النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

نوبل الكيمياء عام 1906.. "مواسان" الرجل الذي قتلته اكتشافاته

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 122 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2021
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,114 المواضيع: 948
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 2840
    آخر نشاط: 13/March/2024

    نوبل الكيمياء عام 1906.. "مواسان" الرجل الذي قتلته اكتشافاته

    نوبل الكيمياء عام 1906.. "مواسان" الرجل الذي قتلته اكتشافاته

    Full Transcript

    أمامَ متحفِ اللوفرِ الشهير؛ يقبعُ هرمٌ زجاجيٌّ ضخمٌ يُعتبرُ بمنزلةِ المدخلِ لذلكَ المَعْلم. يصلُ ارتفاعُ الهرمِ إلى نحوِ عشرينَ مترًا وستينَ سنتيمترًا ويتكونُ منْ أكثرَ منْ سِتمئةٍ وسبعينَ قطعةَ زجاجٍ تفصلُها قوائمُ منَ المعدن.
    وقدِ استخدمَ المهندسونَ نوعًا منْ أنواعِ الطلاءِ يتكونُ منْ بوليمراتِ الفلوريد لطلاءِ الإطارِ المعدنيِّ في ذلكَ الهرم، كما استخدمُوه أيضًا لتدعيمِ هيكلِ قوسِ النصرِ في باريس.
    تلكَ المركباتُ تمَّ ابتكارُها بفضلِ اكتشافاتٍ فرنسيةٍ أحدثتْ ثورةً صناعيةً في العالم. قدمَها للبشريةِ العالِمُ "هنري مواسان" أولُ فرنسيٍّ يفوزُ بجائزةِ نوبل حينَ حصلَ عليها في الكيمياءِ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستة تقديرًا لجهودِه في عزلِ الفلور؛ وابتكارِ الفرنِ الكهربائي.
    وحتى الآن؛ وبعدَ أكثرَ منْ مئةٍ وخمسةَ عشَرَ عامًا على فوزِه بالجائزة؛ لا يزالُ ذلكَ العالِمُ الفرنسيُّ يُعتبرُ رائدًا في معظمِ المجالاتِ التي أجرى فيها أبحاثَه. خاصةً معَ القائمةِ الطويلةِ منَ الأساليبِ التكنولوجيةِ الحديثةِ والاكتشافاتِ العلميةِ المهمةِ التي تُعدُّ نتيجةً مباشرةً لعملِه المبتكر. حتى إنَّ بعضَ الجهاتِ قررتْ إنشاءَ جائزةٍ باسمِه "جائزة مواسان" لتحفيزِ البحثِ في مجالِ كيمياءِ الفلور.
    مهدَ الفرنُ الكهربائيُّ الذي ابتكرَه ذلكَ العالِمُ الفرنسيُّ الطريقَ لتحقيقِ اختراقاتٍ في مجالاتِ التعدينِ الكهربائي، وعلمِ الألومنيوم، وصناعاتِ الأسيتيلين وسياناميد الكالسيوم، كما يَدينُ إنتاجُ الأكاسيدِ البلورية، والإنتاجُ الصناعيُّ للسيراميك، وتقنياتُ الحرارياتِ أيضًا إلى حدٍّ كبيرٍ بعملِه المبتكَر. تتضحُ أهميةُ الكربيدات ، كما توقعَ مواسان ، منْ خلالِ الدورِ المهمِّ الذي تؤديهِ المركباتُ في مجموعةٍ واسعةٍ منَ المجالاتِ الإستراتيجية.
