⚘️ *ما هو الشي الذي ليس لله* ؟
*وليس عند الله* ؟
*و لايعلمه الله* ؟
*جاء نفر من النصارى مع راهبهم إلى مسجد النبي (صلى الله عليه واله) في المدينة وكانوا يحملون معهم قطعاً من الذهب والنفائس ، فاتجه الراهب إلى جماعة كان أبو بكر بينهم وقال : أيكم خليفة النبي (صلى الله عليه واله) وأمين دينه ؟ فأشار الحضور إلى أبي بكر* .
*فالتفت الراهب إلى أبي بكر وقال ما أسمك *؟
*فقال أبو بكر : إسمي ( عتيق*) .
*فقال الراهب : وما إسمك الآخر ؟*
*فقال أبو بكر : اسمي الآخر : ابو بكر*
*فقال الراهب : وهل لك اسم آخر ؟*
*فقال أبو بكر : كلا *.
*فقال الراهب: إذن إني لم أقصدك أنت فهنالك شخص آخر* .
*فقال أبو بكر : ماذا تعني* ؟
*فقال الراهب : لقد جئت مع هذه الجماعة من الروم ونحمل معنا الأموال والذهب والفضة وهدفنا أن نسأ ل خليفة المسلمين بعض الأسئلة فإن أجاب عليها جواباً صحيحاً فإننا سنعتنق الإسلام ونطيع الأوامر ونسلم له ما أتينا به من الأموال لتوزع بين المسلمين ، وأن لم يستطع الخليفة أن يجيب على أسئلتنا فإننا سنرجع إلى بلدنا* .
*فقال أبو بكر : إسأل *!
*فقال الراهب : يجب أن تعطيني الحرية والأمان في التكلم .*
*فقال أبو بكر : لك ذلك فاسأل *.
*فقال الراهب : أخبرني ما هو الشيء الذي *:
*ليس لله *؟
*وليس عند الله *؟
*ولا يعلمه الله *؟
*فتحيّر أبو بكر وقال لأصحابه بعد مكثٍ طويل : عليَّ بعمر *.
*فأخبروا عمراً فحضر المجلس *، *فالتفت إليه الراهب وطرح عليه أسألته ولكنه عجز عن الإجابة ، ثم أخبروا عثمان فجاء إلى المسجد *فسأله الراهب ولكنه أخفق عن الإجابة أيضاً ، وأخذ الناس يتمتمون ويقولون : إن الله يعلم كل شيء وله كل شيء فما هذه الأسئلة الغريبة *.
*فقال الراهب : أنّ هؤلاء الشيوخ رجال كبار ولكنهم وللأسف اغتروا بأنفسهم ، وعزم على الرجوع إلى وطنه *.
*فهرع سلمان إلى الإمام علي (عليه السلام) وأخبره بالأمر وتوسل إليه أن يُسرع ليحل هذه المسألة المهمة *.
*فذهب الإمام علي (عليه السلام) مع ولديه الحسن والحسين إلى المسجد ففرح المسلمون بقدومهم وكبروا وقاموا من مكانهم احتراماً لهم* .
*فقال أبو بكر للراهب : لقد حضر من كنت تطلب ، فاسأل ما شئت أن تسأل . فالتفت الراهب إلى الإمام علي (عليه السلام) وقال : ما اسمك *:
*فقال الإمام علي (عليه السلام) *:
*اسمي عند اليهود (أليا) وعند المسيح ( إيليا) وعند أبي (علي) وعند أمي ( حيدرة) *.
*فقال الراهب *:
*وما هي نسبتك مع النبي (صلى الله عليه واله) *؟
*فقال الإمام علي (عليه السلام) *:
*إنه أخي وابن عمي وأنا صهره *.
*فقال الراهب *:
*قسماً بعيسى أنك أنت مقصودي وضالتي . *
*فأخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله وليس عند الله ولا يعلمه الله* ؟!.
*فقال الإمام علي عليه السلام : ما ليس لله فإن الله تعالى أحد ليس له صاحبة ولا ولدا، وأما قو لك : ولا من عند الله ، فليس من الله ظلم لأحد ، وأما قولك لا يعلمه الله، فان الله لا يعلم له شريكاً في الملك *.
*فلما سمع الراهب هذا الجواب أرخى حزامه ووضعه على الأرض ثم ضم الإمام علي (عليه السلام) إلى صدره وقبلّه بين عينيه وقال *:
*اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأشهد أنك وصيه وخليفته وأمين هذه الأمة ومعدن الحكمة ؛ وإسمك في التوراة *( أليا ) ، وفي الإنجيل ( ايليا ) ، وفي القرآن ( علي ) ، وفي كتب الأولين ( حيدرة)، لقد وجدتك* *وصياً للنبي حقاً وأنك لأحق الناس في الجلوس في هذا المجلس؛ فما هي قصتك مع هؤلاء القوم *؟
*فأجاب الإمام علي (عليه السلام) بكلام وجيز ، ثم نهض الراهب وقدّم جميع أمواله إلى الإمام علي (عليه السلام) *.
*فأخذ الإمام علي (عليه السلام) الأموال منه وقسمهاً على فقراء المدينة وهو جالسٌ في ذلك المجلس ورجع الراهب ومرافقوه إلى وطنهم بعد أن اعتنقوا الإسلام .*
.............................................