اسرار العلاقات بین ایران وفنزویلا
ایران تبني تحالفات زراعية لمواجهة ازمة الامن الغذائي في العالم
مقال لاتفوتكم قراءته بتأمل ..
اسرار العلاقات بین ایران وفنزویلا
مصدق مصدق بور
لماذا یعتبر البعض العلاقات بین ایران وفنزویلا مجرد متاعب ووجع رأس لا اكثر وان ايران تريد من خلال هذا النوع من التحالفات ان تناطح اعدائها وتتسبب بالمزيد من التكاليف والاثمان لميزانيتها على حساب معيشة الشعب الايراني ؟
هذا التصور ناجم عن جهل اصحابه لحقيقة السياسة الايرانية واهدافها الاساسية للعثور على بدائل لاحتواء الحظر الاقتصادي الامريكي والغربي ويغفل في نفس الوقت الخطط والبرامج الايرانية لانشاء تحالفات زراعية مع العالم لمواجهة الازمات الطبيعية وضمان الامن الغذائي بعيدا عن تأثيرات الحظر الاقتصادي .
إلى جانب التخطيط لرفع الإنتاج الوطني من القمح والحبوب الإستراتيجية، ترى طهران في التكامل الزراعي مع الدول الغنية بالموارد المائية مخرجا من أزمة اتساع الفجوة الغذائية.
وفي سياق تشكيلها تحالفات زراعية خارج حدودها، سارعت إيران خطواتها لتطبيق الخطط الإستراتيجية لتفادي أزمة الغذاء، وفي هذا السياق ايران ابرمت اتفاقية لمدة عشرين عاما مع فنزويلا تقوم فنزويلا بموجبها بمنح ايران الف هكتارا من اراضيها الزراعية .
تعتبر فنزويلا واحدة من الدول التي تتمتع بثروات مائیة هائلة وباراضي واسعة عذراء قابلة للزراعة على عكس إيران التي تعاني من مشاكل المياه.
تمتلك فنزويلا اكثر من 33 مليار هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة مع الكثير من المياه التي لم يمسها أحد بسبب تخلف هذا البلد في مجالات التكنولوجيا الزراعية وغيرها من التكنولوجيات الاخرى
على عكس الکثیر من الساسة والخبراء المستغربین فی ایران الذين لا يؤمنون بقدرات إيران التكنولوجية وتسببوا بتعرض البلاد للتأثيرات الضارة للحظر الامريكي والغربي ، يؤمن الرئیس الفنزويلي مادورو بالتكنولوجيا الإيرانية ، مما یتیح فرصا ذهبية لايران لبيع تكنولوجيتها لهذا البلد اما مقابل الحصول على اراضي لتنفيذ مشاريعها الزراعية خارج حدودها او الحصول على عائد مالي وسبائك الذهب وفي جميع الاحوال سوف تجني ايران المزيد من الارباح المالية وعقد المزید من الصفقات .
ان فنزویلا دولة غنية في حد ذاتها ، ولديها ثروات لم تُستثمر ومنه هنا لایمکن للخبرات الایرانیة ان تقف متفرجة امام التدهور الاقتصادي في هذا البلد الصديق خاصة بعد ان اظهرت الحرب بين أوكرانيا وروسيا اليوم أن أحد مخاوف الحكومات هو الأمن الغذائي ویمکن لفنزویلا ان تکون بدیلا لاوکرانیا في تامين حصة كبيرة من الغذاء للعالم ولايران وضمان الأمن الغذائي العالمي .
ربما هناك من يسأل : ماذا عن المسافة البعیدة جدا بين البلدين ، ألا تعيق هذه المسافة هذا المشروع الذي تفكر به ايران ؟ وألا يمنعها من إنتاج المنتجات الزراعية هناك وإحضارها إلى إيران ؟
الجواب : کلا .. والدلیل الدامغ علی ذلك ان ايران تستورد 15 مليون طن من المنتجات الزراعية من البرازيل والأرجنتين وتنقل المحاصیل المستوردة بسلام الی البلاد رغم بعد المسافة . في حين ان العمل في فنزويلا فضلا عن ذلك يوفر لايران إنتاج زراعي بثلث القیمة.
فضلا عن ذلك و بسبب نقص الحبوبات نتيجة للحرب في أوكرانيا ،یمکن لایران الا تستورد جمیع ما تزرعه في فنزويلا للچاخل بل یمکنها بيع کمیات کبیرة منها لدول منها امریکا نفسها وکندا مقابل استيراد المنتجات التي تحتاجها من هاتين الدولتين كما يمكنها بيع محاصيلها في اسواق أمريكا اللاتينية.
الزراعة الایرانیة خارج الحدود علاوة علی فوائدها المالية الكبيرة بامکانها أن تملأ فراغ أوكرانيا في العالم والاسهام في تحقيق الأمن الغذائي لجزء كبير من العالم .
رد مع اقتباس