اختيار الوقت المناسب لمناقشة مشكلة هو السبيل نحو إيجاد حل أسرع وأسهل (شترستوك)
يتشاجر الآباء والأبناء كثيرا، ولا تمر خلافاتهم سريعا أو بهدوء، بل يلزمها تدخل، وطرف ثالث، لاستعادة الأجواء المسالمة في البيت، ودعم طرفي النزاع، ثم التوسط لإقامة مجلس صلح. من سيقوم بذلك الدور سواك؟ لا أحد، لذلك إليك بعض المهارات المُعينة على حل ذلك الخلاف:
- لا تفزعي
قد يمتد الشجار بين الوالد وابنه المراهق إلى حد لا يطاق، ويتطور إلى كلمات وألفاظ لا تودين سماعها بين من تحبين، لكن عليك أن تكوني حكيمة وتقومي بدور إيجابي، فتستمعين لابنك وتطمئنينه وتحتوين غضبه وتهدئين عواطفه، وتفهمينه أنه محبوب في البيت.
أظهري له الحب وأشعريه أنك مهتمة به وبسلامته العاطفية والنفسية، ومن شأن ذلك أن يساعدك في السيطرة على الموقف، واستعادة الهدوء في البيت.
- لا تهاجمي زوجك
تجنبي المواجهة والنقاش مع زوجك، واسعي إلى التأثير عليه وليس إلى إجباره على التغيير، ولا تنسي أن زوجك يحب ابنكما مثلك تماما، وقلق بشأن مستقبله وسلامته، وحريص على مصلحته.
استغلي ذلك الحب والحرص في نقاشك مع زوجك، وابدئي بتأكيد مدى تقديرك لاهتمامه الواضح بمصلحة ابنكما، وأثني على دوره، لأن كثيرا من الآباء لا يتلقون الشكر على جهودهم.
بعد هذه المقدمة الإيجابية، يمكنك تنبيه زوجك على أن طريقة نقده لابنكما تؤدي لنتيجة عكسية، وقد تضر بثقته بنفسه وبعلاقته مع الأسرة بشكل عام.
من المفيد دعوة زوجك إلى التفكير معا في طريقة أفضل للوصول للهدف المنشود في توجيه ابنكما دون أن يشعر بالإساءة وقلة التقدير.
- انقلي وجهات النظر بإيجابية
ضعي نفسك محل زوجك، وحاولي نقل تجاربه وخبراته وقصته الكاملة التي دفعته لاتباع أسلوب معين في التربية، وكيف يمكن لابنك المساعدة في تغيير ذلك الأسلوب، بتحسين سلوكه أمام والده.
يحتاج الابن لفهم دوافع سلوك والده معه، وفهم وجهة نظره، والأسباب الكامنة وراء أفعاله.
ساعدي ابنك في التأكد من مظاهر حب والده له، وفي التغاضي عن المواقف التي يراها مسيئة، وساعديه على تجهيز ردود مناسبة وعبارات ملائمة للتعليق على سلوكيات ومواقف والده، واستنكار ما يراه غير مناسب منها مثل الضرب أو الإساءات اللفظية.
الابن يحتاج لفهم دوافع سلوك والده معه وفهم وجهة نظره (شترستوك)
- لا تفضلي ابنك على زوجك
يشعر ابنك بانحيازك نحوه حتى لو لم تقولي ذلك صراحة، ويؤثر اختلاف الوالدين على طريقة التربية، وقد يدفع الابن إلى الشعور بالقلق والارتباك، وأحيانا قد ينجح في شغلكما بالخلاف بينكما بدلا من مناقشة سلوكه والاهتمام به.
وتشير الأبحاث كذلك إلى أن الأبناء الذين يحب آباؤهم بعضهم بعضا لديهم نموذج، ليس فقط لشكل العلاقة، ولكن أيضا لكيفية معاملة الناس لبعضهم بعضا، كما يكونون أكثر سعادة وأمانا من أولئك الذين نشؤوا في بيئة بلا حب.
وكشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2014 على 40 ألف أسرة في بريطانيا أن المراهقين يكونون أسعد بشكل عام عندما تكون أمهاتهم سعيدات بعلاقاتهن مع آبائهم.
- خففي توتر علاقتك الزوجية
من الممكن أن تكون ظروف العمل هي سبب المزاج السيئ لزوجك تجاه ابنكما، أو ربما ضغوط مادية لم يبح بها، لكن التوتر في علاقتكما الزوجية قد يكون هو الآخر سببا.
أشارت دراسة منشورة بمجلة "علم نفس الأسرة" إلى أن الشجار بين الزوجين يؤثر على علاقة الوالدين بالأبناء.
ومن المثير للاهتمام، أن هذا التأثير لا يدوم طويلا عند الأمهات، ولا يسمحن للخلافات الزوجية بالتأثير سلبا على علاقتهن بأطفالهن؛ على عكس الآباء، الذين قد يمتد توترهم لأيام، ويفقدون قدرتهم على التواصل الفعال مع أبنائهم.
- الهدف ليس الاعتذار
اسألي ابنك عما يتوقعه من النقاش بعد الشجار مع والده، هل يتوقع اعتذارا؟ أم يتوقع قرارا؟ أم برهانا على الحب؟ ناقشي أهدافه وتوقعاته من النقاش مع الأب، وساعديه على جعلها واقعية.
انصحي ابنك بالنظر إلى تصرفات ومواقف أبيه بإيجابية وتفسيرها بحسن ظن، ووجهيه إلى التفكير في الأهداف الكبرى التي يسعى إليها والده من وراء نقاشاته معه، وأفهميه أنه من المهم جدا الحفاظ على ترابط الأسرة وعلى علاقة الود والاحترام بين الأب وابنه.
- لا تستمري في دورك
تجنبي الاستمرار في القيام بدور حلقة الوصل بين زوجك وابنك؛ فبينما يمكنك التعاطف مع ابنك ودعمه، يجب عليك أيضا تشجيعه على نقل مخاوفه وحزنه مباشرة إلى والده، ليخبره بها إذا انتقده الأب عند النقاش.
علمي ابنك التعبير عن مشاعره وحبه لأبيه وتقديره له ولقلقه على مستقبله، وعلميه كيف يشرح له مواقفه ويبين له إيجابية الأعمال والأنشطة التي يرى الأب أنها مضيعة للوقت.
من المفيد أيضا أن يتعلم الابن إبلاغ مواقفه لأبيه بكل احترام ويفهمه أن بعض تصرفاته (الأب) يعتبر الولد أنها ربما تكون إهانة له.
- اختاري الوقت المناسب
اختيار الوقت المناسب لمناقشة مشكلة هو السبيل نحو إيجاد حل أسرع وأسهل؛ لذا تأكدي من أن زوجك على استعداد لتقبل شكوى الابن.
ولا يمكنكِ التأكد من ذلك عن طريق سؤال زوجك مباشرة، لكن بمتابعته والنظر في الظروف المحيطة به هل هي ملائمة لفتح النقاش أم لا، إذ من المرجح أن تسببي ضغطا إضافيا عليه دون قصد، ويشعر بأنك قاسية عليه.