تزايد سرعة دوران الأرض يهدد أجهزة التكنولوجيا
أكملت الأرض دورة كاملة حول نفسها في 29 يونيو/حزيران الماضي في 1.59 مللي ثانية أقصر من 24 ساعة، وهو رقم قياسي جديد لأقصر يوم مسجل.
وكادت الكرة الأرضية أن تحطم هذا الشهر أيضاً الرقم القياسي مرة أخرى، حيث سجلت في 26 يوليو/تموز الجاري دورة حول نفسها أقل من 24 ساعة بمقدار 1.50 مللي ثانية.
وتزداد سرعة الأرض في الآونة الأخيرة، إذ شهدت في عام 2020، أقصر شهر تم قياسه على الإطلاق، منذ الستينيات.
وقد سجلت في ذلك العام الرقم القياسي السابق لأقصر يوم والذي بلغ 1.47 مللي ثانية أقل من 24 ساعة.
وفي العام 2021، استمرت الأرض في الدوران بمعدل متزايد على الرغم من عدم تحطيم أرقام قياسية جديدة، بحسب موقع "إذاعة مونت كارلو الدولية".
ولكن لدى مراقبة هذا الأمر على المدى البعيد، يظهر لنا أن دوران الأرض يتباطأ. ففي كل قرن، تستغرق الأرض بضع أجزاء من الألف من الثانية أكثر لإكمال دورة واحدة.
ولا يعرف العلماء أسباب هذه الظاهرة بشكل حاسم، لكنهم يرجحون أنها عائدة إلى عمليات في الطبقات الداخلية أو الخارجية من باطن الكوكب أو المحيطات أو المد والجزر أو حتى التغيرات في المناخ.
وإذا استمرت الأرض في الدوران بمعدل متزايد، فقد يؤدي ذلك إلى إدخال الثانية الكبيسة السلبية، من أجل الحفاظ على المعدل الذي تدور فيه الأرض حول الشمس متسقا مع قياس الساعات الذرية.
ومع ذلك، فإن الثانية السلبية من المحتمل أن تخلق مشاكل لأنظمة تكنولوجيا المعلومات، فقد نشرت Meta مؤخرًا مدونة ذكرت فيها أن إضافة الثانية الكبيسة هي خطوة "محفوفة بالمخاطر تضر أكثر مما تنفع".
وأرجعت ذلك إلى أن الساعة ستقفز حينها من 23:59:59 إلى 23:59:60 قبل إعادة العد إلى 00:00:00. ومثل هذا الوقت يؤدي إلى تعطل البرامج أو إتلاف البيانات بسبب الطوابع الزمنية على تخزين البيانات.
يذكر أن التوقيت العالمي المتناسق وهو معيار الوقت الأساسي الذي ينظم العالم من خلاله الساعات والوقت، قد تم تحديثه بثانية كبيسة 27 مرة لغاية الآن، كان آخرها عام 2016.
واليوم الأرضي هو الزمن الذي تستغرقه الأرض للدوران حول نفسها دورة كاملة، إلا أن قوى الجذب بين الأرض والقمر تلعب دورًا في الأمر.
وطول اليوم على كوكب الأرض والمعروف بأنه 24 ساعة، ليس ثابتًا، بل يزيد بمعدل طفيف للغاية، بمقدار 1.8 مللي ثانية كل قرن، نتيجة تباطؤ ضعيف للغاية في سرعة دوران الأرض حول نفسها.
و"المللي ثانية" جزء من الألف من الثانية، ووفقًا لهذا المعدل فإن اليوم الأرضي يحتاج إلى نحو 3.3 مليون سنة ليزيد بمقدار دقيقة واحدة. ودوران الأرض حول نفسها يصبح أكثر بطئًا عندما يبتعد القمر عنها، حيث يبتعد القمر عن الأرض بمعدل 3.8 سنتيمتر كل عام.