ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺐّ
ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ،
ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻮﻥ
ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ
ﻭﺗﺘﺪﺭّﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﻖّ ﻟﻘﺐ
ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ. ﻓﺎﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ
ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞّ ﻣﺤﺒّﺔ ﻭﺻﺪﻕ
ﻭﺇﺧﻼﺹ.
ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺭﻭﺣﻲّ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﺣﻮﺍﺭ
ﻋﻘﻼﻧﻲّ ﻣﺘّﺰﻥ ﺗُﺪﺧﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺮﺁﺗﻚ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ. ﻓﺎﻟﺼّﺪﻳﻖ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻰ
ﺫﺍﺗﻚ، ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴﻚ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ
ﻭﻳﺼﻮّﺏ ﻟﻚ ﻫﻔﻮﺍﺗﻚ ﻭﺃﺧﻄﺎﺀﻙ، ﻷﻧّﻪ ﻳﺮﻳﺪ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ.
ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ
ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘّﺰﻧﺔ، ﺃﻡ ﺍﻧّﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ
ﺣﺐّ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ. ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻞ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ،
ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐّ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻸﻭﻟﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻮﻟﺪ ﺑﻴﻦ
ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﺎ، ﻷﻥّ
ﺍﻟﺤﺐّ ﻻ ﻳُﺨﻄّﻂُ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺿﺮﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺆﺷّﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴّﻠﺒﻴّﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّﻳّﺔ
ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥّ ﺍﻷﻭﻝّ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ.
ﻭﻗﺪ ﻳﻐﺾّ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﻋﻦ
ﻫﻔﻮﺍﺕ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ
ﻛﻤﺤﺒﻮﺏ. ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ
ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐّ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﺤﺐّ
ﻗﻠّﻤﺎ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥّ
ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐّ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ.
ﻗﺪ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﺘّﻌﻠّﻖ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ. ﻓﺎﻟﺤﺐّ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻫﻮ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻱّ ﺗﻤﻠّﻚ ﺃﻭ ﺃﻧﺎﻧﻴّﺔ،
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐّ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﻟﻴﺲ ﻹﺷﺒﺎﻉ
ﺭﻏﺒﺔ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼّﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺣﻲّ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ…