قصيدة ( بغداد ) التي غنتها ام كلثوم للعراق ،،،!رحم الله الايام الجميلة
مقدمة هذه الانشودة كانت ( تزيّن ) راديو بغداد قبل الاخبار ،،، هل تذكرونها أحبتي ،،،،!
غنّت سيدة الغناء العربي أم كلثوم قصيدة ( بغداد يا قلعة الاسود ) في 30 تموز من عام 1958 لتهنئة الشعب العراقي بثورة 14 تموز ،، وخلف هذه القصيدة قصة طريفة قبل تلحينها واذاعتها يقول الاعلامي الراحل مجدي الحكيم في احدىٰ لقاءاته قال : بعد قيام ثورة 14 تموز في العراق
وكبادرة تحية ومجاملة لثورة تموز وشعب العراق ،، ارتأت القيادة المصرية ان تقدم ام كلثوم تحية لشعب العراق بهذه المناسبة ،، اتصلت الاذاعة المصرية بأم كلثوم ،وأصرّت ان صوتها لن ( يطلع ) إلّا في اغنية ،، ومع اصرار الاذاعة عليها قالت : سوف أحضر الىٰ الاذاعة وأرىٰ هذا الكلام ،، جاءت ام كلثوم الىٰ الاذاعة وأعطيناها الاوراق المدونة فيها التحية ،، ( والكلام للاعلامي مجدي الحكيم ) والتي ستقرأ منها التحية والتي تبدأ ،، ( يا شعب العراق ،،، يالشعب العريق )فقالت لهم ام كلثوم : وكيف اقرأ هذه الكلمات ،، فقاموا بإحضار بعض المذيعين لها ،، وقرأوا لها الكلمة فقالت لهم : ( قولوه انتو بقىٰ ) فقالوا لها : ما هو الحل ،،؟؟ قالت ام كلثوم : خدوا هذه الاوراق وأذهبوا بها الىٰ الشاعر محمود حسن اسماعيل وهو يكتب قصيدة وأنا أغنيها ،، المشكلة هنا التي قابلتهم ،، هي كيف سيقابلون محمود حسن اسماعيل ،،،وهو مانع اي شخص من زيارته في البيت ،، فالعلاقة معه كانت تنتهي خارج المكتب ،، وفي مهمة مثل هذه ،، ذهب اليه مجدي الحكيم ،، ،، وقال له : ان ام كلثوم هي من أرسلتني اليك ،، فكتب محمود حسن اسماعيل قصيدة ( بغداد يا قلعة الاسود )،،، هنا قالت ام كلثوم : هذه القصيدة لن يلحنها غير رياض السنباطي ولا تخبروه بأني من سيقوم بغنائها ،، وكانت ام كلثوم في ذلك الوقت علىٰ خلاف مع السنباطي ،،، وبالفعل ذهب الاعلامي مجدي الحكيم الىٰ السنباطي وأعطاه القصيدة ،، وبعد ان لحن القصيدة السنباطي ،، سأله الحكيم : من أنسب صوت يؤدي هذه القصيدة ،،؟؟ وطرح السنباطي بعض الاسماء من الفنانات العربيات ،، فردّ عليه الحكيم قائلاً : يعني تهنئة من مصر لبغداد وتغنيها مغنية غير مصرية ،،، ازاي ده ،،؟؟ ،، قال الحكيم للسنباطي : ما رأيك في ام كلثوم ،،؟؟ ،، قال السنباطي للحكيم : الاسم ده متقولوش ،، وخذّ اوراقك وإمشي من هنا ،، اتصل الاعلامي مجدي الحكيم بمكتب الرئيس جمال عبد الناصر وأخبرهم بالقصة وأعطاهم رقم تليفون السنباطي ليتصلوا به ،، وبالفعل اتصلوا به وبعدما ردّ السنباطي علىٰ التليفون ،، وجد الرئيس عبد الناصر هو من يكلمه بنفسه ،، هنا تغيرت نبرة صوت السنباطي ووافق ان تغني ام كلثوم القصيدة ولكن وضع شرط وهو ان ام كلثوم لا تكلمه ولا تلقي عليه السلام ،، وتم له ما أراد ،، وانتهىٰ من تسجيل الاغنية من اول مرّة ،، ونجحت الاغنية نجاحاً ساحقاً ،، وهنا كلمات الاغنية ،، القصيدة ،، الانشودة ،،
بغداد
بغداد يا قلعة الاسودِ
يا كعبة المجد والخلودِ
يا جبهة الشمس للوجودِ
سمعت في فجرك الوليدِ
توهج النار في القيودِ
وبيرق النصر من جديدِ
يعود في ساحة الرشيدِ
بغداد يا قلعة الاسودِ
زأرتِ في حالك الظلامِ
وقمتِ مشدودة الزمامِ
للنور للبعث للامامِ
لبأسك الظافر العتيدِ
ومجدك الخالد التليدِ
عصفت بالنار والحديدِ
وعدت للنور من جديدِ
بغداد يا قلعة الاسودِ
يا عرباً دوخوا الليالي
وحطموا صخرة المحالِ
ضمّوا علىٰ شعلة النضالِ
مواكب البعث والصعودِ
لقمة النصر في الوجودِ
عودوا لايامكم وعودي
كالفجر في زحفك الجديدِ
بغداد يا قلعة الاسودٍ
قد آذن الله في علاه
ان ينهض الشرق من كراه
ويرحل الليل عن سماه
وتسطع الشمس من جديدِ