    اليوم، لا يزالُ الفلور يتمُّ تصنيعُه كهربيًّا باستخدامِ المبدأِ الذي صاغَه هذا العالِم. والآنَ؛ يُوجدُ أكثرُ منْ ستِّمئةِ ألفِ مركبٍ يحتوي على ذرةٍ واحدةٍ منَ الفلور على الأقل؛ وقدْ سمحتْ كيمياءُ الفلور والمنتجاتُ القائمةُ على الفلور بإحداثِ اختراقاتٍ هائلةٍ في مجموعةٍ متنوعةٍ منَ المجالات، ومن ضمنِها الكيمياءُ العضويةُ وعلمُ الموادِّ والبوليمراتُ والتطبيقاتُ الطبية.
    إذْ يتمُّ استخدامُ الفلورِ العضويِّ وغيرِ العضويِّ في عددٍ منْ عملياتِ تحويلِ الطاقة (على سبيلِ المثالِ في بطارياتِ أيونِ الليثيوم وخلايا الوقودِ والطاقةِ النووية) كما يتمُّ استخدامُ بوليمراتِ الفلوريد مثلَ التفلون، التي تقاومُ التآكلَ بشكلٍ ملحوظ، في تغليفِ المنتجاتِ شديدةِ التفاعُل، وأدواتِ المطبخِ غيرِ اللاصقة، والموادِّ اللازمةِ لزراعةِ القلبِ والأوعيةِ الدموية، والأغشيةِ لخلايا الوقود.
    وتُستخدمُ غازاتُ الفلورِ والفلورايد في الإلكترونياتِ الدقيقةِ ضمنَ عمليةِ إنتاجِ مكوناتِ السيليكون، ويتمُّ استخدامُ الموادِّ الفلوريةِ الخافضةِ للتوترِ السطحيِّ لحمايةِ الأقمشة، والسجادِ، والجلود، وكموادَّ مقاوِمةٍ للحريق؛ كما يتمُّ استخدامُ الجزيئاتِ المفلورةِ في الأدويةِ المثبطةِ للسرطان، ومضاداتِ الالتهاب، والمضاداتِ الحيوية، ومضاداتِ الذهان، أوِ الأدويةِ الخافضةِ للضغط.
    كما يتمُّ استخدامُ الجزيئاتِ التي تحتوي على ذرةٍ واحدةٍ أوْ عدةِ ذراتٍ منَ الفلور كمبيداتِ أعشابٍ أوْ مبيداتِ فطرياتٍ أوْ مبيداتٍ حشريةٍ فعالة؛ وتُستخدمُ أيضًا في التصويرِ المقطعيِّ البوزيتروني للكشفِ عنِ الأورامِ ولتشخيصِ بعضِ أمراضِ الدماغ؛ كألزهايمر.
    باختصار.. أحدثَ "مواسان" ثورةً في كافةِ المجالاتِ حينَ تمكنَ منْ عزلِ الفلور؛ وابتكارِ الفرنِ الكهربائي.
    وُلِدَ "مواسان" في باريس عامَ ألفٍ وثَمانِمئةٍ واثنينِ وخمسين، لكنَّهُ أمضى معظمَ سنواتِ مراهقتِه وحياتِه المهنيةِ المبكرةِ في مدينةِ "مو" حيثُ تدربَ على صنعِ الساعات.
    في عامِ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وسبعين، أجبرتِ الحربُ ضدَّ بروسيا عائلتَه على العودةِ إلى باريس، وانضمَّ إلى الجيشِ لمدةِ عامٍ قبلَ الالتحاقِ بالمدرسةِ العليا للصيدلةِ في باريس.
    في عامِ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وأربعةٍ وثمانينَ بدأَ مواسان التركيزَ فقطْ على عزلِ الفلور، وهوَ هالوجينٌ تمَّ اكتشافُه في السنواتِ الأولى منَ القرنِ التاسعَ عشَرَ بفضلِ أعمالِ أندريه ماري أمبير في فرنسا وهمفري ديفي في إنجلترا. لكن؛ لمْ يتمَّ عزلُ الغازِ قَط، بسببِ تفاعُلِه العنيف.
    حاولتْ عدةُ أجيالٍ منَ الكيميائيينَ عبثًا عزلَ الفلور، لا سيما عنْ طريقِ التحليلِ الكهربائيِّ للفوسفور وفلوريد الزرنيخ، لكنَّ مواسان كانَ مصممًا على إيجادِ طريقة.
