بقلم: عبير المنظور

هي ذي قافلة النور نوّخت على تخوم الارض الموعودة
كان الحسين يعرف تربتها جيدا فرائحة الموت وصلت الى مشامه
ومصارع الاحبة من الاهل والصحبة مرت امام ناظريه ولاح له افول نجم علي وفاطمة
كان يعلم جيدا انها الارض التي سيكتب عليها ملحمة تتجاوز عمق التاريخ وافاق المستقبل حتى يتسلم الراية موعود هذه الامة ومهديها
انها ارض كربلاء في اليوم الثاني من المحرم من عام ٦١ للهجرة
لم يبق من العرس الملكوتي الا ايام فاراد الامام ان يهيء نفوس اصحابه فسألهم : ما اسم هذه الأرض؟ فقيل كربلاء فقال عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء
ثم اخذ يتطلع الى تلك الصحراء وزفر زفرة تنفس فيها الصعداء وقال :هذا موضع كرب وبلاء إنزلوا هاهنا محط رحالنا ومسفك دمائنا وهنا محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فنزل الركب الحسيني في كربلاء واستقر واستقر معها
كل ما يجول في نفس الحسين المطمئنة التواقة للرجوع الى ربها راضية مرضية لتدخل في عباده وتدخل جنته على تلك الارض التي ستصبغ بدمائه ودماء احبته قرابينا للمحبة الالهية فاخذ عليه السلام يعد العدة باصلاح سيفه وهو يقول:
يا دهر أف لك من خليل
كم لك بالاشراق والأصيل
من طالب وصاحب قتيل
والدهر لا يقنع بالبديل
وكل حي سالك سبيل
ما أقرب الوعد من الرحيل
وإنما الأمر إلى الجليل


تناهى قوله الى سمع العقيلة زينب عليها السلام فقالت: يا أخي هذا كلام من أيقن بالقتل، فقال عليه السلام: نعم يا أختاه
فقالت زينب: وا ثكلاه ينعى الحسين عليه السلام إلى نفسه

نعم يا عقيلة الطالبيين ان الحسين ينعى نفسه
ينعى اخوته
ينعى اولاده
يمعى رضيعه
ينعى اولا عمومته
ينعى اصحابه
ينعى رحله ومخيمه

يصلح سيفه وينعى ليشحذ همة سيفه وهمم من معه وهم نيف وسبعون رجلا وقافلة من نساء واطفال لاحقاق الحق ومقارعة الباطل وتحقيق عدالة السماء على الارض
امامنا الحجة بأبي هو وامي قد نزل بارص المعركة واصلح سيفه وشحذ همم امته منذ فترة طويلة وهو يتطلع الى ٣١٣ رجلا بينهم خمسين امراة ليقوم بملحمته الكبرى ولكن هل مجيب؟ هل من اصحاب كاصحاب الحسين ينصرونه تلك النصرة التي تحقق عدالة الله على الارض في ذلك اليوم الموعود؟