كشف مدير عام دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة العراقية عيسى الفياض، عن استعداد بلاده للتعاون مع الدول المجاورة لإزالة الألغام على الشريط الحدودي، فيما أكدت الأمم المتحدة ان المتفجرات التي ألقيت على العراق تقدر بحوالي 50 مليون قطعة لم ينفجر معظمها خلال الحروب المتواصلة على العراق.
شبکة
بولتن الأخباریة: كشف مدير عام دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة العراقية عيسى الفياض، عن استعداد بلاده للتعاون مع الدول المجاورة لإزالة الألغام على الشريط الحدودي، فيما أكدت الأمم المتحدة ان المتفجرات التي ألقيت على العراق تقدر بحوالي 50 مليون قطعة لم ينفجر معظمها خلال الحروب المتواصلة على العراق.
وقال الفياض، لوكالة إنباء فارس، إن جميع الجهات الرسمية والمدنية العراقية والدولية لا تمتلك قاعدة بيانات دقيقة بالنسبة لعدد الألغام في العراق، وبين ان الفترة الماضية شهدت بطئاً في تنفيذ إعمال إزالة الألغام في المناطق الملوثة بالألغام، مؤكدا ان الفترة القادمة ستشهد توسيعا في عمل المنظمات العاملة والمانحة من اجل انجاز العمل بشكل سريع.
وأشار إلى إن الجهات المعنية تعمل على خطة إستراتيجية تختص بانتشال الألغام من الأراضي العراقية، قائلا: إن فرق عمل تطهير الأراضي من الألغام في العراق تعمل بشكل تنسيقي مع جميع الجهات التنفيذية من القطاع الحكومي والمنظمات الإنسانية، موضحا ان عمل الشركات المحلية في الفترة القادمة اكبر من المنظمات المانحة والداعمة، فيما لفت الى أن محافظات البصرة وميسان وواسط، إضافة إلى محافظة ديالى، هي المناطق المتأثرة بالألغام، مبينا أن نسبة 50% من إجمالي الألغام في محافظة البصرة.
ودخل العراق بسبب سياسات نظام صدام المتخلفة، عدة حروب استمرت لسنوات في العقود الأربعة الأخيرة، كما دخل في معركة غزو الكويت وحرب الخليج الفارسي والحصار، وأخيرا الحرب الأميركية على العراق عام 2003، التي خلفت ملايين الألغام التي تهدد المواطن المدني.
وتعمل منظمات إنسانية مع الأمم المتحدة والجهات التابعة إلى الحكومة العراقية على إزالة الألغام في العراق، إلا ان هذه الفرق تحتاج مزيدا من التنسيق فيما بينها، لغرض تذليل المعوقات التي تواجه تنفيذ اعمال الإزالة لهذه المخلفات.
وأكد المستشار الأقدم لمنظمة "يو اند دي" لشؤون الألغام في العراق، لوكالة انباء فارس ان دور الأمم المتحدة في العراق يقتصر على تقديم النصح والإرشاد إلى الجانب العراقي لغرض إزالة الألغام، مضيفا ان منظمة الأمم المتحدة لا تمتلك رقما حول إحصائية الألغام في العراق، إلا ان وزارة الدفاع العراقية أبلغتنا عن وجود أكثر من 25 إلف لغم في الأراضي العراقية الحدودية.
وتعد "قرية البتران" من ابرز الشواهد على أساس النظام البائد في العراق الذي اتخذ من سمة التعسكر عنوانا لسياسته الهمجية ضد جيرانه، إذ انها استندت هذه المدينة في اسمها إلى كثرة الناس المبتوري الأيدي والأرجل الذين يعيشون فيها. هؤلاء المعاقون أسسوا قريتهم بعيداً عن صخب المدينة.
وأوضح "كنت بوصلن" ان حجم التلوث الحاصل في العراق نتيجة الألغام كبير جدا وخاصة في محافظة البصرة، عازيا ذلك إلى حجم المتفجرات التي ألقيت على العراق، والتي تقدر بحوالي 50 مليون قطعة لم تنفجر جميعها.
وتابع: ان من أهم المعوقات التي تواجه إزالة الألغام في العراق، يعود إلى نقص التعاون المشترك بين المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والقوات الأمنية في العمل التنسيقي المشترك، إضافة إلى قلة التعاون في المركز وتوزيع المسؤوليات بين الجانب الحكومية في ما بينها.
وتعتبر محافظة البصرة جنوبي العراق، من أكثر مناطق العراق تلوثاً بالألغام والمقذوفات الحربية غير المنفلقة، حيث يقدر عدد الألغام فيها إلى أكثر من مليونين و600 ألف لغم أرضي مضاد للأفراد والآليات، ويعود تلوث الجانب الغربي من المحافظة إلى غزو الكويت الذي جاء سنة 1991، في حين زرع النظام السابق للعراق عام 1980 خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية، كميات هائلة من الألغام والمقذوفات، المتركزة في أقضية الفاو والقرنة وشط العرب، فضلا عن وجود مناطق كبرى مغلقة بالكامل من جراء حقول الألغام فيها.
وتشير الإحصائيات إلى إن الحرب الأخيرة التي جرت سنة 2003 في العراق خلفت ألغاما أخرى تضاف الى أرضية المقذوفات القديمة غير المنفلقة.
وبدوره، أوضح مدير الدفاع المدني في البصرة العميد رعد سلمان مجيد، ان الحروب المتعاقبة على العراق بشكل عام، وخاصة في مدينة البصرة خلفت ورائها العديد من المخلفات الحربية التي تحتاج إلى إزالة من التربة العراقية، مبينا إان مديرية الدفاع المدني تعمل بشكل تنسيقي مع جميع القيادات الأمنية والرقابية على رفع هذه الألغام من المحافظة، مؤكدا حاجة البصرة الى سنوات عدة لرفع الألغام والمخلفات الحربية في الجانب الشرقي والغربي منها.
ولفت سلمان، لوكالة انباء فارس، الى ان الحقول النفطية تعرضت الى حالات زرع الألغام لسنوات طويلة، الأمر الذي خلف العديد من المعدات الحربية المنفلقة وغير المنفلقة، والتي تحتاج بدورها إلى أزاله من هذه المناطق الاقتصادية المهمة، مشيرا الى ان الدفاع المدني في البصرة طهر 300 بئر نفطي وإعادتها إلى الخدمة.