بقلم: عبير المنظور
ها هي امتعة السفر قد اكملت
وتهيأ الاهل الاحبة للرحيل
وقفت طفلة عليلة بين جدران ذلك المنزل الخاوي ووقفت على اعتاب الدار تتوسل بأبيها ان ياخذها معه في تلك الرحلة الملكوتية
كانت فاطمة العليلة تتوق الى مرافقة امام زمانها في قافلة النور لتسجل لها موقفا في تلك الملحمة
رفض الامام الحسين عليه اصطحابها لانها عليلة ولا تقوى على السفر ووعدها ان يرسل لها عمها العباس او اخاها علي الاكبر بعد ان تبرء ليأتوا بها وتلتحق بذلك الركب.
ارخت عينيها بالدموع وهي
تلثم اباها وتضمه وتشمه للمرة الاخيرة لم تقو بعد على النطق بكلمة فلوداع امام الزمان وهو ماض الى الشهادة الم يفوق كل حد عندما نعجز عن مرافقته او نصرته في تلك اللحظة
بكت بمرارة وهي ترى الركب الهاشمي يأخذ كل اهلها واحبتها ليوم موعود من الله ورسوله
تساءلت في نفسها: او ليس اخي علي السجاد عليلا وله دور وموقف هناك في ارض الواقعة ؟!
لمَ عليّ ان اكابد آلام الفراق بين احضان ام سلمة؟
ان لم يكتب لي ان اسبى كاخواتي او اقتل ما هي حكمة بقائي؟
عادت ادراجها بين جدران اربع تشكو لها همها وتبث لها احزانها
امام زمانها يمضي في طريق المجهول وهو الاب الحاني والعطوف
الاهل من الاخوة والاخوات والاعمام والعمات وذراريهم
كلهم رحلوا ما من صوت يؤنس وحدتها سوى صوت ام سلمة وهي تحتضنها وتمّرضها
زاد في علة فاطمة العليلة عدم قدرتها على نصرة امام زمانها بسبب مرضها الذي قد يغير المخطط الالهي لذلك اليوم الموعود
فاي علة لعينة منعت فاطمة العليلة من نصرة امام زمانها ؟وما الحكمة فيها؟ العلم عند الله سبحانه.
ولكن لو تأملتَ مشهد فاطمة العليلة وتطبقه على نفسك في وقتنا الحالي
ماذا لو كنت تود مرافقة امام زمانك وتنصره في يومه الموعود وتحقيق العدل على هذه البسيطة ولم يصطحبك معه في قافلته المباركة الى٣١٣ متعللا بمرضك؟
ماذا لو كانت امراضك المعنوية تحول دون ان تكون في معيّته؟
هل فكرت يوما بان تعالج نفسك لتلتحق بتلك الرحلة الملكوتية لتحقيق وعد الله مع ولي الله؟
هل فكرت يوما بانه سيبعث لك العباس او علي الاكبر ليأخذك اليه بعد ان تبرء من كل ادوائك المعنوية؟
فكر مع نفسك هنيهة وتأمل لحظة
بينك وبين نفسك الامارة بالسوء وشخّص حالتك ومرضك فانت اعلم الناس بنفسك اي مرض معنوي فتك بروحك حتى ابعدك الامام عن ساحته؟
وما هو الحل الناجع لتشفى منه وتلتحق مع امام زمانك؟
عبير المنظور