كيف يكون تساوي اليورو بالدولار سلاحًا ذا حدين؟



لأول مرة منذ 20 عامًا، أصبح الدولار الأمريكي مساويًا لليورو تقريبًا من حيث القيمة، في حين أن هذا قد يبدو جيدًا للدولار، إلا أنه قد يكون سلاحًا ذا حدين، بحسب تحليل موقع Capital البريطاني. وفسر التقرير ذلك بقوله: لماذا يُعد ما حدث سلاحًا ذا حدين؟ إذا أصبح الدولار قويًّا للغاية، فقد يضر الأعمال التجارية للشركات الأمريكية لأن سلعها قد تصبح أغلى ثمنًا بالنسبة للمشترين الأجانب، وإذا انخفضت مبيعات الصادرات الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تباطؤ الاقتصاد الأمريكي المتعثر بالفعل.
وتابع: من ناحية أخرى، فإنه في مجال السياحة يساعد الدولار القوي الأمريكيين الذين يسافرون في أوروبا، مما يمنحهم المزيد من القوة الشرائية. ويقترب اليورو من التكافؤ مع الدولار منذ منتصف عام 2021، وتشير توقعات المحللين إلى أنه عندما يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر الفائدة مجددًا، فإن ذلك سيجعل الدولار أقوى. وكان مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في Moody’s Analytics، قد قدر زيادة بنسبة 10% في الدولار خلال العام الماضي مقابل العملات الأجنبية، وقال حينها: أخطأت الإدارة الأمريكية في قراءة التهديد بالتضخم.
لماذا الدولار الأمريكي قوي في الوقت الحالي؟
وقال زاندي: بشكل عام كان اليورو أعلى من الدولار، لكن كان هناك ضعف ملحوظ وأصبح اليورو الآن أكثر عرضة للخطر بسبب الصراع الروسي الأوكراني، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي وأسعار المنتجات الزراعية.
ماذا يعني علو قيمة الدولار للمسافرين الأمريكيين؟
قال زاندي: يبدو أن الذهاب إلى أوروبا أصبح أرخص للأمريكيين مقارنة بالصيف الماضي، يساعد ذلك في تعويض تكلفة السفر بالطائرة وأسعار الغرف الفندقية بحوالي 10 إلى 20%، والعكس هو الصحيح بالنسبة للمسافرين الأوروبيين المتجهين إلى أمريكا، فحاليًّا تبدو الولايات المتحدة باهظة الثمن بشكل لا يصدق بالنسبة للأوروبيين مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ماذا يعني ارتفاع الدولار للواردات والصادرات؟
في حين أن الدولار القوي قد يساعد المستهلكين الأمريكيين على شراء المزيد من السلع المستوردة، إلا أنه ليس جيدًا للصادرات، فإذا كنت مستوردًا، فإن قوة الدولار أمر جيد، لكنه أمر سيئ على مستوى العالم مثل في أوروبا، أو في المملكة المتحدة وأستراليا وحتى كندا، حيث بات يجب عليهم الدفع بشكل أزيد مقابل نفس السلع الأمريكية، وهذا يضيف المزيد إلى مشاكل التضخم العالمية. ومن المتوقع أن تستمر قوة الدولار مقابل اليورو لمدة عام أو عامين.