    في الثامنِ والعشرينَ منْ يونيو عامَ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وستةٍ وثمانين، وبعدَ عامينِ فقطْ منْ بدايةِ محاولاتِ "مواسان".. نجحَ في عزلِ الفلور.
    وبدايةً من عام ألفٍ وثَمانِمئةٍ وتسعين فصاعدًا، عمِلَ في مهمةٍ أكثرَ تحديًا منْ مهمةِ عزلِ الفلور - وهيَ مهمةُ صناعةِ الماس.
    وبعدَ عامينِ أيضًا منْ بدايةِ البحث؛ تمكنَ "مواسان" منْ صناعةِ الفرنِ الكهربائيِّ وشرحَ في ورقةٍ علميةٍ كيفَ يُمكنُ أنْ تصلَ درجاتُ الحرارةِ بينَ ثلاثةِ آلاف إلى ثلاثةِ آلافٍ وخَمسِمئةِ درجة مئوية.. كانَ ذلكَ أمرًا استثنائيًّا للغايةِ في ذلكَ الوقت
    باستخدامِ ذلكَ الفرن؛ قامَ "مواسان" بتسخينِ مركَّبٍ منَ الحديدِ والسكرِ الكربونيِّ إلى درجةِ حرارةٍ تبلغُ ثلاثةَ آلافِ درجةٍ مئوية، ثمَّ غمرَ بوتقةَ الكربونِ في الماءِ البارد. وهكذا أنشأَ ضغطًا مرتفعًا داخلَ المادةِ الصلبة. وعثرَ مواسان على بلوراتٍ مجهريةٍ لأنواعٍ مختلفةٍ منَ الماسِ في البقايا، وإنْ كانتْ بكمياتٍ قليلةٍ لا تتجاوزُ مليجرامات.
    على الرغمِ منْ أنَّ مواسان لمْ يكنْ قادرًا على تحقيقِ حلمِه تمامًا في هذا المجال، وكانَ بحثُه محلَّ اعتراضٍ منْ قِبلِ بعضِ العلماء، إلا أنَّ أفكارَه كانتْ معَ ذلكَ ذاتَ رؤيةٍ ومهدتِ الطريقَ لتجاربِ الضغطِ العالي التي أدتْ إلى التوليفِ الصناعيِّ للماسِ بعدَ خمسينَ عامًا.
    والآنَ؛ يقدرُ الإنتاجُ العالميُّ السنويُّ للماسِ الاصطناعيِّ بحوالَي خَمسِمئةِ مليون قيراط.
    أحدثَ الفرنُ الكهربائيُّ صفحةً جديدةً كُليًّا في تاريخِ الكيمياء؛ إذْ تسببَ في ابتكارِ عددٍ كبيرٍ منَ الأكاسيد؛ واستُخدمتْ في صناعةِ معادنَ مقاوِمةٍ للصهر؛ ومهدتِ الطريقَ لاكتشافِ عددٍ كبيرٍ منَ الكربيداتِ المعدنية.
    توفيَ مواسان في عشرين فبراير عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ عنْ عمرٍ يناهزُ أربعةً وخمسينَ عامًا بسببِ التهابِ الزائدةِ الدوديةِ الحاد، بعدَ شهرينِ فقطْ منْ حصولِه على جائزةِ نوبل. لا شكَّ أنَّ الفلورَ ومشتقاتِه الغازيةَ شديدةَ السمية، إلى جانبِ أولِ أكسيدِ الكربونِ المنبعثِ منْ فرنِه الكهربائي، قدْ أضعفَ صحتَه وربما كانَ مسؤولاً عنْ مقاومتِه المنخفضةِ للعدوى.

  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: March-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 25,448 المواضيع: 12,594
    التقييم: 8837
    آخر نشاط: 12/October/2022
    نسمة شعراء // كل الشكر والتقدير والاحترام لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال