بعض الأطفال الخدج يتعرضون أحيانا لخطر الإصابة بتلف الدماغ (غيتي)فكرت المهدي
2/10/2021
يتعرض بعض الأطفال الخدج أحيانا لخطر الإصابة بتلف الدماغ، ومؤخرا أعلن باحثون في مشروع عمل مشترك بين جامعة فيينا الطبية (The Medical University of Vienna) وجامعة فيينا (The University of Vienna) أنهم تمكنوا من تحديد أهداف محتملة لاستخدامها في العلاج المبكر للتلف الدماغي عند الخدج، التي تستهدف على نحو رئيسي أمعاء الأطفال الخدج.
وفي الدراسة -التي نشرت نتائجها في دورية "سِل هوست آند ميكروب" (Cell Host & Microbe)- وجد فريق البحث أن نمو الجهاز الهضمي المترافق مع فرط نمو بكتيريا "كليبسيلا" (klebsiella) يرتبط بزيادة ملاحظة في خلايا مناعية معينة، إضافة إلى تطور أضرار عصبية لدى الأطفال الخدج.
التطور المبكر للأمعاء يرتبط ارتباطا وثيقا بتطور كل من الدماغ والجهاز المناعي (غيتي)
محور: الأمعاء، المناعة، الدماغ
يرتبط التطور المبكر للأمعاء ارتباطا وثيقا بتطور كل من الدماغ والجهاز المناعي، وهو ما سمّاه الباحثون "محور الأمعاء والمناعة والدماغ"، إذ تتفاعل البكتيريا الموجودة في الأمعاء مع جهاز المناعة، الذي بدوره يراقب ميكروبات الأمعاء ويطور الاستجابات المناسبة لها، كما تتصل القناة الهضمية بالدماغ عبر كل من العصب المبهم وجهاز المناعة.
ووفق تقرير نشر على موقع "ساينس ديلي" (Science Daily)، فقد ركز الباحثون في دراستهم على معرفة الدور الذي يلعبه هذا المحور في نمو الدماغ عند الخدج حديثي الولادة، حيث تكون الكائنات الحية الدقيقة في ميكروبيوم الأمعاء (وهو مجموعة حيوية مكونة من مئات الأنواع من البكتيريا والفطريات والفيروسات والميكروبات الأخرى) في حالة توازن لدى الأشخاص الأصحاء.
أما عند الأطفال الخدج، الذين لم يكتمل تطور جهازهم المناعي والميكروبيوم أيضا؛ فمن المحتمل أن تحدث طفرات قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدماغ.
الفريق فحص الميكروبيوم باستخدام تسلسل الجين (غيتي)
دراسة شاملة لتطور الخدج
ووفق البيان الصحفي الذي نشرته جامعة فيينا على موقعها الرسمي بتاريخ الثالث من سبتمبر/أيلول الماضي؛ فقد صرح عالم الأحياء الدقيقة ورئيس مجموعة البحث في مركز علم الأحياء الدقيقة والبيئة في الجامعة ديفيد بيري بأن "هذه الأنماط تظهر غالبا قبل حدوث تغييرات في الدماغ، وهذا يشير إلى نافذة زمنية حرجة قد نتمكن خلالها من منع تلف دماغ الأطفال الخدج أو الحد من تطوره أوحتى تجنبه".
وعلى مدار أشهر عدة، راقب الباحثون مجموعة مكونة من 60 طفلا خديجا كانوا ولدوا قبل 28 أسبوعا من الحمل، وفي وزن أقل من كيلوغرام واحد.
وفحص الفريق الميكروبيوم باستخدام تسلسل الجين "16إس آر آر إن إيه" (16SrRNA)، كما قام الباحثون بتحليل عينات الدم والبراز وتسجيلات موجات الدماغ وصور الرنين المغناطيسي لأدمغة الأطفال. ويعرف الجين "16إس آر آر إن إيه" بأنه تسلسل الحمض النووي المقابل للبكتيريا المشفرة للحمض النووي الريبوزي الموجود في جينوم جميع البكتيريا.
النمو المفرط لبكتيريا كليبسيلا والمستويات المرتفعة من الخلايا التائية يؤديان في النهاية إلى تلف الدماغ (غيتي)
وقال لوكاس فيسجريل اختصاصي حديثي الولادة من قسم طب الخدج وطب العناية المركزة للأطفال وطب الأطفال العصبي في البيان إن "بياناتنا تظهر أن النمو المفرط لبكتيريا كليبسيلا وما يرتبط بها من مستويات مرتفعة من الخلايا التائية يمكن أن يؤدي -على ما يبدو- إلى تفاقم تلف الدماغ".
وأضاف "لقد تمكنا من تعقب هذه الأنماط عند مجموعة محددة جدا من الأطفال حديثي الولادة، واكتشفنا لأول مرة كيفية تطور ميكروبيوم الأمعاء والجهاز المناعي والدماغ وكيفية تفاعلها في هذه العملية الدقيقة".
ونظرا لأن فهم آلية تطور المهارات الحركية والمعرفية للأطفال يتطلب مراقبة نمو الأطفال على مدى عدة سنوات، فإن الباحثون يسعون حاليا إلى الاستمرار في متابعة مجموعة الأطفال الخدج لفهم كيفية حدوث هذا التطور المبكر جدا لمحور الأمعاء والمناعة والدماغ على المدى الطويل.