ساعدت طائرة مسيرة في إنقاذ حياة قاصر يصارع الأمواج قبالة سواحل ساغونتو بفالنسيا الإسبانية، وهو ما يلقي الضوء على فرص جديدة لعمليات الإنقاذ بفضل التكنولوجيا.
وذكرت صحيفة "إل بايس" (Elpais) الإسبانية أن الحادث وقع يوم الجمعة الماضي عندما ذهب صبي يبلغ من العمر 14 عاما للسباحة، في وقت كانت الأعلام الصفراء ترفرف، مما يعني أنه يجب على السباحين توخي الحذر عند دخول المياه.

وعلى عكس رجال الإنقاذ على الزلاجات المائية، لم تكن الطائرة المسيّرة بحاجة إلى الإبحار في الأمواج القاسية، مما يعني أنها كانت المستجيب الأول لمساعدة الصبي في المرحلة الأولى لرمي سترة النجاة له حتى تصل فرق الدعم.
الفرق ثوانٍ بين الموت والحياة
وأوضح رجال إنقاذ أن الصبي كان يكافح للعودة إلى الشاطئ بسبب الأمواج والتيارات القوية وقت وقوع الحادث وظهرت عليه علامات الإرهاق، وهنا جاء دور التكنولوجيا للإنقاذ.
فقد أرسلت خدمة الإنقاذ المحلية طائرة مسيرة تحمل سترة نجاة للصبي في استجابة سريعة وفّرت وقتا مناسبا لإنقاذ حياة الصبي.
ويُظهر مقطع فيديو شاركته خدمة الإنقاذ كيف كافح الصبي لالتقاط سترة النجاة التي أبقته في النهاية عائما في المياه القاسية.
بعد ذلك بوقت قصير، وصل اثنان من المنقذين إلى مكان الحادث على متن زلاجة مائية مع نقالة مثبتة على ظهرها. وببعض الصعوبة، تمكنوا من حمل الصبي على متن السفينة قبل إعادته إلى الشاطئ بسلام.
بعد هذه المحنة، تم إدخال الصبي إلى المستشفى المحلي، حيث مكث ليلا أثناء إجراء الفحوصات. وتم تسريحه في اليوم التالي.
وقال عمدة ساغونتو، داريو مورينو، إن هذه هي خامس عملية إنقاذ يتم تنفيذها هذا العام بواسطة أولى الطائرات المسيرة في المنطقة.
وتستخدم بلدية ساغونتو الإسبانية آلات الطيران لحالات الطوارئ والاستجابة الأولى منذ عام 2017. وأوضح مورينو "منذ يونيو/حزيران رأينا 5 عمليات إنقاذ تم فيها نشر سترات النجاة بسرعة من الجو بينما كان رجال الإنقاذ يشقون طريقهم إلى مكان الحادث".
شركة طائرات مسيرة لإنقاذ الأرواح
وتأسست الشركة الإسبانية "جنرال درونز" (General Drones) التي كانت وراء خدمة الإنقاذ بطائرات مسيرة من قبل أدريان بلازاس، وهو منقذ سابق.
وقال بلازاس إنه كان بإمكانه أن يرى على كاميرا الطائرة المسيرة الصبي منهكا وتظهر عليه علامات أنه قد يغرق وذلك قبل أن ترمي الطائرة المسيرة سترة النجاة المربوطة بسلك.
يسمح السلك للطائرة المسيرة بالحفاظ على سترة النجاة من الانجراف بواسطة التيار، ويمكنها أيضا رفعها مرة أخرى إذا لزم الأمر لإسقاطها بالقرب من السباحين الذين يكافحون لإنقاذ حياتهم.
يقول بلازاس إنه كان هو والشريك المؤسس إنريكي فرنانديز متحمسين لإيجاد حلول بعد رؤية امرأة تموت على نفاثة الإنقاذ عقب أن أظهرت في البداية علامات حياة إثر إنقاذها من بحر هائج.
ويعتقد أن الوصول لها في بضع ثوان كان يمكن أن ينقذ حياتها. وبعد تلك الحادثة، ذهب بلازاس للعمل كمهندس في مصنع بيلكنغتون في ساغونتو، بينما بدأ فرنانديز العمل في تصنيع الطائرات المسيرة. واجتمع كلاهما في النهاية لتأسيس شركة طائرات مسيرة.
بدأ الرجلان ببناء طائرة مسيرة يمكنها تحمل الظروف الرطبة والرياح التي ستواجهها أثناء عمليات الإنقاذ. وبدأت عملية تصميم الطائرة المسيرة في مرآب منزل جدة بلازاس.
الآن، بعد فوزها بجائزة الابتكار في فالنسيا، تقدم "جنرال درونز" خدماتها إلى 20 شاطئًا في جميع أنحاء منطقة فالنسيا الإسبانية.