• كيف يمكنك تعلم الإدارة المالية الشخصية؟













تعد الإدارة المالية الشخصية من أصعب المهام التي يقوم بها الفرد، لكنّها كذلك من أكثرها أهمية. يمكن الاستفادة من الإدارة المالية الشخصية على أكثر من مستوى، بدءًا من تتبع النفقات اليومية وحسن إدارتها، ووصولًا إلى الاستفادة من الأموال في تحقيق استثمارات أكبر.
في النهاية أيًا يكن المستوى المستهدف، تساعدك الإدارة المالية الشخصية على تحقيق هذا الهدف.
10 أسباب توضح أهمية الإدارة المالية الشخصية

توجد العديد من الفوائد من الاعتماد على الإدارة المالية الشخصية في حياتك. بعض هذه الفوائد ترتبط معًا ارتباطًا وثيقًا، ولا عجب في ذلك، فالأهداف من الإدارة المالية الشخصية تتشابه فيما بينها.
1- إدارة الدخل: يمكن من خلال الإدارة المالية الشخصية تعلّم كيفية إدارة الدخل، ومعرفة الأموال التي تحتاج إلى دفعها كضرائب أو نفقات أو كمدخرات وغيره من المصاريف التي تتحملها باستمرار.
2- التدفق النقدي: من خلال الإدارة المالية الشخصية ستكون قادرًا على التحكم في التدفق النقدي، وكيفية التأكد دائمًا من التعامل مع أنماط الإنفاق والنفقات الخاصة بك، وتعلم كيفية الاحتفاظ بالأموال جيدًا.
3- توفير رأس المال: كلّما كنت قادرًا على زيادة التدفق النقدي لك، سيكون بإمكانك الاستفادة من هذا الأمر في زيادة رأس المال الخاص بك، الذي سيسمح لك بالتفكير في خيارات أخرى، مثل الاستثمار أو شيء آخر يحسّن من رفاهيتك المالية.
4- التأمين المالي للأسرة: تعد المشكلات المالية أكثر الأزمات التي تواجه الأفراد، وتجعلهم في حالة خوف باستمرار. لذا، يمكنك من خلال الإدارة المالية الشخصية تعلّم كيفية توفير الأمن المالي لعائلتك.
5- الاستثمارات: تساعدك الإدارة المالية الشخصية على معرفة الاستثمارات المناسبة لك، التي تتفق مع احتياجاتك وأهدافك المالية، وتراعي الظروف الخاصة بك والمخاطر التي يمكنك تحملها.
6- مستوى المعيشة: يمكنك الاستفادة من المدخرات الخاصة بك نتيجة للتخطيط الجيد، في الأوقات الصعبة، فتضمن حصولك على مستوى المعيشة ذاته الذي اعتدت عليه قبل ذلك.
7- الفهم المالي: تساعدك الإدارة المالية الشخصية في تعلم كل شيء عن الأموال، بالتالي يكون بإمكانك تحديد أهدافك، وفهم الآثار الناتجة عن القرارات التي تقوم بها، وبالتالي يمكنك تعديل هذه القرارات وتطويرها بما يتفق مع وضعك الحالي، ويمنحك أفضل تحكم في أمورك المالية.
8- الأصول: يمكنك من خلال التخطيط المالي تعلم كيفية امتلاك مجموعة من الأصول، التي لا يوجد مخاطرة من امتلاكها، مثل امتلاك العقارات.
9- التوفير: توفّر لك الإدارة المالية الشخصية الهدف الأهم، وهو القدرة على توفير أموالك، للاستفادة منها في أوقات أخرى. ستساعدك هذه الأموال في توفير ما تريد، دون الشعور بالأزمة الشديدة نتيجة التغيرات المالية الحادثة، بل سيكون لديك القدرة على إدارة المخاطر دائمًا.
10- النصيحة المستمرة: إذا كنت تعتمد على مستشار مالي لمساعدتك على الإدارة المالية الشخصية، سيساعدك ذلك في الحصول على نصائح مستمرة، بشأن الأفعال التي يجب عليك القيام بها الآن أو التي يجب تأجيلها. سيساعدك أيضًا في وضع خطة شاملة لأمورك المالية.
تعلّم إدارة الدخل والتدفق النقدي
هذه هي الخطوة الأساسية في الإدارة المالية الشخصية. إذ إدارة الدخل وبالتبعية التدفق النقدي، سيساعدك في القيام بأي شيء آخر ترغب به، سواءً الاستثمارات أو حتى من أجل الادّخار فقط. لذا، يجب أن تكون قادرًا على تتبع ما يحدث معك جيدًا.
يمكنك القيام بهذا الأمر من خلال ورقة بسيطة، أو بالاعتماد على بعض البرامج والتطبيقات التي تساعدك. من أهم البرامج المفيدة بالطبع هي برنامج الإكسيل، إذ يمكنك الاعتماد على الإكسيل في إنشاء قوائم مالية بسيطة، والاستفادة من المعادلات الحسابية الموجودة على البرنامج. أيًا تكن الطريقة، يجب أن يشمل الأمر تحديد النقاط التالية:
1- مقدار الدخل الذي تحققه: إذا كنت تعمل في وظيفة بدوام كامل، فالأمر يبدو سهلًا بالنسبة لك. إذ تعرف راتبك وهو كل شيء لديك، وسيساعدك على تسهيل عملية الإدارة المالية. لكن إذا كنت تعمل في العمل الحر، أو كنت تملك بعض الاستثمارات الخاصة بك، فقد لا يكون دخلك برقم ثابت. في هذه الحالة عليك تتبع الأمور لبعض الوقت، ويمكنك تسجيل متوسط للدخل.
2- مقدار النفقات التي تتحملها: يجب عليك تسجيل جميع النفقات التي تتحملها، سواءٌ أكانت متعلقة بإيجارات أو فواتير معينة، أو تكاليف خاصة بالأطفال مثل المصاريف المدرسية وغيرها. تشمل النفقات أيضًا الأنشطة اليومية، مثلًا شراء متطلبات المنزل من السوبر ماركت. في النهاية يجب عليك رصد جميع هذه النفقات معًا.
3- مقارنة الدخل بالنفقات: يجب عليك إجراء مقارنة للدخل بالنفقات، والحرص على أن يكون دخلك دائمًا أكبر من نفقاتك، إذ سيساعدك ذلك على إجادة الإدارة المالية الشخصية. لا تجعل الأمر مقتصرًا فقط على شهرٍ بعينه، لكن انظر إليه في إطار صورة شاملة، فلا يفيدك توفير مبالغ معينة شهريًا، لتكتشف أنّه في شهر دفع المصاريف، تكون النفقات أكبر، وحتى مدخراتك من الشهور السابقة لا تكفي لدفعها.
4- التحكم في النفقات: بعد إجراء المقارنة، يمكنك التفكير مرة أخرى في الآلية المناسبة للتحكم في النفقات. ليس شرطًا فعل ذلك عند وجود عجز فقط، لكن أيضًا بهدف امتلاك الأموال التي يمكنك الاستفادة منها لاحقًا. عد إلى قائمة النفقات، وفكّر في العناصر التي يمكنك الاستغناء عنها أو تقليلها، حتى تنجح في الوصول إلى أفضل تصور ممكن.
5- إضافة مصدر آخر للدخل: قد لا يكون الحل الأفضل لتحقيق الإدارة المالية مقتصرًا فقط على التحكم بالنفقات. لكن يمكنك أيضًا التفكير في إضافة دخل آخر إلى حياتك، من خلال عمل بدوام جزئي أو عمل حر أو حتى إنشاء مشروع خاص بك. سيساعدك ذلك على تأمين دخلك واستقرارك المالي مع الوقت.
ما بعد إدارة الدخل: الاستفادة من هذه الأموال

