى ليومين كان بسبب لجوء جميع موالي النظام السابق إليه والاحتماء فيه"، مستدركاً "لكن إرادة الجماهير والبيشمركة كانت أقوى من البعثيين وتمكنا من اقتحام المبنى وإطلاق سراح السجناء الذي كانوا بالمئات".
من جانبه، شدد برزان حاج سفر في حديث لـ"السومرية نيوز"، "أنا سعيد لأنني أحد المشاركين في تحرير السجناء وإسقاط هذا المبنى وتحرير السليمانية من يد البعثيين"، لافتاً إلى أن "المبنى كان مخيفاً يبعث الرهبة في نفوس المواطنين لما يجري في داخله من أنواع التعذيب الوحشية والتصفية الجسدية".
ويقع مبنى مديرية أمن السليمانية الذي يطلق عليه سكان المحافظة "أمنه سوركه" أي الأمن الأحمر في حي شورش، وهو من الأحياء الذي تسكنه الطبقة المتوسطة، ويحيط به من الشمال مقر الجيش الشعبي للنظام السابق، ومن الجهات الأخرى منازل المواطنين، وقد شيد المقر على مساحة 16 ألف متر مربع عام 1985 ليصبح أكبر المقرات القمعية في المحافظة.
مؤسسة (خاك) التي تملكها سيدة العراق الأولى هيرو إبراهيم أحمد، حولت مبنى الأمن الأحمر إلى متحف وطني تقام فيه المعارض الفنية، فضلا عن عروض سينمائية ومطعم وكافتيريا، ولم يتم إجراء تغييرات على تصميمه الأساس.
المصدر