عنوان المقالة: بعض ابتلاءات الثقافة المهدوية
الكاتب: السيد أحمد الاشكوري
المقالة:
أزمة الخطاب المهدوي:
إن الخطاب عند بعض أتباع مدرسة آل البيت (عليهم السلام) كان خطاباً غير مسؤول، وغير موفق، أي أنّ صاحب الخطاب لا يعمل على الدفع بخطابه نحو رواية موفقة، بل إن خطابه يموّه على السامعين بخصوص أن أمر الظهور المقدس قريب أو أنه بات أمراً قريباً، فهي آفة كبيرة، وهي آفة التوقيت، والمنهي عنها على لسان أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
إن مثل هذا الخطاب لا شك خطاب غير علمي لا يستند إلى علم، غناك عن المعرفة.
إن مثل هؤلاء الخطباء لم يقدّروا الإمام (عجّل الله فرجه) حق قدره، وعلى ضوء عدم تقديرهم لهذا المصلح المرتجى (عجّل الله فرجه) بهذه الطريقة سينتهي بنا الحال حتماً إلى مشاكل شنيعة وفظيعة.
أزمة التعريف أو أزمة التطبيق:
حيث يسعى البعض من الذين يوجهون الخطاب المهدي - كما يدّعون - فيقولون إن فلاناً هو الخراساني أو أنّ فلاناً هو اليماني أو غير ذلك. وأنّ كلّ ذلك تخرصاً منهم ولا يتبع أي نهج علمي.
وترى وعلى نفس السياق أن يأتي شخص آخر ويسعى في تقريب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلى بعض المصلحين في هذا الزمان، أو الأزمنة الغابرة. ومن ذلك أن يذكر نموذجاً فيساوي بينه وبين الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وبذلك فإنّه يساوي بين المصلح السماوي المنصوب من قبل الله تعالى وبين المصلح البشري - أيَّ مصلح - وأنه يخلط بين خطوات الطريق الإلهي وبين خطوات الخط الإنساني.
وثمة فرق جلي وواضح بين هذين الطريقين، وهذين المصلحين، وأنّه ولا شك فإن المصلح البشري مهما أتانا بالطيب لكنّه يبقى بشرياً محكوماً بالمقدرات البشرية الصرفة، أمّا المصلح السماوي سواء أكان الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو أولياءه مع أنهم من البشر، لكنهم مدعومون ومسنودون من قبل السماء.
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ومنطق السيف:
يعمد بعض الذين يتولون الخطاب باسم القضية المهدوية وعلى أساس علمي - كما يزعمون - إلى القول بأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إذا ظهر فإنّ سلاحه هو السيف، الأمر الذي يسبب تنفيراً للناس من هذه القضية الإسلامية المركزية الأصيلة، وهو أمر مرفوض رفضاً باتاً لأن لدينا دليلاً معتبراً على أن الإمام يتَّكئ على منطق العقل ومنطق العلم، فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - بهويته البشرية - ليست هويته العصا، وليست هويته السيف، إنّما هوية الإمام (عجّل الله فرجه) العقل والحجة والعلم ﴿ادْعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ المَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ هذا الخطاب الذي وجه من قبل السماء لدعاة السماء.
إن أي مقدس - مهما كان عنوانه - يسعى لأن يقرّب الفكر السماوي بواسطة السيف والعصا فإنّه قد انحرف عن جادة الحق، جادة الصواب، جادة السماء.
وأن كل مجتمع يبتلى بمثل هذه الآلية المرفوضة فهو يحمل معه دليل انحطاطه، وأن المجتمع ليرقى بمستوى التفاهم والعلم والعقل لا بمستوى العصا والتخويف والتضعيف للآخر.
آفة الاختراق:
إن هناك تجاوزاً على الدين باسم القضية المهدوية، وذلك متأتٍّ من بعض الناس الذين يفهمون جزءاً من الدين وليس كل الدين، أي أنه يحفظ شيئاً وقد غابت عنه أشياء، ومثل هذا الشخص محال أن يصل إلى طريق السداد أو أن يصيبه.
إن مشكلة الكثير من متلقي الخطاب هي السذاجة، تلك السذاجة التي تسهل اختراقهم وخاصة في مثل هذه القضية - قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - نحن الآن نخترق فكرياً، نخترق دينياً، والواقع أننا نحن الذين نسمح بهذا الاختراق، وقد نأخذ أية كلمة يقولها جهلة أو مدّعون، نأخذها رأس مال ونطبّل لها ونزمّر، ونكون لما يقوله المدّعي دعاة، ننشر ثقافته الباطلة، ومن حيث لا نشعر.
فلماذا نأذن بنشر مثل هذه الثقافات بيننا؟ ولماذا نسمح أن نكون جزءاً من الضريبة؟ ألا ينبغي أن يكون لنا موقف غير هذا تجاه هذا الصدع، لنمنع مثل هذا الانحراف والاختراق، لمثل هذه القضية المساوية التي أراد لها ديّان الدين أن تكون نهاية رسالته الخاتمة؟
إنّ كيفية التعريف بالإمام أو تعريف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) للناس له المدخلية في تسويق القضية المهدوية لإخراجها من - جوِّها المحلي - ونشرها على المستوى العالمي والحالة العالمية، بل ولأقصى ناحية في العالم.
إنه لابّد لنا من الالتفات والتنبه إلى أن العقل البشري مهما بالغ في نبوغه وعقله وذكائه ودهائه فهو عاجز أن يعرف مكنون الإمام المعصوم (عليه السلام).
ولكن على الإنسان أن يعرف جاهداً ما يمكنه أن يلمسه بحسب إدراكه، ليعرفه، ويمكنه العمل به تجاه هذه القضية وقائدها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، جعلنا الله من الممهدين لمقدمه الشريف.
#صاحب_الزمان #الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #أبا_صالح #الإمام_المهدي
#مركز_الدراسات_التخصصية_في_ لامام_المهدي عجّل الله فرجه