إدارة الدخل ليست هي الهدف النهائي، بل هي الوسيلة التي تمكنك من الوصول إلى المزيد من الأهداف الأخرى في حياتك. تختلف هذه الأهداف وفقًا لرغباتك، لكن بالتأكيد هناك هدف دائم لا يجب أن يتغير أبدًا، وهو وجود مدّخرات مالية. من أهم طرق الاستفادة بالأموال:
1- المدخرات: هي الجزء الأساسي بالطبع كما ذكرنا، وأكثر العوامل تأثيرًا في الإدارة المالية الشخصية. يجب أن تخصص قدرًا من أموالك الشهرية، لتحتفظ به حتى يمكنك الاعتماد عليه في وقت الأزمات. إذا كان بالإمكان تحديد قيمة المبلغ المدخر سيكون أفضل. أمّا إذا كان دخلك أساسًا غير ثابت، ولا ترغب في إلزام ذاتك بمبلغ معين، يمكنك تخصيص نسبة من الإجمالي، مثلًا 10% من الداخل للاحتفاظ بها.
2- استثمار الأموال: من خلال جمعك للأموال، يمكنك التفكير في طريقة الاستفادة منها، واستثمارها في شيء جيد. يمكنك مثلًا إنشاء مشروع خاص بك، أو المشاركة مع أشخاص آخرين، أو حتى الحصول على أصول ثابتة مثل العقارات يمكنك الاستعانة بها لاحقًا.
من أهم الأشياء التي يجب الانتباه إليها في هذه الحالة، هي أنّك في حالة قيامك باستثمار، فستضطر إلى إنفاق أموال كثيرة، بالطبع هو سيفيدك على المدى البعيد، لكن الآن أنت بحاجة إلى الإنفاق. لذا، يجب ألّا تنظر فقط إلى الفائدة النهائية، بل فكّر كذلك في قدرتك على تحمل هذه النفقات.
أيًا يكن قرارك فيما يتعلق بالاستثمار والاستفادة من المدخرات، يجب أن تملك دائمًا قدرًا من المدخرات المالية، إذ لا تضمن ما قد يحدث معك. بالتالي ربما ترغب في الاستفادة من هذه الأموال سريعًا. على سبيل المثال، إذا كان لديك عقار قيمته مليون ريال سعودي، لكنّك غير قادرٍ على بيعه عند حاجتك السريعة للمال، فأنت في أزمة. لذا، يجب دائمًا امتلاك سيولة نقدية في يدك للإنفاق من خلالها.
تحقيق الأمان ليس سهلًا، بل هو الهم الشاغل للعديد من الأفراد. لذا، الإدارة المالية الشخصية الآن ليست رفاهية، بل أصبحت احتياجًا واقعيًا، لا سيّما مع الأزمات التي نمر بها من وقت لآخر، ولا زالت جائحة كورونا تحيطنا وتخبرنا بقيمة التخطيط المالي. لذا، تأكد من تطبيق مبادئ الإدارة المالية الشخصية في حياتك باستمرار، فهذا وحده ما قد يساعدك على الشعور بالاطمئنان.